شريدة طيف
فريدة عاشور
لمَاذَا عيوني شَرِيدَة طَيفٍ؟
دنا ذَاتَ ليلٍ وجَالَ خَيالِي
وسَاقَ ودَادِي إلَيهِ عنَاقًا
وقَدْ مِتُّ شَوقًا جنونًا عليه
ذَهَبْتُ بعيدًا لألْقَى مُنَايا
فَيا لَيتَهُ يهتدي لهوايا
ليغزو جذوري بكلّ اشْتياقٍ
وأغفو طويلًا على ساعديه
لِمَاذَا يَصيغُ فُؤادِي حُرُوفًا
تُغَازِلُهُ وتريدُ رِضَاه
وأَهجرُ ذَاتِي وقلبي فداه
وأفتح قلبي على مصرعيه
غزاني هواه بنبضٍ خطيرٍ
تَجَلَّى عليَّ بِكُلِّ الزَّوايَا
فوا صرخات الهوى في مدايا
ونزف جروحي على يديهِ
أريدُ انْتِفَاضَاتِ رُوحِي وسَادَةْ
لأقذف جرحي عليها ينام
بشَوقٍ كَسِير الهَوي والجناح
يتوق الصلاة على وجنتيه
نذرت كياني أَسِير الشقاء
فَهْلَ كَانَ دائي بدون الدَّواء
فهذا عذابى يصِيرُ سِهَامًا
يصوبُ منّي حنينًا إليه
أَرُومُ وأحيا بحلمٍ ضريرٍ
عنادٌ, جنونٌ لحبٍّ صريحٍ
فيا شَهْدَ حسي ودَرْبي العَسِير
ونزف الحنين على مقلتيه
بَقيتُ أُكَمِّمُ أَفْواهَ بَوحٍ
لأخفي غيابَ الحَبِيبِ المثير
وأرْضَى عَنَاءَات عُمْري القَصِير
ويَأْبَى هَوايا الولوج لديه
سَئِمْتُ المَسِيرَ بِنَهْرِ الدُّمُوعِ
هُنَاكَ لإنِّي قَرَأْتُ مَصِيرِي
بِعُمْرِ الضياع بدرب الوداع
فهل من سبيلٍ إلى شفتيهِ