اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الضَّاحِك البَاكِي أخْطَاءٌ تَارِيخِيَّةٌ وَأَدَاء يُثِير الْجَدَل

 الضَّاحِك البَاكِي أخْطَاءٌ تَارِيخِيَّةٌ وَأَدَاء يُثِير الْجَدَل





بقلم : أحمد فؤاد زايد 


الضَّاحِك البَاكِي دِراما ملتحفة بِحَيَاة الفَنَّان الْقَدِير "نجيب الريحاني" إلَّا أَنْ الْعَمَلَ الفَنِّيّ فِي نَهْجِ السِّيرَة الذَّاتِيَّة الواقعية قَدْ لَا تَمَّت لَهَا بِصِلَة، فِي عَمَلِ دِرامِي يَبْتَعِد عَنْ حَياةِ الفَنَّان الْمَجْلُوَّة بِالْأَعْمَال الْخَالِدَة وَسِيرَة عَطِرَة . 



"نجيب الريحاني" ظَاهِرُه فَنِيَّة ظَلَّت نَحْو عُقُود فاترة مِنْ رَحِيقٍ التَّارِيخ الْمَسْرَحِيّ والسينمائي الْمِصْرِيّ الْعَرَبِيّ ، لتظل حَتَّى الْآنَ تَسْرِق قُلُوب العَاشِقَيْن والمحبين لقصص الكوميديا الَّتِي يجسدها الرَّيْحَانِيّ فِي قَالِبٍ خَفِيفٌ يَسْتَطِيعُ مَنْ خِلَالِهِ إدْخَال الْبَهْجَة وَالسُّرُور فِي نُفُوسِ المشاهدين لِتِلْك الْأَعْمَال الفَنِّيَّة.



هَل شَهِدَت أحْدَاث الْمُسَلْسَل حَالَة هَذَيَانٌ فَنِي عَلَى الْقَائِمِينَ  بالعمل الدرامي؟ 

مِنْ الْمُؤَكَّدِ أَنَّ الْمَخْرَجَ الْكَبِير "محمد فاضل" عَانَى مِنْ حَالِهِ هَذَيَانٌ فَنِي يُطْمَس بها كُلُّ أَعْمَالِهِ السَّابِقَة الرائدة عَلَى مَدَار سَنَوَاتٍ مِنَ الْإِنْتَاجِ الفَنِّيّ، بَعْد طِيلَة إنْتِظَار طَوِيلَة تَرَقَّبَهَا الْمُشَاهَد الْعَرَبِيّ، والمتذوق الْمِصْرِيّ لِانْتِظَار خُرُوج الْعَمَل بِصِيغَة فَنِيَّة جَالِيَةٌ وواضحة فِي كادِر فَنِي يَلِيق بِتَارِيخ الْمَخْرَج الْكَبِير "مُحَمَّد فَاضِل"، بَدَأ واضحًا فِي مُجَامَلَة الفنانة "فِرْدَوْس عَبْدِ الْحَمِيدِ" فِي إسْنَادِ دُور الْأُمّ لَهَا مِنْ بِدَايَةِ ظُهُور دُور الْأُمّ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يُسْنَدَ إلَى فنانة أَصْغَرَ فِي السِّنِّ، ثُمَّ بَعْدَ فَتْرَةً مِنْ عُمَرَ الشَّخْصِيَّة الَّتِى تَظْهَرُ فِيهَا الفنانة الْكَبِيرَة فِرْدَوْس عَبْدِ الْحَمِيدِ بِدُور الْأُمّ.



مُنْذ الْحَلْقَة الْأُولَى وَقَدْ اِسْتَهَلّ الْعَمَل الدرامي بمشاهد الِاسْتِخْفَاف بعقول المشاهدين والمتابعين تمثلة في ظُهُور الْأُمِّ فِي مَرْحَلَةٍ عَمَرَيْه مُتَقَدِّمَةٌ تَحْمِل طِفْل رَضِيعٌ ، وَلَم يَنْتَهِي الْهَذَيَان الفَنِّيّ الأخراجي والسيناريو الضَّعِيف عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ فَحَسْب، تتالي مُشَاهَدٌ الْمُسَلْسَل لِلطِّفْل بِعُيون بالُون العسلي فِي كَإِرْثِه أَدَبِيَّةٌ فَنِيَّة لِأَنّ عُيُون الرَّاحِل نَجِيب الرَّيْحَانِيّ لَوْنُهَا أَسْوَد وَبَعْد عِدَّة مُشَاهَدٌ نُشَاهِد الطِّفْل بعدسات سَوْدَاء غَيْرُ مُلَائِمَةٍ لِعُمَر الطِّفْل.






