بارك أرضها 8 أنبياء وذكرت 37 مرة بالقرآن الكريم، هى مصر المتفرّدة في كل شيء
بارك أرضها 8 أنبياء وذكرت 37 مرة بالقرآن الكريم، هى مصر المتفرّدة في كل شيء
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
الأثنين 2023/1/30 م 2:00 PM
إذا تحدّثنا عن التفرد والاستثنائية، لا نجد سوى مصر، إذا تحدّثنا عن البركة الإنسانية والمكانية، لا نجد سوى مصر، إذا تحدّثنا عن علم ارتبط باسم دولة مثل علم المصريات، لا نجد سوى مصر، إذا تحدّثنا عن حضارة علمت العالم الكتابة والطب والهندسة وكانت أصل كل العلوم، لا نجد سوى مصر، إذا تحدّثنا عن فجر الضمير
لا نجد سوى مصر .
ومن هذا المنطلق كانت مصر متفرّدة فى كل شىء، كرّمها المولى عز وجل بذكرها فى القرآن الكريم 37 مرة صراحة وضمنًا
وباركها 8 أنبياء، وبارك أرضها ببركة الإنسان والمكان، ذكرت فى القرآن الكريم 37 مرة، 4 مرات صراحة باسمها مصر و33 مرة ضمنًا، وحين تذكر كلمة مصر بدون تنوين فيقصد بها مصر وادى النيل وإذا جاءت منونة يقصد بها مصرًا من الأمصار أى بلدًا من البلاد .
وبارك أرضها ثمانية أنبياء وهم نبى الله إدريس وأنبياء الله إبراهيم ولوط ويوسف وأبيه يعقوب وموسى وهارون وعيسى "عليهم السلام"، وبارك سبحانه وتعالى أرضها ببركة خاصة وهى بركة الإنسان والمكان بوجود الوادى المقدس طوى بسيناء حيث بورك من في النار وهو نبى الله موسى وبورك من حولها من البشر في هذه البقعة كما بورك الوادى الذي تجلى فيه المولى عز وجل بوصفه الوادى المقدس طوى فانعكست البركة على كل إنسان تلمس قدميه هذه البقعة ومن أجل هذا أمر المولى عز وجل نبيه موسى بأن يخلع نعليه وانعكست البركة على كل أرض مصر .
ذكرت صراحة فى عدة سور ففى سورة يوسف آية 21 "وَقَالَ الذي اشتراه مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ" وآية 99"ادخلوا مِصْرَ إِن شَآءَ الله آمِنِينَ" وذكرت فى عهد نبى الله موسى
" وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً" سورة يونس آية 87 حين خاطب بنى إسرائيل بإقامة البيوت ويجعلوا بها قبلة لإقامة الصلاة وقد يكون المقصود بذلك أن تكون البيوت متقابلة وإلى يومنا هذا نجد ساحات اليهود في أي بلد منعزلة فى شكل حارات ضيقة متقابلة المنازل كما فى حارة اليهود فى مصر .
وذكرت فى سورة الزخرف آية 51 " وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي" وكان للنيل سبعة أفرع في مصر، الفرع البيلوزي الذي كان يمر بسيناء والتانيتى والمنديسى، والفاتنيتى (فرع دمياط حاليًا) والسبنتينى والبلبتى والكانوبى (فرع رشيد حاليًا)، كما ذكر نهر النيل فى سورة القصص آية 7 "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" واليم هو نهر النيل الذى حفظ نبى الله موسى ورده إلى أمه .
وذكرت ضمنًا فى عدة سور ففى سورة يوسف آية 30 "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ" المدينة هنا مصر حيث كان يقيم يوسف الصديق وفى آية 55" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ" وهذا يؤكد امتلاك مصر لخزائن الأرض من معادن نفيسة وبترول وجميع مصادر الطاقة والمياه الجوفية وغيرها تتكشف يوما وراء يوم بدراسات متعددة مما جعلها مطمعًا للغزاة عبر كل العصور وتحتاج لميزانية ضخمة للبحث العلمى لكشف معالم هذه الكنوز، وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الأماكن الروحية المقدسة فى الأرض وفى مقدمتها الكعبة الشريفة بمكة المكرمة تتميز بوجود الأنهار الجوفية التى لا تنضب أبدا مثل ماء زمزم ويشترك معها كل الأماكن المقدسة كالقدس وسيناء .
