ذكرى من طفولتنا
ذكرى من طفولتنا
بقلم
الشاعر والفنان التشكيلي
أحمد نصر
صَغيراً كُنتُ في دربى
وقلبى مَحضُ عُصفورٍ
على أيكٍ يُغنّينا
وواحةُ ريفى الرحب
بأشجار تُظلِلنا
وطْيبُ الزهر يُزكينا
وليتَ الشعرَ يُسعِفُني
بذِكْرى من طفولِتنا
وشدوٍ كان يُشْجِينا
رأيتُ الشمسَ فى زهوٍ
تزُفُ الضوءَ فى ألَقٍ
وتسْكُبُ سِحرَها فينا
وكانَ الكونُ مُبتسماً
بريِفكِ جَنَّةَ الدُنيا
بآمال يُمَنْينا
وتُرعةُ قريتى مَلأَى
وكلُّ الناس في فرحٍ
ببشرى الخير تُنبينا
حُقولُكِ قريتى رَغَدٌ
فلا ظمأٌ يُهدِدنا
وماءُ الحُبِ يرْوينا
وفى جِدٍّ أرى جَدى
يُثيرُ الأرضَ بالبُهْمِ
فما بَرِحَتْ تُلبينا
جبينُ الصبرِ فى جَلَدٍ
ومِنهُ الشمسُ ما خَجِلتْ
تُواري حَرَّها حِينا ؟!
فلا يأسٌ يُساوره
إذا مالشمسُ تُلهِبُهُ
مَضى غَرْسًا وتمكينا
ويَرجو الزرعُ رؤيَتَهُ
فيَسعَدُ حين يَلْقاهُ
على شَوقٍ يُنادِينا
هو الفلاح يا ولدى
كماءِ النيل في كَرَمٍ
عطاءٌ بين أهلِينا
وقُرصُ الشمسِ قد ولَّىٰ
وفى خَجلٍ يُوَدِّعُنا
لِحَرٍ كان يُصْلِينا
ويأتي الليلُ والقمرُ
وذِكرُ اللّٰهُ يَجْمَعُنا
بأُنْسٍ لا يُجَافِينا
تعالى اللّٰهُ رازِقُنا
فَمِنْهُ العونُ والمَدَدُ
تعالى اللّٰهُ هادينا
ونَبْتُ الأرض مِنْ خبءٍ
يُجَلِّى عن دلائِلهِ
تعالى اللّٰهُ بارينا
حياةٌ كُلها أملٌ
ويومُ حَصَادِنا فرَحٌ
ضياءٌ فى ليالينا
وكانت قرْيَتى بَيتًا
لكُلّ الناسِ يَجْمَعُنا
على ودٍّ تَلاقِينا .
من ديوانى - لمن الملك اليوم - 2014
ولوحة -الفلاح - من أعمالى التشكيلية 2020