اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

مظاهر تتويج العروس المغربية

 مظاهر تتويج العروس المغربية 





كتبت - ساراتو محمد


يشكل يوم الزفاف للعروس اهتمام خاص جداً فهو يأتي في العمر مرة واحدة ولن يتكرر. وتجتهد العروس على أنها تكون في هذه اليلة أميرة يومها ومن العرائس التي تتميز في يوم زفافها، وبالفعل يكون يوم تتويجها كملكة. هي العروس المغربية.

 





فالزفاف المغربي مازال يحتفظ بتراثه في الإحتفال بالرغم من الإستعمار الذي مر به

 وقربه من أوروبا وكل المحاولات التي كانت تسعى لجعله مجتمع غربي ، إلا أنه احتفظ بتكوين حضاراته الممتزجة بالحضارة العربية والأمازيغية والإفريقية والأندلسية. 



يوجد في المغرب اثنى عشر جهة وكل جهة لها عاداتها وتقاليدها في العرس

(الزفاف) كفاس -  الرباط - مراكش  المناطق الصحراوية.. ولكن تجتمع كل هذه الجهات في العديد من الطقوس وكان شائعاً في الماضي الإحتفال بالعرس  خلال سبع أيام. ثم أصبح الإحتفال خلال أربع أيام ( يوم حمام العروس - يوم الحناء  يوم الزفاف - يوم الإحتفال في منزل العروس بعد الزواج). وحالياً تتنوع طرق الإحتفال. مابين السبع والأربع واليوم الواحد ولكن إذا كان العرس يوماً واحداً

فيتم به أبرز طقوس السبع أيام. 





يبدأ التحضير للزفاف في عدة أشهر

 خاصة وإن من طقوس العرس ارتداء العروس أكثر من زي تقليدي يوم الزفاف. 


ويتم اختيار عدد من بين مجموعة من التكشيطة - القفطان. اللباس الشمالي  الأمازيغي - الفاسي - التطواني - شلوح

  عدة ملابس للمدن المغربية والقطعة الواحدة تأخذ تحضير لأكثر من ثلاث أشهر. لأنها تزين باليد، بالحرير والخمل والصقلي. كما أن العروس ترتدي في أخر الليلة الفستان الأبيض الذين يطلقون عليه "زي العروس الأوروبي"





غالباً ما تمسك العروس بيدها صندوق من الخشب مزخرف مملوء بالحلوى كالمسكة

والفنيد لتوزيعهم على الحضور في نهاية العرس. 



وتحرص كل عروس على أن ترتدي الحلي التراثي. كالتاج، والحزام الذهب "المحزم" المزين باللولي أو الروبي أو الفيروز

 أو الألماس. حسب مقدرة العريس والسبع أساور وعدة من السلاسل ومتاح أن تستأجر العروس من "النِجافة" كل ما ذكر لأن الحلي من الذهب ومن الممكن أن تكون إمكانيات العريس محدودة ولا يقدر على الشراء. 





يرتدي العريس في بداية العرس البنطال والجاكت. ثم يغير إلى الجلابة البيضاء (الجلباب) والطربوش الأحمر والبُلغة البيضاء ( حذاء تقليدي مغربي) ولابد من اختيار خياط ماهر لحياكة هذا الجلباب وتطريزه لأنه مخصص للعرس فقط وليس كباقي الجلاليب العادية. 



"النِجافة" تلك المرأة الخبيرة بشؤون الزواج والتي تهتم بأدق تفاصيل العرس

 تقوم بجميع تجهيزات الزفاف من تجهيز القاعة، تزيين العمارية، اختيار ألوان ملابس ومكياج العروس، تلبيس العروس

حتى يوصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن تقوم النِجافة بحمل العروس في العمارية بمساعدة عدد من النساء ، تتقاضى النِجافة مبلغ كبير جداً مقابل ما تقوم به. 





"العراضة" هي المرأة المختصة بإعلام المعازيم من الجيران وأهل المنطقة وخاصة النساء بميعاد العرس وهي المحترفة والخبيرة بأمور المنطقة التي تعيش بها الأسرة التي كلفتها بهذا الأمر. 