كما ذكرت فى سورة يوسف آية 56 "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ " والأرض هنا أرض مصر والتمكين له فيها بالخلاص من السجن وعزل ملك مصر العزيز وولى يوسف مكانه وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب، وفى سورة يونس آية 93 وصفت مصر بمبوأ صدق لبنى إسرائيل، وفى الآية 100 من سورة يوسف
"وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ" يتحدث يوسف عن مكان سجنه وكان بمصر ومجىء إخوته إليه من البادية .
كما ذكرت ضمنًا فى قصة نبى الله موسى بمصر فى سورة القصص آية 15 "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ" والمدينة هنا مصر حين شاهد نبى الله موسى مشاجرة بين مصرى وآخر من بنى إسرائيل فتدخل ليمنعهما ومن شدة قوته توفى المصرى أثناء دفعه عن العبرانى مما أدى إلى هروب موسى من مصر إلى سيناء .
وجاءت بلفظ المدينة فى سورة القصص آية 18 و 20 وفى الأعراف آية 123 وجاءت بلفظ الأرض فى الآيات 4 و5 و6 و 19 بسورة القصص وفى سورة غافر آية 26 و29 وفى سورة الأعراف آية 127
و 128 و129و137 وفى سورة يوسف آية 80، وبلفظ أرضكم فى سورة الشعراء آية 35، ووصفت فى سورة الشعراء آيات 57 و 58 بالجنات والعيون "فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ" وكذلك فى سورة الدخان من آية 25 إلى 28 "كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ " وهو وصف رائع لمصر كما تعنى التتابع الحضارى فهناك شعوب أخرى ستنعم بهذه الجنات من بعدهم، وذكر جبل الطور بسيناء فى سورة التين آية 2 ويقصد بالربوة المذكورة فى الآية 50 فى سورة المؤمنون "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" المكان التي أوت إليه العائلة المقدسة بمصر وعلماء الجغرافيا أجمعوا على أن الربى وهي جمع ربوة لا توجد إلا في مصر فقط .
وبخصوص الأنبياء، فقد عاش بها نبى الله إدريس الذى ذكر فى سورة مريم آية 56 "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا"، وكان أول من أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام وأول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم 308 عام، وانتقل نبى الله إبراهيم وزوجته سارة وابن أخيه نبى الله لوط إلى أرض مصر حين حدوث جدب فى أرض فلسطين وقد أهدى ملك مصر السيدة هاجر إلى السيدة سارة زوجة إبراهيم والذى تزوجها نبى الله إبراهيم وقد أنجبت له سيدنا إسماعيل عليه السلام
واستقبلت مصر بني إسرائيل آمنين وينسبون إلى جدهم نبى الله يعقوب وتزوج نبى الله يعقوب وأنجب اثنى عشر ولدًا هم الأسباط الإثنا عشر، أصغرهم يوسف وأخوه بنيامين الذين أقاموا فى مصر وخيّرهم ملك مصر فى تحديد الأرض الذى ينزلون بها، فقالوا نحن رعاة ماشية فطلب نبى الله يوسف تسكينهم فى أرض جاسان أو جاشان شمال بلبيس الحالية والبعض يقول نواحى الصالحية وكان طلب نبى الله يوسف لذلك لأنها أرض مرعى لرعى الماشية .
ثم ولد نبى الله موسى، وهو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إيراهيم الخليل الذى نشأ وتربى في بلاط أحد ملوك مصر القديمة كما جاء في الآية الكريمة رقم 18 من سورة الشعراء "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ"
وهارون أخو نبى الله موسى هو نبى ورسول بنص القرآن الكريم وقد عاش مع النبي موسى في مصر وقد أيد الله به أخاه في دعوته لأنه كان أفصح لسانًا، ويؤكد المفسرون أن هارون رسول بلا خلاف فى دعوة نبى الله موسى فى الآيات من 29 إلى 32 من سورة طه "وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي"
وكانت مصر حضن الأمان للعائلة المقدسة التى باركت أرضها من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط .