حلم الوصول إلى 30 مليون سائح وأكثر، كيف يتحقق؟
حلم الوصول إلى 30 مليون سائح وأكثر، كيف يتحقق؟
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
الأثنين 2023/1/30 م 7:25 PM
أكد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار فى تصريح له الأحد 8 يناير الجارى أنه سيتم قريبًا إطلاق الحملة الترويجية الجديدة لمصر والتي تهدف إلى إبراز المقصد السياحي المصري بصورة ذهنية جديدة وتسليط الضوء على التنوع والثراء في المنتجات السياحية المصرية مشيرًا إلى وضع 3 محاور رئيسية لتحقيق 30 مليون سائح خلال 3 سنوات مقبلة وهى تحسين التجربة السياحية وزيادة عدد مقاعد الطيران وتحسين مناخ الاستثمار.
وفى ضوء ذلك أوضح أن مصر بمقوماتها السياحية وبالإرادة السياسية التى وضعت هذا الملف على رأس الأولويات قادرة على أن تصل إلى 60 مليون سائح، ولكن التوقيت يعتمد على سرعة الإنجاز فى هذا الملف، فبعد كام سنة سنصل إلى 60 مليون سائح .
ولكننا سنتحدث فى ضوء المحاور الثلاثة الذى أعلنها معالى الوزير للوصول إلى 30 مليون سائح خلال 3 سنوات ونقدم ترجمة عملية تنفيذية لكل محور، والتى تتطلب بخصوص المحور الأول وهو تحسين التجربة السياحية الاستفادة من تجارب سياحية ناجحة بالفعل وتحقق معدلات عالية فى الدول السياحية فى أنماط سياحية معينة خاصة السياحة الروحية والبيئية والتى تحقق أعلى إيرادات على مستوى العالم .
ففى مجال السياحة الروحية والتى أنجزت فيه مصر شوطًا كبيرًا فى تنمية وإحياء مسار العائلة المقدسة وإطلاق المشروع القومى مشروع التجلى الأعظم بمنطقة مجمع الأديان بسانت كاترين والذى يجرى العمل به علاوة على مشروع القاهرة التاريخية يجب الاستفادة من التجربة الأسبانية فى سياحة المسارات التاريخية الدينية حيث اعتمد اليونسكو مسار حج مسيحى فى إسبانيا عام 1985 وهو طريق شنت ياقب أو طريق القديس يعقوب
أو كامينيو دي سانتياغو بالإسبانية أو حج كومبوستيلا باللاتينية ويعرف رسميًا في اليونسكو باسم طرق سانتياغو دي كومبوستيلا وهو شبكة من طرق الحجاج إلى مقام الرسول القديس يعقوب بن زبدي في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في جليقية في شمال غرب إسبانيا .
وكل حاج يجتاز 100 كيلومتر سيرًا على قدميه أو200 كيلومتر على دراجة هوائية يحصل على شهادة حج هذا إلى جانب آلاف الأشخاص الذين يزورون المقام بالسيارة أو بواسطة النقل العام أو الذين يعبرون مسافة أقصر من 100 كم مشيًا مما لا يؤهلهم الحصول على الشهادة وبدراسة هذه التجربة جيدًا وتطبيقها فى مصر ستنجح بشكل كبير فى مجال السياحة الروحية والتى تمتلك مصر مقومات بها تفوق أى بلد فى العالم .
وهناك دول رائدة فى مجال السياحة البيئية يمكن الاستفادة منها مثل أستراليا والبرازيل وتايلاند وكينيا والنرويج وأن مصر تمتلك من مقومات السياحة البيئية المتنوعة ما يؤهلها لمصاف هذه الدول وربما تفوقها لو أحسن استغلالها من محميات طبيعية متنوعة ومتميزة موزعة فى محافظات مصر، علاوة على المناظر الطبيعية في أودية سيناء والوادى الجديد وكورنيش النيل خاصة في الأقصر وأسوان والمنيا، وأن سيناء وحدها تمتلك 7 محميات طبيعية من أجمل وأندر محميات العالم، اثنان بشمال سيناء وهما محمية الزرانيق والبردويل، الأحراش الساحلية برفح، وخمس محميات بجنوب سيناء وهي محميات طابا وأبو جالوم وسانت كاترين ونبق ورأس محمد ولا بد من تشريعات خاصة لتنظيم استغلال هذه المحميات وعمل منشئات خدمية داخلها وفتحها للسياحة مع الحفاظ عليها، و قد أشار مؤتمر المناخ (COP27) الذى انعقد بشرم الشيخ مؤخرًا إلى ثقافة الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق ببناء المدن الجديدة الذكية وأن مصر ذات ترتيب عال متقدم في سرعة التوجه نحو تلك المدن مثل مدينة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة .
وبخصوص المحور الثانى وهو زيادة مقاعد الطيران فإن هذه الحل مؤقت وأن الحل الدائم يكمن فى ربط السياحة بالطيران فى وزارة واحدة لتوحيد برنامج الرحلات السياحية من الخارج شاملة الطيران والإقامة والزيارات وخلافه والذى يجب
أن تكون فى وزارة واحدة تسهل كل الإجراءات ومن ثم يقترح فصل الآثار عن السياحة لتكون الآثار وزارة مستقلة
أو هيئة مستقلة تابعة لرئاسة الوزراء وتنضم وزارة السياحة والطيران فى وزارة واحدة ليكون الوزير مسئولًا عن كل ما يخص السياحة بمقوماتها المختلفة من سياحة تاريخية وثقافية وعلاجية وبيئية وترفيهية وسفارى وغيرها.
أمّا المحور الثالث وهو تحسين مناخ الاستثمار فإن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة فى توفير مناخ ملائم للسياحة والاستثمار بفضل توجيهات القيادة السياسية من توفير الأمن وهى القاعدة الأساسية لأى نهضة بأن يكون الضيف آمن على نفسه وممتلكاته فى أى بقعة فى مصر عكس كثير من الدول الأوروبية السياحية علاوة على النهضة الغير مسبوقة فى توفير البنية الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحى وغاز طبيعى وشبكة طرق وتكليف كل الوزارات بالعمل مع وزارة السياحة والآثار للتنمية السياحية وتذليل كافة المعوقات .
ويتطلب تحسين مناخ الاستثمار معالجة عدة أمور أخرى ومنها نقص الخدمات فى المواقع السياحية التى تساعد السائح فى زيادة عدد الليالى السياحية من توافر مركز معلومات بكل موقع سياحى وفنادق ومطاعم وبازارات وأماكن وميادين مفتوحة للجلوس دون إزعاج من أحد وتوفير كل الإمكانيات للسائح الغير مرتبط بمجموعة من التعرف على المواصلات المتاحة وأسعارها وكيفية التحرك داخل المواقع وتزويدة ببروشورات بلغات مختلفة تيسر له الرحلة وتوافر عمالة مدربة لكل العاملين والمرتبطين بقطاع السياحة بشكل مباشر وغير مباشر والاهتمام ببانوراما الرؤية البصرية فى المواقع السياحية وهى العامل المشترك الموجود بكل الدول السياحية وهو من عناصر الجذب الرئيسية لأى موقع بحيث لا تقع عين السائح إلا على ما هو جميل متناسق للموقع وما حوله مما يتطلب تغيير معالم المساكن والمنشئات التجارية فى نطاق وحول المواقع السياحية وإزالة التماثيل المسخ التى تضعها المحافظات فى المواقع السياحية .
كما يتطلب أيضًا منع ما يطلق عليهم "الخراتية" وهم منتشرون بكل المواقع السياحية يبعيون منتجاتهم بالإكراه وأحيانًا التعدى على السائح وجذبه بشده من ملابسه وتتكرر هذه الأعمال والتى تتسبب فى هروب العديد من السائحين وذلك بتشريعات خاصة بالسياحة يتم تطبيقها فورًا تشمل غرامات مالية كبرى والسجن مع الاهتمام بسياحة كبار السن والسياحة النباتية وفتح أسواق جديدة غير مألوفة مثل سوق أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وتنمية السوق العربى وتطوير منظومة السياحة البينية بين الدول العربية واستعلال المقومات الثقافية والسياحية المشتركة ودراسة أذواق السياح من كل الجنسيات ثقافتهم وأنواع الطعام والمشروبات الساخنة والباردة المحبوبة لهم وأنواع الإقامة المفضلة فنادق أم قرى سياحية مفتوحة
أو مخيمات بدوية وأن يوضع ذلك ضمن خطة الدراسات العليا بالجامعات لأهمية ذلك فى توفير الخدمات المناسبة لكل الجنسيات .
كما يتطلب استغلال وتنظيم المنتجات التراثية وهى متنوعة فى مصر منها منتجات سيناء والوادى الجديد والنوبة والقاهرة وغيرها والتى تحتاج إلى وزارة أو مجلس أعلى تابع لرئاسة الوزراء ينظم العمل والتدريب لتعليم الخريجين حرف والمحافظة عليها من الانقراض وتسهيل الحصول على الخامات اللازمة لصناعتها ومعظمها مستورد وفتح أسواق لها محلية ودولية وترويج منتجاتها محليًا ودوليًا وطرح مشاريع استثمارية كبرى لتنميتها وعلاج كل المشاكل المادية المرتبطة بمستثمرى السياحة ليعملوا فى جو صحى نقى وتعويضهم فترات انحسار السياحة وعمل دورات تدريبية للمرشدين السياحيين بصفة دائمة باعتبارهم سفراء ينقلون صورة مصر الحقيقية لحظة بلحظة وتعيين مستشار سياحى بكل سفارة مصرية خاصة فى الدول السياحية يشرف على المكاتب السياحية للتوعية بمقومات مصر السياحة وجذب أعداد كبيرة منهم إلى مصر .