التنمّر وآثاره على المرضى المصابين بالسمنة
متابعة - احمد عطوه
ليس هناك تنمر قد تجده على بعض المرضى المصابين بمرض السكرى او الامراض الاخرى، الا و تجد سخرية من مرضى السرطان أو الربو، وغيره من الامراض الاخرى ولكن تجد فى المقابل تنمر يوجه الكثير من المصابين بمرض خطير، مثل مرض السمنة فتجد الكثير من السخرية والتنمّر وقع اللوم عليهم .
وقد نشرت تقرير بحثية قام بها مركز بيوميديكال سنترال الطبية فى الفترة الأخيرة وقد قدم عدة تقريرا لى عدد من الباحثين اعتبروا ان مشكلة الوزن قد تكون وصمة العار أخطر من السمنه نفسها. وللتوضيح، فوصمة العار للوزن هى الرفض الاجتماعى وانخفاض القيمة لمن لا يمتثلون للمعايير الاجتماعية، التي تخص الوزن وشكل الجسم المناسبين، أو ببساطة هي شكل من أشكال التمييز والتنمر على أساس وزن الشخص.
من جانبه، قد أكد د. سمير الشمرى، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكرى في دار الشفاء كلينيك ، ضرورة زيادة الوعى بأن السمنه مرض حقيقى وخطر. وقد شرح قائلاً: ان السمنة مرض حقيقى ، وقد يكون من أخطر الأمراض التى نتعرف عليها ، لأن المصاب بها يكون عرضه للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل مرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والكولسترول وأمراض المفاصل والعديد من امراضالأورام.
وقد شدد الدكتور سمير على خطأ لوم المصاب بالسمنه على مرضه، وقال: يجب ألّا يُلام كثيراً، لأن هناك مسببات تؤدى الى السمنة خارجة عن سيطرته، مثل مسببات بيئية - اجتماعية، عوامل وراثية، والإصابة بمرض مثل اعتلال الغده الدرقية، ارتفاع مقاومة الانسولين أو ارتفاع نسبة الكورتيزون. وبما انه مرض مثل أي مرض فزيولوجي، فتنص الاخلاقيات الإنسانية والمهنية على ضرورة التعامل مع السمنة وعلاجها ومساعدة المريض مثله مثل باقي الأمراض البدنية. فيجب ان نكون فى صف المريض ونساعده على التغلب على هذا المرض المزمن ولا نتنمر عليه .
أشار د. سمير إلى أن السخرية والتنمر يسببان نتائج سلبية وعكسية بالنسبة لمريض السمنة، مثل:
1 -قد تدخله في حالة اكتئاب، مما يؤدي الى زيادة نسبة الكورتيزون في جسمه، وبالتالي زيادة السمنة أكثر فأكثر.
2 -قد تؤدي إلى تغييرات هرمونية، مثل زيادة مستويات هرمونات التوتر والكورتيزول، مما يعرض الجسم الى اضطرابات في عمليات الأيض والشهية والنوم. وكل ما ذكر يعزّز فرصة زيادة الوزن.
3 - قد يتعامل من يعانون من زيادة الوزن والسمنة مع المشاعر السلبية المتولدن من وصمة العار عن طريق تعاطى المواد المخدرة والإفراط في تناول الطعام.
4 - تزيد من عزلة البدناء وتجنبهم الخروج من المنزل أو قصد أماكن الرعاية الصحية أو اللقاءات الاجتماعية.
5 - ترفع فرصة الإصابة بمشاكل وأمراض نفسية، وبالتالي الأمراض البدنية أيضاً.
وكل ذلك يساهم في خفض جودة حياة البدناء ويزيد معاناتهم من الأمراض والمشاكل النفسية والاجتماعية.
6 - وجدت دراسة أن الآثار الضارة للتنمر على البدناء تزيد خطر وفاتهم بنسبة %60.
وقد كشف تقرير دورية بيوميديكال سنترا إلى وجود وصمة العار بين أعضاء الفرق الطبية. وفى حين أن دور مقدمى الرعاية الطبية للمرضى هى توفير الخدمات الصحيه لهم من دون اى تفرقة أو تحيز نحو المرضه ،فقد نجد أن بعض المصابين بالسمنة يواجهون مواقف التنمر والسخرية وحتى الإهمال من الفرق الطبيه التى تستعدهم .
ويشرح د. سمير قائلا: يقصد المصابون بالسمنة العيادات الطبية بهدف تشخيص أمراضهم ورعاية صحتهم وتقليل الآثار السلبية من دون تحيز. ولكن من المستغرب والمخزى أن تشير عدة دراسات إلى تفشي وصمة العار بالوزن في بعض مراكز الرعاية الصحية، حيث وجدت دلالات على انخفاض رعاية بعض الأطباء للآثار الصحية والنفسية للمصابين بالسمنة مقارنة بأقرانهم الذين يتمتعون بوزن مناسب. مما يؤدى إلى انخفاض جودة رعاية الأمراض وعواقب صحية كبيرة لمن يعانون من السمنة. وهذه طريقه أخرى تساهم فيها وصمة العار بالوزن في تدهور صحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة.