المحرصاوي: «كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟» بكلية التربية وسط إقبال كبير
متابعة : ياسمين أحمد المحلاوى
ألقى فضيلة الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم، محاضرة بكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان: "كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟" وذلك ضمن سلسلة الندوات العلمية والتثقيفية التي يحرص عليها رئيس الجامعة بحضور الدكتور خالد عرفان، عميد الكلية، والدكتور حشمت عبد الحكم، عميد الكلية السابق، والدكتور جمال الهواري، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عطية السيد، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وطلاب وطالبات الجامعة في مختلف الكليات.
وأكد رئيس الجامعة أن مهنة التدريس والتعليم من أنبل وأشرف المهن على الإطلاق، وهي مهنة الرسل والأنبياء، ولا يهواها إلا الإنسان الذي يحب العلم، ويحب أن ينقله لغيره، وهي مرتبطة أساسًا بالعلم والمعرفة وبناء الحضارات، مشيرًا إلى أن أهم عوامل نجاحها تتمثل في التدرج في تحصيل العلم؛ وتحديد الأهداف والتخطيط الجيد.
وتناول رئيس جامعة الأزهر بالشرح بعض الصفات التي ينبغي أن يمتلكها الأستاذ الناجح، والتي تتمثل في: الانضباط في العمل، والثقة بالنفس، و"الكاريزما"؛ لأن الأستاذ مطالبٌ بإقناع طلابه فإن غابت عنه هذه الملكة فلن يصل إلى هدفه، حتى وإن امتلك المعلومات، إضافة إلى ضرورة إتقانه لما يدرس، واطلاعه على أحدث الطرق والأساليب الصحيحة للتدريس، واهتمامه بالملبس والمظهر اللائق.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن الأستاذ الناجح يجب أن يتمتع بروح المرح والدعابة، حيث إن ذلك كفيل بطرد الملل والفتور الذي قد يصيب الطلاب والدارسين بسبب الطبيعة الجادة والجامدة التي تتسم بها المادة العلمية الأكاديمية، وذلك مراعاة لحال المستمعين والدارسين.
وأضاف رئيس الجامعة أنه ينبغي على المعلم أيضًا أن يتحدث بلغة مناسبة تتميز بالوضوح والسلامة؛ لأن اللغة هي قناة توصيل المعلومات والأفكار، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالمظهر كما يهتم بمادته العلمية، كذلك أكد على ضرورة الحذر من هوة السقوط من نظر الطلاب والدارسين حينما يلاحظون على الأستاذ حرصه على التكسب والتربح من العلم من خلال بيع كتب وخلافه، مشيرًا إلى ضرورة تحلي الأستاذ بالتواضع والصدق وحب طلابه والتواصل معهم، وتجنب التهديد بالعقاب والتوبيخ، أو الحرمان من الدرجات، ولا بد من العدل بين الطلاب حتى في النظر والاستماع إليهم، أو توزيع الأسئلة عليهم.
واختتم رئيس الجامعة محاضرته بالتأكيد على أمرٍ في غاية الأهمية وهو ضرورة إخلاص النية من جانب الأستاذ مبتغيًا بعمله وجه الله عز وجل، والإسهام في رفعة شأن الوطن ببناء عقول شبابه بناءً سليمًا بعيدًا عن الأفكار الهدامة، منبهًا كل أستاذ أن مجال التدريس من أشرف المجالات، وأي مادة يدرسها، هي إسهام مهم في بناء المجتمعات والنهضة بها.
وطالب رئيس الجامعة الحاضرين بضرورة التثبت فيما ينقلوه أو يُنقل إليهم من معلومات، خصوصًا في عصرنا الحالي الذي يتسم بسهولة الحصول على المعلومة، دون ذكر مصدرها، مشيرًا إلى نتائج بعض الشائعات التي رددتها -للأسف- بعض وسائل الإعلام دون تثبت أو رجوع إلى المصادر الموثوقة، والتي يريد مروجوها إثارة الفتن والفوضى وهدم القيم الإنسانية.
وفي ختام المحاضرة قام عميد كلية التربية ووكلاء الكلية بتكريم الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، ومنحه درع الكلية؛ تقديرًا لجهوده وعطائه وإخلاصه في أداء رسالته، وما شهدته الجامعة في عهده من تطور كبير غير مسبوق على جميع المستويات.