قطر الصغيرة جغرافيًا.. الكبيرة في عين كل عربيًا
كتب: أحمد فؤاد زايد
أوشكت الأيام القلائل المتبقية على الإنتهاء من أيام يملأها الفخر والعزة والكرامة للوطن العربي والإسلامي، التي جسدتها الشقيقة قطر في إستضافة كأس العالم (2022) في احتضان شعوب العالم من المشجعين المحبين للساحرة المستديرة، في التقاء إثنان وثلاثون منتخب من كل بقاع المعمورة، الذي طالما حققت الشقيقة نجاحًا نابع عن إرادة عربية صادقة في إيصال الثقافة العربية الإسلامية إلى شعوب العالم من ارثاء قيم الحب والسلام والاحترام المتبادل لثقافات الشعوب دون مخالفة الشريعة الإسلامية والثقافة العربية.
مونديال العالم القطري جاء تأكيد للمفاهيم الراسخة للشمولية الصحيحة والدقيقة التي تبعاتها الحكومة القطرية خطوة بخطوة للتنظيم والتأمين الأمني، وأنه لم يكن ضربة حظ أو مصادفة تلقاها الكيان العربي القطري، لم يكن النجاح سوى مجهود وتوظيف الأموال في نصابها الصحيح، وعلى عكس ما يظن بعض الجاهلين بفلسفة كرة القدم المعاصرة أنه ما كان إلا إهدار للمال العام القطري، إلا أنه في واقع الأمر كان هو بناءً للتنمية المستدامة للمنشآت الرياضية القطرية في خطط مستقبلية.
الدوحة إتخذت كرة القدم قوة دبلوماسية ناعمة للرواج للثقافة العربية الإسلامية من تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وبد ذلك في ارتداء سمو الأمير الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني قميص يحمل علم دولة فلسطين، ويرفع لاعبي المنتخب المغربي الشقيق إعلام فلسطينية بجانب الإعلام المغربية، ما حققه مونديال قطر من تضامن لدولة فلسطين المحتلة، لم يكن أن يتحقق بهذا الشكل إلا في مونديال قطر الحالي بعيداً عن كل المؤتمرات الدولية السياسية، هنا جاء مخاطبة الشعوب إلى الشعوب وليس الحكومات والمنظمات الدولية.
قطر تحارب، "الشواذ" اتخذت دولة قطر قوانينها الصارمة في عدم الرواج لتلك الظاهرة الأوربية اللعينة بالتصدي المشروع واستخدمتها لحقوقها في إدارة المونديال واحترام الشريعة الإسلامية، فرضت الحكومة القطرية سيطرتها دون أدنى مستوى لمحاربة هولاء القلة البشرية اللعينة، حيث أتخذت منصات "الشواذ" وايضًا "المثليين" أعوذ بالله ولعنهم الله في كل مكان وزمان، من تلك المنصات توعية فيما بينهم لاستخدام كأس العالم ماراثون للترويج للانتشار لجذب الضعفاء من البشرية لمساندت أعمالهم الشيطانية، ولكن إرادة الأمة العربية والإسلامية اناب عنها دولة قطر الشقيقة حتى تنبذ تلك الطائفة اللعينة بالتصدي لهم .
أوشكت الأيام ولم يتبقى سوى مباراتين في المونديال، نعم مباراتين_تأتي المباراة الأولي لتحديد المركز الثالث والرابع وتدار بين منتخبي المغرب العربي الأفريقي ومنتخب كرواتيا، ثم مباراة النهائي بين منتخب الارجنتين ومنتخب فرنسا، ومن المؤكد أننا لم نشعر بأننا نتجه في طريق النهاية من المتعة والإثارة والشغف، لقد فعلت كل شيء قطر جعلتنا نستمتع بأفضل نسخة عبر التاريخ من نهائيات كأس العالم، وحتى الدور الرائع العراقي لمجموعة قنوات بي ان سبورت، فقد أمتعتنا وزودتنا بالصغيرة قبل الكبيرة، قد اعطاتنا الدقة العالية والمصداقية الإعلامية بكل معايير العمل الإعلامي المتميز، من نقل وبث المباريات، والتحليل والتقييم، حتى كنا نظن أنه لم يبقى أن تتوقع لنا أهداف المباريات، قد أبالغ أو أمزح ولكن الاندهاش والإعجاب ما إلا أن نجاح آخر تتوج بها الدوحة.