ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ( ٣ )
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
تقديم - علاء الدين عبد الرحمن
الخميس 18 نوفمبر 2021 11:30 م
نريد اليوم أن نقف مع سورة عظيمة من كتاب الله.
سورة ذكر الله فيها أصول الفتن وبيّن فيها مصادر الشر والمحن ثم وضع للمسلم طريق النجاة من هذه الفتن ورسم له المخرج من هذه المحن.
سورة سن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها وتأملها وتدبرها في كل جمعة إنها سورة الكهف.
إن المحور العام أو المعنى الإجمالي الذي تدور حوله السورة هو الفتنة وكيفية النجاة منها فقد ذكر الله سبحانه في هذه السورة رؤؤس الفتن وأصولها فذكر أولاً أعظم الفتن وأشدها وهي الفتنة في الدين وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة أصحاب الكهف ثم ثنى بفتنة المال وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة صاحب الجنتين ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ﴾ ثم ثلث بفتنة العلم والمعرفة وضرب لها مثلاً بقصة موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام ثم ذكر فتنة الجاه والسلطان وضرب على ذلك مثلاً بذي القرنين ثم أشار الله جل جلاله إلى المحرك الأساسي لهذه الفتن كلها إبليس لعنه الله ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال).
إن الدجال يجمع بين هذه الفتن الأربع حيث يفتن الناس في دينهم ومعه من الأموال بل معه جنتان يفتن بهما الخلق ولديه من العلم والجدل ما يصد به الناس عن الدين الحق ومعه من الرئاسة والمنصب شيئا كبيراً فالأرض كلها تخضع له عدا مكة والمدينة مما يجعل فتنته من أعظم الفتن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حفظ العشر الآيات الأولى من سورة الكهف عصم بإذن الله من هذه الفتنة القادمة فتنة المسيح الدجال.