حوارُ بين العقل والنّفس
بقلم : فريدة عاشور
ويسأل العقل أتهجرين دربي وأنا الرشيد في تلك الدنا
ثم تتوارين بحقبة النوى
هل تعلمين
أننا كتوأمٍ من رحم الأرض أتينا نرتجي نور الهدى
فأي دربٍ تسلكين والدروب تلفظ الوفا
أجابت النَّفس : اسيرُ خلف رغبتي
على جمر الحصى
وأقرعُ الأبوابَ يستجيب لي وينحني عنف الصدى
ُوتنعش الأسرار قلبي
^^^^^^^^^^^^
تسائل العقل فمن أحصى لك الأرقام والأيام في وقع الخطى
والعزف بالناي من المهد إلى طور الصبى
من خطط الحدود للبلاد والمدي
فكل أمّةٍ يقود أمرها سيدها
وأنت تتبعين بالدنيا الهوى
فكيفَ تخرجينَ عن القانون
ثم تلجئين للنهى
عودي أكون ناصحًا وللطريق صاحبًا
النَّفسُ : قد صنعت أرقاما بلا حسٍّ
ولا شعورٍ وخضت بالحروب أصناف الردى
فهل طربت من لحونٍ بالدمع قد بكت؟
وهل وضعت منهجًا للسلم والسلامة؟
وهل جعلت العالم التعيس يحيا
قاصيًا عن سطوةٍ من القوى؟
العقل في اسْتكانةٍ
يا أنت قد خلقت من بركانٍ
أمّا أنا صنعت منْ جليدٍ
كى تخضعي سوف أقيم دعوة
في قاعة كبرى
وأدعو حتى ومتى
وأفتح الفعل، أضم الخبر الذي أتى
وأحذف النقطةٍ من نون الندى
وكل أصناف الأنا
والدعوة ضرورة قصوى
لنألف المعتاد في عصر الردى
تدللت النِّفس وقالت
ضَمّني إليك حِسِّي يصهرُ الثلج
يخصب الخيال يدرك المعنى
وتصبح الحارس لي
تنصحُني وأصغى
أذوب كالحلوى إذا مستنِّى الذكرى
إذا غبت وحين تأتي
و في مداك أمضي
تكونٓ لي أمير
الناصح الأمين
لكن دون قسوة .