وهي من يعرف العلاقات الإجتماعية في ما بينهم وتقوم "العراضة" بدق الأبواب وإلقاء السلام على من تدعوه بطريقة مهذبة وتخبرهم بإسم الأسرة التي تدعيهم، وبيوم ووقت العرس ويرد عليها المدعوين بالدعاء بأن يجعل الله البركة ويكمل على خير. 



ويتم هذا الإستدعاء بأسبوع أو أقل وبعد صلاة العصر وتقدم العائلة للعراضة أجرتها نقداً، وقطعة من القماش. 


"الدفوع" هي الهداية التي تقدم للعروس من العريس وتكون في أطباق من النحاس أو الفضة مزركشة بأشكال جميلة ومغطاة بأغطيا من نفس المعدن والتزيين وكل طبق يحتوي على هدية مثل طبق به الذهب. وآخر به ملابس - أحذية - شنط

  تمر - ورد - أقمشة - عطور - مكسرات ويتنافس العرسان في العائلات وبين الأصدقاء في تقديم هذه الأطباق ومن قدم الأحلى وهكذا.. تلف هذه الأطباق بين الحضور تتباعها زفة مغربية تراثية تسمى ( الدقيقية). 


يتم الإحتفال بالعرس في القاعات المخصصة لذلك، أو في أحد البيوت العتيقة المغربية. 





"العَمارية" الهودج التي تجلس به العروس

 ويزين بنفس ما تزين به ملابس العروس

 من الأشكال والألوان المتنوعةويحمله أربع شباب يرتدون ملابس تراثية وتلف العروس في القاعة على الموسيقى التراثية الجميلة ليراها وتسلم على جميع الحضور. 


يبدأ العرس بإستقبال المعازيم بأكواب اللبن مضاف عليه ماء الورد أو الزهر مع التمر المحشو لوز أو عين الجمل وهام جدا أن تدخل العروس على الحضور بمدح وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ليتباركوا به ويدخل أهل العريس حاملين الدفوع للعروس ، يوجد نوعان من دخول العروس للقاعة.





١- أن تدخل العروس في العمارية "الهودج" وبعد ذلك تقدم الدفوع للعروس.

٢- أن تدخل الدفوع أولاً ثم تدخل العروس بالعمارية حسب عادات وذوق العروسين. 


بعد ذلك تنزل العروس من على العَمارية وتجلس بجانب العريس في المكان المخصص لجلوسهم ويتم تقديم الضيافة للمدعوين من عصائر أو حلوى أو حليب. 




بعد ذلك تصطحب النِجافة العروس لتغير ملابسها، وترتدي الملابس الخاصة بالعشاء. وأهم ما يقدم في  العشاء هو اللحم المشوي أو بسطيلة الحوت ( السمك)

أو طبق السمان المحشو بالزبيب والجوز

أو طبق لحم العجل بالخضارأو طبق الديك (بالتفاية) المكون من الزبيب والجوز والتمر والتين المجفف وطبعاً لا تخلو مائدة العشاء من المشروبات والحلوى وتخصص مائدة للعروسين تسمى ب "المائدة الملكية" ويجلس معهم أقرب الأقربين من أسرة العروس لتناول العشاء. 




ثم يجلس كل من العروس والعريس في "التيفور" ( هو عبارة عن طبق دائري الشكل من الخشب أو النحاس) ويُحملون، ويلفون في القاعة حول الحضور. 


ثم بعد ذلك تغير العروس ملابسها للمرة الأخيرة بالثوب الذي ستذهب به إلى بيت الزوجية وإما أن يكون فستان أبيض 

أو زي تقليدي مغربي ويستكمل الجميع الإحتفال بليلة العمر بالأغاني والموسيقى حتى الساعات الأولى من اليوم التالي فيقدم للحضور الفطار وهو الحريرة المغربية ثم بعد ذلك تقطع العروس تورتة العرس وتقدم لهم.

google-playkhamsatmostaqltradent