فى ذكرى الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
فى ذكرى الحبيب المصطفى
صل الله عليه وسلم
إعداد وتقديم
علاء الدين عبد الرحمن
وفى ذكرى الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم ايضا نتكلم عن سيدة كان لها الفضل فى رعاية الحبيب فمن هى ؟
١ - فاطمة بنت أسد
أسلمت رضي الله عنها فكانت من الأوائل الذين أسلموا وهاجرت إلي المدينة، وكانت امرأة صالحة رضي الله عنها، ومثالًا للرأفة والرحمة في معاملة فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، إذ كانت تقوم بمساعدتها برًّا بها وبوالدها عليه الصلاة والسلام، وإضافة إلى شخصيتها مكرمة عظيمة وهي حِفظ الحديث وروايته.
فعن جعدة بن هبير عن عليّ قال: أُهدي إلى النبي "صلي الله عليه وسلم" حلة من إستبرق، فقال: "اجعلها خُمرًا بين الفواطم
فشقها أربعة أخمره، خمارًا لفاطمة الزهراء
وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب، والرابعة قيل إنها فاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب.
كان الرسول "صلى الله عليه وسلم"، يُحسن إليها ويحبُها ويحترمُها ويزورها ويقيل في بيتُها، لما لها من مكانة ومعزة في قلبه لحسن رعايتها له في شبابه.
لما أحس عبدالمطلب جَد النبي "صلى الله عليه وسلم" بدنو أجلهُ، أوصى ولده أبا طالب بأن يرعى ابن شقيقه محمد بن عبدالله؛ لأن عبد المطلب كان يعلم أن اليد الحانية والأمينة تكمن في بيت أبي طالب
وعند زوجته فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، على حسن الرعاية لمحمد "صلى الله عليه وسلم" بعد وفاة جده عبدالمطلب فقد ظل في كنفها قرابة عقدين من حياته، لهذا فهي أعظم الناس وأخبرهم برسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ ولذلك روت عن النبي "صلى الله عليه وسلم" ستة وأربعين حديثًا.
ومن أجل صفاته الكريمة دفعت إليه بفلذة كبدها – ابنها عليّ – ليكون في ولايته "صلي الله عليه وسلم" بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
٢ - بركة أم أيمن
من هى بركة ام ايمن ؟
الصحابية الجليلة السيدة أم أيمن واسمها بركة بنت ثعلبة، من أهم الشخصيات التي كانت في المحيط الاجتماعي الواسع حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عاصرت النبي صلى الله عليه و سلم طفلاً وصبياً، ثم زوجاً للسيدة خديجة رضي الله عنها، وقد اعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها، ليتزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له: أيمن المهاجر الشهيد يوم حنين وكانت تكنى به.
كانت أم أيمن رضي الله عنها من السابقات للإسلام، فقد أسلمت مع من أسلم من بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت من السابقين الأولين وقد كانت رضي الله عنها من الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم.
بعد استشهاد زوجها عبيد الخزرجي تزوجها زيد بن حارثة أيام بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد الذي سمي بـ "حب رسول الله صلى الله عليه وسلم". وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في أم أيمن: "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن" قال: فتزوجها زيد ابن حارثه رضي الله عنه رواه ابن سعد في الطبقات
و أورده عنه الذهبي في السير، وابن حجر في الإصابة، وضعفه السيوطي والألباني.
كانت أم أيمن رضي الله عنها ضمن المهاجرين إلى الحبشة، وكانت من المجاهدات اللواتي لم يفارقن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت لا تفارقه في جهاده وكانت لها مواقف مشهودة
منها:
لما خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وانهزم بعض المسلمين يوم أحد، لقيتهم أم أيمن وحثت في وجوههم التراب، وهي تقول لبعضهم: هاك المغزل فاغزل به، وهلم سيفك، ثم اتجهت نحو الرسول صلى الله عليه وسلم تستطلع أخباره، حتى اطمأنت على سلامته صلى الله عليه وسلم فاطمأن قلبها.
وكانت عظيمة المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفاها أنه كان يناديها
"يا أمه" أورده الذهبي في السير و ضعفه
فكفاها هذا التشريف وذكر النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول:
"أم أيمن أمي بعد أمي"
وكان يقول لها:
"يا أمه" وكان إذا نظر إليها قال:
"هذه بقية أهلي بيتي"رواه ابن سعد والحاكم من طريق الواقدي، و أورده الذهبي في السير(2/224)رقم(24)، وابن حجر في الإصابة، وضعفه السيوطي والألباني.
وقد روت عن النبي صلى الله عليه و سلم العديد من الأحاديث، منها "عن أم أيمن رضي الله عنها- أن النبي أوصى بعض أهل بيته، فقال:
"لا تشرك بالله وإن عذبت
وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدًا؛ فإنه من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله"رواه البيهقي في السنن الكبرى، أورده ابن حجر في الإصابة، وعزاه للبغوي وابن السكن وضعفه.
وكان الرسول صلى الله عليه و سلم يُمازِحها كي يُدخل على نفسها السرور سألته مرَّة أن يَحمِلها، فقال لها: "لا أحملك إلا على ولد الناقة"، فتقول له: إنه لا يُطيقني ولا أريده، فيقول مُتضاحِكًا:
"لا أحملك إلا على ولد الناقة"رواه البيهقي في السنن الكبرى، و أورده الذهبي في السير وعزاه لأبي نعيم. وبَقيتْ في جوار الرسول صلى الله عليه و سلم تنعَم بحبِّه وعَطفِه، ويَسعى إليها ليَزورها حتى انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فبكته كثيرا.
وتتحدث كتب التاريخ أن الرسول صلوات الله عليه - لما انتَقل إلى الرفيق الأعلى قال أبو بكْر لعُمر - رضي الله عنهما -: سِرْ بِنا إلى أم أيمن؛ نَزورها كما كان رسول الله يَزورها، فلما رأَتهما بكَتْ، فقالا لها:
ما يُبكيك؟
فقالت: ما أبكيه إني لأعلم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم- قد صار إلى خَيرٍ مما كان فيه، ولكني أبكي لخبَر السماء انقطَع عنَّا، فهيَّجَتهما على البكاء، فجعَلا يَبكيان معها"رواه مسلم في صحيحه، في فضائل الصحابة، باب من فضائل أم أيمن(2454)ورواه أحمد وأبو يعلى وغيرهم.
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاتها
فقيل:
توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر
وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة
وجاء في مستدرك الحاكم:
"توفيت أم أيمن مولاة رسول الله وحاضنته في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه"وهذا ما رجحه ابن حجر.