اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

شوشرة

 شوشرة 




بقلم : أيمن شرف الدين


انطلق صوت الميكروفون عاليا ليعلن للجميع وعلى ملأ من السادة الحضور أن الأستاذ محمد عبده هو الفائز هذا العام بلقب الموظف المثالي ، وقد منحه المدير شهادة تقدير ومكافأة مالية ، وتناقلت الجرائد هذاالخبر السار ، إلا أنه لم يكن سارا عند شرذمة من زملاء العمل ، وأخذت الغيرة منهم مأخذها ، وبلغ الحسد منهم مبلغه، فخرجت أنفسهم حسرات وزفرات

  وأقسموا أن ينالوا من كيان وكرامة هذا الموظف المسكين ، الذي كل همه هو العمل ثم العمل ولاشيئ آخر يشغله .



وشرعوا في التكتيك للإيقاع بالفريسة والتشفي منه ببث سمومهم الحارة في سمعته ، إنهم يصوبون سهامهم نحو عرضه وشرفه عن طريق تشويه سمعته ، لأنهم على يقين أن تشويه سمعته سيودي بحياته لامحالة.



أبواق الشر انطلقت وتعالت صيحاتها يقودها الشيطان ومن على شاكلته  وخاضوا في عرض الرجل ، وطعنوا شرفه بسكين تلم ، عن طريق محرر من المرتزقة الذين استجدوا بأقلامهم قوت عيشهم المسمم، واتهموا الرجل باطلا ، وانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم ، وأصبح الرجل محصورا في زاوية الشبهة لايستطيع منها فكاكا ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وعاش مبهوتا ممقوتا  ترميه العيون من كل حدب وصوب بسهام قاتلة ، وماجت به الأرض بعد استقرارها  ولولا أنه على يقين من نصر الله لخذلته قدماه من أمد طويل ، ولولا جسارة قلبه وبياض صفحة وجهه لاستسلم لنهش الألسنة وطعن الأسنة الآسنة.

وحوصر الرجل من الجميع ، تلاحقه الصحافة من ناحية ، وجهات التحقيق من ناحية أخرى، حتى فقد مذاق حياته وتردد اسمه في جملة مفيدة تلوكه الألسنة يمنة ويسرة ، فصار في مرمى الهدف حيث القيل والقال وكثرة السؤال .



لقد أحكموا قبضتهم ورسموا خطتهم  بتوافر الأدلة الوهمية التي أدانت الرجل في غير رحمة ، وتناسوا أن عين الله لهم بالمرصاد ، وقبل أن تنطق محكمة الأرض بحكمها ، سبقها حكم محكمة السماء التي لاتغفل ثانية عن دعاء المكروب والمظلوم 

فصب الله عليهم قطرات غضبه ، فيصاب أحدهم بمرض عضال لاشفاء منه إلا بالموت ، وهناك من مات ولده في حادث مروع ، وهناك من تفحم وأسرته في حريق اندلع بغتة .


اشبعوا بالدنيا واغترفوا منها قدر استطاعتكم ، فالكل عنها راحل .

google-playkhamsatmostaqltradent