مصر تنتظر أكبر دار أوبرا في الشرق الأوسط
كتب _ اشرف محمد
تمر اليوم الذكرى الـ 33 على افتتاح مبنى دار الأوبرا المصرية الجديدة بالجزيرة، ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل العام 1869 واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما.
وما بين أقدم دار أوبرا بنيت في الوطن العربى وأفريقيا "الأوبرا الخديوية" وثم بناء الأوبرا الجديدة في الجزيرة، والتي تعد درة المسارح العربية الآن، تنتظر مصر في "جمهوريتها الجديدة" إنشاء أكبر دار أوبرا في الشرق الأوسط.
في كتابه المعنون "المسرح المصري في القرن التاسع عشر" يقول فيليب سادجروف، أن المعماري "أفوسكاني" لم يكن مسؤولا فقط عن البناء، بل كان مسؤولا أيضا عن تجهيزات المشاهد، بمساعدة مصممين للمسرح من إيطاليا، إلى إعدد برنامج لليلة الأولى، وتلقى تعليمات لبدء بناء مسرح مؤقت في منتصف شهر إبريل من عام 1869، وتم بناءه في موقع قصر الأمير أزبك، خلف تمثل إبراهيم باشا، وجامع الأمير أزبك، وكان القصر قد أصبح متجرا، وتعرض للإهمال، حتى تم هدمه كي تُبنى عليه الأوبرا.
كان معظم بناء الأوبرا من الخشب، وتم إعداد الديكور والأثاث في خمسة أشهر بتكلفة وصلت إلى مائة وستين ألف جنيه مصري، ولم تكن هناك شرفة رسمية، أو علوية، وبدلا من ذلك كانت في المسرح صفوف من كل المقصورات، بالإضافة إلى مقصورات ملكية تقع على كل جانب من جوانب المسرح، وفي ليلة الافتتاح، اتفق الخديو إسماعيل مع فيردي، كي يكتب موسيقى مسرحية غنائية ذات موضوع مصري، لتعرض على هذا المسرح، وغطت الصحيفتان المصريتان، الوقائع المصرية، ووادي النيل الافتتاح الذي حضره الخديو وضيوفه، بما فيهم الإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا، وولي عهد بروسيا.
وفي الموسم الأول للأوبرا حسب كتاب فيليب سادجروف، الذي بدأ في نوفمبر 1869، حتى الرابع عشر من مارس 1870، قٌدمت ست وستون مسرحية غنائية إيطالية، وضتمن فريق العمل في ذلك الموسم أشهر مطربي الأوبرا الإيطالية في ذلك الوقت "جروسي وفتيالي، وسارولتا، ولاجونا، وإيما رنتسي، وبوكوليني، وبارليبي" وبُلتريني" وغيرهم.
أما الأوبرا الجديدة، التي تم افتتاحها في العام 1988، في العاشر من أكتوبر، فهي منحة من الحكومة اليابانية، وبنيت على الطراز الإسلامي، وتم التجهيز لبنائها حيث قامت هيئة التعاون العالمية اليابانية بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية، والاتفاق على تصميم ينسجم مع ما يحيط بالدار من مبان، واتسم التصميم بالطابع المعماري الإسلامي الحديث، وتشمل مساحة الإنشاءات 22 ألف و772 متر مربع، بينما يقع المبنى على مساحة 13 ألف و855 متر مربع، وكان لتميز هذا الموقع في الجزء الجنوبي من الجزيرة، ولوفرة مياه النيل وكثرة الأشجار ما أتاح أن يكون هذا المكان محتوى طبيعي لدار الأوبرا الجديدة.
واستغرق التصميم عاما ونصف، وتم إتمام البناء في 31 مارس 1988، أي بعد 34 شهرا من بدء العمل وفي أكتوبر افتتح الرئيس السابق حسني مبارك دار الأوبرا المصرية، والأمير الياباني توموهيتو أوف ميكاسا، وهو الشقيق الأصغر لإمبراطور اليابان، وشاركت اليابان لأول مرة في مصر في افتتاح هذا الصرح الثقافي بعرض الكابوكي الذي يضم خمسين عضوا بالإضافة إلى فنانين من أعلى مرتبة في مجالات الموسيقى والأوبرا والباليه.
تشهد العاصمة الإدارية الجديدة العمل على قدم وساق من أجل الانتهاء من أكبر دار الأوبرا فى منطقة الشرق الأوسط، دار الأوبرا من المقرر إقامتها ضمن مدينة ثقافية بمساحة 100 فدان على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، تعد هذه الدار داخل العاصمة الإدارية الجديدة هى الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، تضم دار الأوبرا 3 مسارح كبرى تسع لأكثر من 2500 شخص للمسرح الواحد.
وتتكون من قاعة رئيسية تسع 2200 كرسى وقاعة، وتضم استوديوهات الصوت وقاعات التدريب للأوبرا، وفقا لأحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية إلى جانب مسرحًا للموسيقى يصل سعته إلى 1300 فرد مؤهل وفقًا للمعايير الدولية لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية بحانب مسرح للدراما والأداء الحركي يتسع لـ700 فرد