اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

تلك الليلة

 تلك الليلة 



بقلم : منال خليل 


 - أحضرت دفتر المذكرات والقلم والألوان 

كنت نويت أن أخط أو أنظم  شيئاً خاصا بذكرى هذه الليلة ، فهي كانت تعني لي وله الكثير .

 - عدت من العمل متوترة ارتجف من الشوق ولهفة الانتظار .

نفضت مشاغل اليوم وكل البشر عن عقلي ووجداني .

أخذت جسدي وقلبي إلى الحمام لأرويهم ماء جاري، كنت أريد أن أبدو لائقه بالذكرى وجديده الملمس والمشاعر واللفتات.

- انعمت على نفسي بحمام سخي ملئ بعطر اللافندر والكثير من ضوء الشموع . 

مررت على كل ماكان يحب ويتغزل في قسمات جسدى وملامحى بالماء والعطر والزيوت .

- تركت شعري ندي منطلق على كتفي بحرية العاشق المنتظر ليد الحبيب ليعود ترتيب خصلاته .

- نظرت فى المرآة وجسدي ملفوف بمنشفة ورديه ناعمه يظهر منها ركبتين مستديرتين كالقمر يزينا ساقين بريئتين من إجهاد نظرات الآخرين .

- عندما ألتفت في طريقى للخروج.

شاهدت أنثى جذابة متوهجة، تطل من المرآه عيونها سوداء كلون شعرها ولون الليل المنسكب عبر النافذة خلف ظهرى، لها من الأهداب ما ينذر بالخطر والسحر 

أنثى قمحيه اللون تمتلك شفاة مرسومه بلون الكرز الطازج.

ذات عنق طويل مشاغب يعلو جيد يتساقط عليه حبات من الندى 

 -   جميله لها جبهه وخدين كاللؤلوء الفرِح وخلفها رجل رائع طويل يمتلك شعر فضى ووجه مبتسم وجبين واضح  وذراعين يحوطا أنثاه .

- كانا يتضاحكان ويتبادلا كلمات وقبلات غزل ذات عشق ودلال متناغم

مشاغباتهما يتخللها بعضا من الزهو والدهشة ربما لوجودي بنفس المشهد .

- أخذتني بعض من الرغبات الخجلىَ بأن اراقبهما   لربما يحييني ذلك الغزل الشغوف أكثر، لأفيض به على المحبوب في تلك الليلة .

ولكنى ابتسمت لهما واستدرت لأخرج من الحمام .. تاركه لهما كامل المشهد ليستمتعا معاً بحب قلما يجود به هذا الزمان .

- عندما ذهبت اتجاه فراشي بقدمين عاريتين كانت الأرض اسفلهم باردة فشعرت ببرودة الخريف والخوف

 منه أيضاً .

وجدت رداء حرير أبيض شفاف  يتراقص فوق شراشف الفراش وكأنه يدعوني لأرتدائه استعداداً للاحتفال  ففرحت وتمنيت واختلت بجمالي متفائلة متوردة. يفوح مني عطر أنثى مقبلة على الحب والحياة .

- ارتديت ذلك الرداء المخملى وكذلك عقد اللؤلؤ والقرط ارتديتهم باستمتاع وهدوء ينساب داخلى حتى العُمق .

 وتركت أصابعي خاليه إلا من ذلك الخاتم الفضى والذى طلبته منه يوم ما ذلك الحبيب المراوغ فلّبىَ .

- تجملت بعطر العود وأدرت بعض من الموسيقى.

ونظرت إلى ذلك الدفتر المقلوب على الطاولة بجانب الفراش .

 فمددت يدي لأتصفح ما كتبت وأشم رائحة الورق  لربما ترك عطر يده على الأوراق أو بعض من حبر الحب ممزوج بالحلم .

- تمددت على الفراش وأخذت اتحسس الدفتر وأبحث عن ذكرى ما كلمه ما وعد ما منثور هنا أو هناك .

فوجدته خالى  صفحاته بيضاء  كقلبي ولون شعره وأطرافه محترقة بنار ما .

- فعلمت أن الأوراق والألوان والقلم ومعهم كل الحروف والكلمات وكذلك أيام عمري مع انتظاري لسنوات قد خانوني وهربوا معه .

نهضت عن الفراش واندفعت إلى الحمام لأبحث عنهما، تلك الأنثى السعيدة وذلك الرجل المحب لها !!!

 بحثت فى المرآة في الجدار وفى الهواء المتسلل من النافذة وفي قطرات الماء التى مازال يقطر بها بخار دفئ الحمام 

- لم أجدهما  الجميع هربوا وآثروا الأختفاء فى تلك الليلة الخاصة .

- تلك الليلة خانتني الذكريات والأحلام والهدايا .

 وكعكة الإحتفال  وكل زهور الليليوم البيضاء .

دمعت عيناى .

بكى القلب بقسوة وصوت هادر يرج سقف الغرفة وورق الحائط ونقوشه، صوت القمر والنجوم واوراق الخريف بالخارج كان يعبر زجاج الشرفة والحائط .

- وجدتنى وقد خرجت من نفسي رغماً عنى وشاهدت نفسي وانا عائدة لفراشي الوحيد وردائى الوحيد وألوانى الوحيدة .

حتى القلم كان يبدو أكثر وحدة فوق الدفتر .

- ولكن الروح فىِ، انطلقت بصدري تواسيني : 

إذا أنطلق الجميع فى غياب خائن وغَدَر الأحبة وخالفوا ذكرى الليلة ببداية الخريف

 فأبداً لم تخنى يوماً صدق المشاعر .

- فتسللت إلى فراشي وخفضت من صوت الموسيقى وأحتميت بعناق الشراشف وفراش خالى متسائل : 

الى متى هذا الشعور المُعلَق الذى يتأرجح دوماً مابين العشق واللا عشق .


ثم أستدرت بكامل جسدي لجهة اليسار لأستمتع وحدي بصوت غالى ووجه غالي

 وعيون غاليه جسد لربما غائب الملمس ولكنه حاضر بالروح ساكن دوماً بالخلايا 

- غبت فى حنايا صدره ودفئه، مشاغبة مداعبة أياه وأنا أحنو عليه كطفلي وغفى هو ملء عينيه بحضن قلبى، حتى فجر الصباح التالى .

 بعد تلك الليلة 

- هبط علينا الصباح باهت بارد، لا يعنيه شئ مُصرحاً بأن كل شئ قد فاته موعد تلك الليلة إلا ذلك القط الأسود الراقد أسفل الشرفة، والذي شق الليل بصوت مواءه وهو يبكي رفيقته.

google-playkhamsatmostaqltradent