المحليات والحوار الوطني
بقلم - محمود فوزي
لابد أن يكون هناك اهتمام كبير بالمحليات في الحوار الوطني .
واتمنى ان تنال الإدارة المحلية الإهتمام الذي تستحقه في الحوار الوطني فهى الركيزة الأساسية للتنمية في مصر وتقدم المحليات اكثر من 50% من الخدمات التي تهم المواطن وبها اكثر عدد من موظفي الدولة ولن يكون هناك اصلاح في احوال مصر إلا بعمل اصلاح المحليات لانها المسئولة عن كل القطاعات الهامة في كل أنحاء مصر بما فيها التعليم والصحة والبناء والتعمير كما انها المسئولة عن الحفاظ علي كل الانجازات التي تنفذها الدولة في كل محافظات مصر حاليا ولذا إذا تم اصلاح المحليات والقضاء على الفساد الكبير الموجود فيها تم اصلاح المنظومة كلها في مصر لذا لابد أن تنال المحليات اهتمام كبير من الجميع في الحوار الوطني إذا أردتم اصلاحأ .
وتعد المحليات نظام عالمي موجود في دول العالم ولذلك يجب بل من الضروري ان يتم الاستعانة بالخبراء و المتخصصين والاساتذة القادرين علي الاصلاح ووضع رؤيا واقعية شاملة وهذا ليس عيب وذلك من أجل الإصلاح المحلي فلن يستطيع احد من الوجوه الاعلامية أو استاذه الجامعة
أو غيرهم وكل من تتحدث كثير عن المحليات بدون خبرة محلية ان يقوموا بعمل اصلاح حقيقي وشامل بدون وجود الخبراء المحليين القلائل او المنعدمين تقريبا من بعد ثورة يناير ومنذ حل المجالس المحلية والغاء الامانة العامة للإدارة المحلية.
فالجميع يتمنى الآن سرعة اصلاح المحليات واحوال العاملين بها وخلق نظام محلي محترم يليق بمصر وعمل مؤسسات محلية فاعلة وكادر محلي محترم قادر على الإدارة وتقديم خدمات افضل للمواطنين اسوة بدول العالم التي التزمت بالأنظمة المحليه العالمية والمستقرة ونجحت بعيدا عن اصحاب المصالح والمنتفعين.
وبما ساعدهم في اختيار مجلس محلي قوي يطبق اللامركزية التي نص عليها الدستور ويكون قادر علي الراقابة والمتابعة ومحاسبة المسئولين المحليين وعلي التواصل مع المواطنين لتحديد الأولويات طبقا لاحتياجاتهم الفعلية ورغباتهم ويربط كل الامور ببعضها من اجل تشجيع الاستثمار المحلي وعمل مشروعات محلية لتحسين جودة الحياة لصالح الوطن والمواطنين لأن المحليات تعد من أكبر بؤر الفساد الموجودة
في مصر .
إن اصرار اصحاب المصالح والمنتفعين علي تصدر المشهد الاعلامي دون خبرة علمية في الادارة المحلية قد يؤثر بالخطأ علي اصلاح المحليات ويتسبب في نشر الفساد و ثقافة محلية خاطئة لا تتوافق مع الأنظمة المحلية المستقره في كل دول العالم وقد يؤثر ذلك علي شكل القانون الجديد للإدارة المحلية الجديدة وآليات الاصلاح التي نتمناها.
كما ان بعض الشخصيات المحترمة التي عملت كقيادات محلية من خارج الإدارة المحلية وحققوا نجاحات كبيرة في إدارة مواقعهم كمديرين متميزين قد يكونوا قادرين علي تقديم بعض الأفكار المهمة في عملية الاصلاح لكنهم رغم ذلك غير مؤهلين لعمل اصلاح شامل في الاداراة المحلية بفنياتها والياتها وقوانينها وفلسفتها ومشاكلها التاريخية بدون وجود الخبراء المحلين والاساتذه المتخصصين فما بالنا ممن لم يمارس العمل المحلي اصلا فالفرصة الآن كبيرة لإدراك المحليات في الحوار الوطني والعمل علي اصلاح هذه المنظومة والخروج بها الي الدور الذي يخدم المواطنين والقضاء على الفساد الموجود بها وليتناقش المخلصين من ابناء هذا الوطن في اليات إصلاح المحليات واحوال العاملين بها بشكل مؤسسي من اجل مستقبل افضل لمصر والمصريين.
لذا يجب علي كل من يشارك في الحوار الوطني الاهتمام ثم الاهتمام باالمحليات
اذا أردنا اصلاحأ للوطن.