وقفة مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقلم أحمد خضر
يعيش جل المسلمين اليوم مشكلة كبرى مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أنهم يتعاملون مع السيرة النبوية مواسم ففي بداية العام يحتفلون جميعا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وبعدها بعدة أشهر وتحديدا في شهر ربيع الأول يحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها بفترة يحتفلون برحلة الإسراء والمعارج في شهر رجب وبعدها بعدة أيام يحتفلون بليلة النصف من شعبان ثم رمضان ثم يختمون العام بمناسك الحج في شهر ذي الحجة
وهكذا في كل عام
لكن نريد أن نلفت الأنظار إلى أن الإنسان الوحيد الذي يكون معك في كل زمان ومكان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي كل نواحي الحياة ستجد رسول الله بهديه وعلمه وفهمه وتطبيقه
ففي مجال العلم ستجد أن بيئات التعلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال اليوم من نوم الإنسان إلى نومه مرة ثانية
في مجال الأسرة لن تجد زوج قدر زوجته وأكرمها وأسعدها كرسول الله صلى الله عليه وسلم
في مجال التربية لن تجد في الحياة مربي كرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
في مجال الصداقة أوفى صديق وأحسن من صاحب في الحياة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مجال الدعوة إلى الله أرفق من دعا ودل الخلق على الله هو رسول الله
أول من تكلم عن الجودة في كل الأمور وأن نخرج أحسن الأعمال وبين أن هذا من أسباب محبة الله أن يتقن الإنسان عمله
بل أول من تكلم عن المعايير في كل الأمور فوضع لكل عمل حد أدنى وحد أعلى على سبيل المثال الصلاة جاء إليه رجل وسأل عن ماذا عليه في الصلاة قال خمس وهذا هو الحد الأدنى في الصلاة لابد أن تأتي بخمس فروض سأله الرجل هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع هناك رجل عنده نشاط أكثر وهذا فيه مراعاة للفروق الفردية فجعل له رسول الله السنن الرواتب وصلاة الضحى وصلاة قيام الليل إلى غير هذا من سنن الصلاة
حتى في مجالات الدنيا عامل النبي صلى الله الناس باختلاف طباعهم وبيئتهم وعملنا كيف نتعامل ونتعايش معهم
في مجال الصحة النفسية والجسدية تكلم رسول الله وبين لنا الاتزان النفسي والجسدي بل وحدد في الطعام والشراب الثلث حتى لا يمرض الإنسان
بل وله صلى الله عليه وسلم في وقت غضب الإنسان هدي يسلكه حتى بذهب عنه ما حل به وبين أقسام الناس في الغضب وكيف نتعامل معهم
إذا تحدثنا عن السيرة النبوية نحتاج الكثير والكثير
لذلك
إذا أردت نعيم الحياة فتعرف على سيرة رسول الله علما وفهما وتطبيقا