لَا شَكَّ الأخفاق الْكَبِيرِ الَّذِي نَالَه الْعَمَل لِأَسْبَاب يَتَحَمَّلُهَا كَاتِب السيناريو - الإعلامي مُحَمَّدٍ الْغَيْطِيِّ بِعَدَم دِرَاسَتِه الْكَامِلَة لِسِيرَة الذَّاتِيَّة لِحَيَاة الرَّاحِل "نَجِيب الرَّيْحَانِيّ" بِدِرَاسَة كَافِيَةٌ بِجَوَانِب الشَّخْصِيَّة، وَعَدَم الضراية المنهجية الْكَامِلَة المتكاملة بالجوانب الاجْتِمَاعِيَّة والاقتصادية فِي الفَتْرَةِ أَلْزِمْنِيه لِكُلِّ حَدَثٍ مِنْ أَحْدَاثِ سَرْد السِّيرَة الذَّاتِيَّة فِي قَالِبٍ فَنِي تَجَلَّى ذَلِك واضحًا فِي مَشْهَدٍ الفنانة رَزَانٌ مَغْرِبِيٌّ "بَدِيعَةٌ مصابجي" وَهِي تَقْتَرِضَ مِنْ أَحَدِ الباشوات مَبْلَغ خَمْسَةُ آلَافِ جُنَيْهٍ، وَيُقَدَّم الْبَاشَا الْمَبْلَغَ فِي ظَرْفٍ صَغِيرٌ يَطْوِي الْمَبْلَغَ، فِي اسْتِحَالَةِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْمَبْلَغَ بالعملة الْمِصْرِيَّة فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بالحجم الصَّغِير، لِأَنَّه بالكاد فِي تِلْكَ الفنرة هُوَ عِبَارَةٌ عِدَّة رَزَم مِنْ الْأَوْرَاقِ الْمَالِيَّة تَحْتَاجُ إلَى حَقِيبَة تَحْمِلُ فِي الْيَدِ.



"عمرو عَبْد الجليل" أَدَاء يُثِير الْجَدَل: 

إِخْفَاقٌ "عمرو عَبْد الجليل" أَو بِتَعْبِير أَدَقّ توشكى- الَّذِي تَدَثَّر بِرِدَاء شَخْصِيَّةٌ "توشكى" طِوَال مُشَاهَدٌ الْمُسَلْسَل بِدُور الْمَازِح السَّاخِر وَكَأَنَّه يَكَاد يَظُنُّ أَنَّ محاولاته البائسة فِي أضْحاكٌ المشَّاهِد بِهَذَا الرثاء المذبذب- مُحَاوَلَة فِي جَذَب الْمُشَاهَد ، وَلَكِن الْحَقِيقَة بَاتَت أَنَّهَا التَّشَبُّث بِأَهْدَاب مُحَاوَلَة عَاجِزَة نَحْو أَدَاءً لَا يَلِيقُ بشخصية الرَّاحِل "نجيب الريحاني"، كَمَا أَنَّ عُمْرَهُ كَانَ كَبِيرٌ مُنْذ ظُهُورَهُ فِي الْمُسَلْسَل، وَلَكِن السِّنّ مُتَقَارِبٌ فِي لِلْغَايَة لِلْعُمْر الَّذِي تُوُفِّىَ فِيهِ الرَّاحِل "نجيب الرَّيْحَانِيّ".



غِيَاب الْمُوسِيقِيّ التصويرية الجذابة: 

غِيَاب تَامٌّ فِي أَغْلَبِ الْمُشَاهَد التى كَانَتْ تَحْتَاجُ إلَى مُوسِيقِي تَصْوِيرِيَّةٌ فِي أَغْلَبِ الْمُشَاهَد الدرامية الَّتِى تَصَوُّر إحْدَاث الْعَنَاء وَالشَّقَاء الَّتِى تحتاجها أَعْمَال السِّيرَة الذَّاتِيَّة فِي الْغَالِبِ ، وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ أَعْمَال الديكورات هِي الأفاضل عَلَى الْإِطْلَاقِ. 



أخْطَاءٌ تَارِيخِيَّةٌ فَادِحَةٌ يَتَحَمَّلُهَا صَانِعٌ السَيناريو:

جَاءَ عَلَى رَأْسِهَا اِغْتِيالٌ بُطْرُس غالِي الَّذِي تَنَاوَلَهُ الْمُسَلْسَل فِي تَوْقِيتِ غَيْرِ تَوْقِيتٍ الْحَادِثَة الْحَقِيقِيَّة ، وَأَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ لَمْ يَكُنْ بِمُفْرَدِه أَثْنَاء لَحْظَة الِاغْتِيَال ، بَيْنَمَا ذُكِرَ مِنْ أَرْشِيف السِّيرَة الذَّاتِيَّة كَانَ فِي وَدَّعَه وَكِيلِه فتحى زَغْلُول وَعَبْدُ الْخَالِقِ ثَرْوَت . 



اسْمَ الْأُمِّ الحقيقي"جميلة الشاغوري الَّذِي جسدته الفنانة "فردوس عَبْد الحميد" بِاسْم "نهاد" وَحَتَّى الْآنَ لَا نَعْرِفُ سَبَبٌ حَقِيقِيٌّ وَرَاء تَغْيِير الِاسْم وَهَلْ هِيَ عَنْ قَصْدٍ أَوْ مُجَرَّدُ خَطَأٌ جَسِيمٌ مِثْل الْكَثِيرِ مِنْ الْأَحْدَاثِ.

google-playkhamsatmostaqltradent