سمعتك راس مالك فحافظ عليها
د.صالح العطوان الحيالي
سمعتك الطيبة هي راس مالك عليك بصيانتها والمحافظة عليها لأنها ستكون لك عونا ومدافعا لك في حياتك وحتى بعد مماتك كثير من الناس سمعتهم الطيبه كانت بمثابة محامي الدفاع لهم في مواقف عدة
كن كما قال الامام الشافعي رحمه الله
قد مات قوم وما ماتت شمائلهم
وعاش قوم وهم في الناس اموات
في هذا العنوان هناك قصة من قصص السلف تناقلها لنا الأجداد والحكواتية
وهي تشرح لنا قصة السمعة الطيبة ونجاح صاحبها في موقف ما
تنازع الهدهد و الغراب يوماً على حفرة ماء
كلٌّ منهما يدّعي بأنّ الحفرة له و اختصما و لم يستطيعا حلَّ الخلاف بينهما
و بعد نزاع طويل ، اتفقا على أن يحتكما إلى قاضي الطيور فذهبا إليه و سردا عليه قصتهما
فطلب منهما البينة
فمَن يملك البينة تكن الحفرة من نصيبه
فنظرا إلى بعضهما و التزما الصمت
و عندما طال صمتهما علم القاضي بأنه لا بيّنة لواحد منهما على الآخر !!
ثم ما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد !!
فقال له الهدهد متعجّباً لمَ حكمتَ لي بالحفرة أيها القاضي !
فرد القاضي قائلاً لقد اشتهر عنك الصدقُ بين الناس فقالوا أصدقُ من هدهد
فسكت الهدهد للحظة ثم قال إنْ كان الأمرُ كما قلتَ فإني و الله لستُ ممن يُشتهَر بصفة و يفعل خلافها هذه الحفرة للغراب ولئن تبقى لي هذه الشهرةُ أفضلُ عندي من ألف حفرة