مصادر طبية تعلن مقتل وإصابة العديد من المحتجين خلال مسيرات مليونية "13 نوفمبر" بالسودان
كتبت-سماح الصاوي
أكدت مصادر طبية متطابقة مقتل 5 محتجين وإصابة أكثر من 70 خلال مسيرات "مليونية 13 نوفمبر" المطالبة بمدنية الدولة.
يآتي ذلك بعد يومين من إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تشكيل مجلس سيادة جديد يستبعد تحالف المدنيين المشارك في السلطة منذ عام 2019، خرجت حشود ضخمة إلى الشوارع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للاحتجاج على خطوة البرهان
وفي غضون ذلك نددت الجماعات المؤيدة للديمقراطية بهذه الخطوة وتعهدت بمواصلة حملتها للعصيان المدني والاحتجاجات ضد أحداث 25 أكتوبر الماضي.
وقال شهود إنه مع بدء تجمع المحتجين بعد ظهر اليوم حول الخرطوم تحركت قوات الأمن سريعا في محاولة لتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية لمنعهم من الوصول إلى نقاط تجمع مركزية.
وقال أحد المتظاهرين في أم درمان: "فوجئ الناس بإطلاق الغاز المسيل للدموع في وقت مبكر جدا"، وأضاف أن المحتجين تقهقروا إلى الحي وتحصنوا في الشوارع وعادوا للتجمع من جديد.
وقدر شهود عدد المتظاهرين حول الخرطوم بعشرات الآلاف، مع وجود حشود كبيرة في مدن أخرى مما يرفع العدد الإجمالي للمتظاهرين في أنحاء البلاد إلى مئات الألوف..
وقال محتج في الخرطوم يدعى محمد حامد: "الثوار لا يملكون سوى السلمية وينادون بالديمقراطية وإعادة الحكم المدني الذي أطاح به البرهان".
وخلال الاحتجاجات السابقة، ومنها احتجاجات يوم 30 أكتوبر، الذي خرج فيه مئات الألوف، انتظرت قوات الأمن حتى وقت لاحق من اليوم قبل محاولة تفريق المحتجين.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 4 أشخاص قتلوا في الخرطوم بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الأمن في حين قُتل خامس مختنقا من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وتابعت اللجنة أن الوصول إلى المستشفيات بات صعبا وأن قوات الأمن اقتحمت مستشفى في أم درمان واعتدت على الطاقم الطبي بالضرب واعتقلت محتجين مصابين.
لكن الشرطة السودانية قالت في بيان بثه التلفزيون الرسمي، السبت، إنها لم تستخدم "أسلحة نارية" في تعاملها مع المتظاهرين.
وأضافت الشرطة أن مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي لكن "سرعان ما انحرفت عن مسارها"، مؤكدة إصابة 39 فرد أمن بإصابات جسيمة.
وظلت خدمات الإنترنت مقطوعة على الهواتف المحمولة منذ بدء الأحداث، على الرغم من أمر محكمة بإعادة تشغيلها، واضطربت تغطية الهواتف، الأمر الذي عرقل جهود حركة الاحتجاجات.
غير أن لجان المقاومة المحلية التي اشتعل حماسها للتحرك بعد تعيين مجلس سيادة جديد استخدمت منشورات ونظمت احتجاجات أصغر نطاقا في الأحياء.
من جانبه، يقول البرهان إن الجيش تحرك لمنع الاضطرابات، متهما الجماعات المدنية بالتحريض على معارضة الجيش.
وعلي الجانب الآخر علقت الدول الغربية والبنك الدولي المساعدات الاقتصادية، التي كانت تهدف لإخراج السودان من عزلة وأزمة اقتصادية عميقة استمرت عقودا.
وعبرت الولايات المتحدة ودول غربية عن قلقها البالغ بعد تعيين البرهان لمجلس سيادة جديد.