الأخوان المسلمون ومعارك عربية خاسرة
كتب : رائد يونس النبراوي
جماعة الأخوان المسلمين التى تأسست عام ١٩٢٨ طورت على مدى عقود نفوذ متزايد في مختلف دول العالم، ومنذ ذلك الحين سعت للسيطرة على المشهد السياسي والوصول للسلطة، لكنها واجهت عقبات أكثر من مرة وخاصة في مصر بعد تورطها في عدد من أعمال العنف وعمليات الاغتيال، ما أدى لحلها واعتقال عدد كبير من قادتها أكثر من مرة.
عملت الجماعة تحت الأرض في مصر لعقود ومدت أذرعها لدول أخرى في الاقليم والعالم. ومع انفجار أحداث الربيع العربي في الشرق الأوسط في عام ٢٠١١، أظهرت الجماعة تطلعاتها للوصول إلى السلطة، ومع الوقت تكشف أيضا تورط الجماعة وأعضائها في أنشطة مشبوهة ومنظمات ارهابية كالقاعدة وداعش، وهو الأمر الذي قادهم في النهاية لطريق التحلل والزوال خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
ففي مصر عملت جماعة الأخوان على السيطرة على غالبية مقاعد البرلمان وخاضت انتخابات الرئاسة بأكثر من مرشح، بعدها عملت بالاستئثار بالسلطة وتقوية سيطرتها على مفاصل الدولة. تظاهرات ال ٣٠ من يونيو التى دعمها قرار الجيش أنهت حكم الأخوان ولكن أخوان مصر لم يتقبلوا الأمر، وألقوا اللوم على معارضيهم واتجه معظمهم إلى العنف. كما تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه لن يكون لجماعة الاخوان دوراً في المشهد السياسي المصري خلال فترة وجوده في السلطة.
وفي الأردن تعرضت جماعة الاخوان لانشقاقات داخلية في أوساطها، كما كشفت السلطات عن أنشطة مشبوهة للجماعة، إلى أن أعلنت السلطات في العام ٢٠١٦ عدم شرعية الاخوان، وفي منتصف يوليو الماضي أصدرت محكمة التمييز قراراً بحل الجماعة بشكل نهائي. بالاضافة إلى ذلك سعت دول من الخليج لحماية نفسها من خطر الاخوان وتم تصنيف الجماعة كمنظمة ارهابية في كل من السعودية والامارات. تصنيف تسبب في تقليص تمويل الاخوان وأدى إلى تآكل شعبيتها بشدة.
أما في السودان فانتهت فترة حكمهم تحت نظام عمر البشير الذي دام ثلاثون عام بعد ثورة شعبية.