اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

باحث مصري يكشف عن موقع دمار قوم لوط بتل الحمام بالأردن

باحث مصري يكشف عن موقع دمار قوم لوط بتل الحمام بالأردن




باحث مصري يكشف عن موقع دمار قوم لوط

 بتل الحمام بالأردن

كتب - د . عبد الرحيم ريحان


إلتقى أحمد عيسى وزير السياحة والآثار مع مكرم القيسي وزير السياحة والآثار بالمملكة الأردنية الهاشمية على هامش فعاليات المعرض السياحي الدولي بمدريد خلال هذه الشهر وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين مصر والأردن في مجال السياحة .





وفى هذا الإطار نلقى الضوء على دراسة هامة للباحث المصرى المهندس محمد عبد الرازق جويلي باحث في الاعجاز التاريخي في القرآن والسنة عن موقع هلاك قوم لوط وهو تل الحمام بالأردن، وكان نبى الله لوط معاصرًا لنبى الله إبراهيم كما جاء فى سورة هود آيات من 69 إلى 71 "وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةٞ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ"





وأوضح المهندس محمد الجويلى أن نبى الله إبراهيم سكن أرض كنعان ونبى الله لوط سكن أرض سدوم وعمورة قرب البحر الميت كما جاء فى سفر التكوين

(تك 12 :13) 

(أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ) وأن عالم الآثار الأمريكى ستيفن كولينز رئيس بعثة جامعة ترينتى ساوث ويسترن بولاية نيو مكسيكو كشف عن آثار سدوم وهى مدينة بقسمين، علوي وسفلي بها جدران من الطوب اللبن بارتفاع 10م  وعرض 5.2 م، كما ظهرت بقايا بوابات معبد وأبراج وساحة رئيسية، والموقع كان محصّنًا مما يدل على استخدام ملايين الأحجار فى البناء تطلبت عددًا كبيرًا من العمال إلّا أن كل مظاهر الحياة توقفت فجأة بنهاية منتصف العصر البرونزي وهو ما اعتبره العالم الأمريكى لغزًا لا يمكن إرجاعه إلى شئ سوى أن كارثة حطت على هذه المنطقة وأبادت كل مظاهر الحياة

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار الضوء على الدراسات العلمية التى استند إليها الباحث والتى قامت بها ٢٥ جامعة وجهة بحثية عالمية استمرت ١٥ سنة ما بين سنتي  ٢٠٠٦و ٢٠٢١ وتوصلوا إلى أن تل الحمام قد أصابه أحداث جسيمة من مصادر نارية مجهولة بقوة ألف قنبلة ذرية  كأن تكون من سقوط نيزك تزيد درجة حرارتها عن 3000 درجة مئوية خلّفت آثارًا لأحداث رهيبة بالتل مثل شظايا من الطوب اللبن الذائب وطين الأسقف المذاب والفخار الذائب والرماد والفحم والبذور المتفحمة والمنسوجات المحترقة وكلها مختلطة مع طوب اللبن المسحوق وبقايا عظام آدمية محترقة ونشرت هذه الدراسة في دورية "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports)  وأعلنت عنها جامعة "يو سي سانتا باربرا المشاركة في الدراسة في بيان رسمي يوم 20 سبتمبر 2021





وأضاف الدكتور ريحان أن الفريق البحثي أجرى فحصًا دقيقًا لمكونات صخرية في تل الحمام ترجع إلى تلك الحقبة وكانت النتائج مفاجئة حيث ظهرت مواد "غير عادية للغاية" على حد تعبير الباحثين في دراستهم فإضافة إلى الحطام الذي يمكن أن يرصده الباحثون بسبب الحروب والزلازل، وجدوا شظايا فخارية ذات أسطح خارجية مذابة في الزجاج وطوبًا طينيًا في صورة فقاعات ومواد بناء ذائبة جزئيًا وكلها مؤشرات على حدوث ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة

 (حوالي ألفي درجة مئوية) لم تكن التكنولوجيا في ذلك الوقت قادرة على إنتاجها.





من جانب آخر، رصد الباحثون بعد إجراء تحليلات مختلفة على التربة والرواسب وجود كريات صغيرة غنية بالحديد والسيليكا وكذلك المعادن المنصهرة والتي تؤكد تلك النظرية .





وبحسب الدراسة، فإنهم رجحوا أن ما حدث هو انفجار بسبب نيزك سقط على الأرض، حيث لاحظ الفريق وجود الكوارتز المضغوط في المكان نفسه وهو حبيبات رملية تحتوي على شقوق لا تتشكل إلا تحت ضغط شديد للغاية ، وتوصلوا باستخدام الكربون المشع وبتحاليل كيميائية أخرى أن زمن حدوثها كان سنة 1650 ق.م وذلك بمقياس الطيف الكتلي الحديث (AMS) للكربون المشع .





ونوه الدكتور ريحان بأن الحقائق العلمية تتوافق مع الدلائل الأثرية حيث أكد علماء الآثار قبل حوالى 7 سنوات نتاج أعمال تنقيب أثرى لمدة 15 عام اكتشافهم أن مدينة تل الحمام الأردنية التي تبعد 12 كيلومترا عن شمال شرق البحر الميت تمثل موقعًا عاش فيه قوم لوط قبل آلاف السنين حيث عثر العلماء أثناء الحفريات في تل الحمام على آثار لكارثة مروعة حدثت على أرض ما يعرف الآن بالأردن قبل 3600 عام.





وعثر العلماء من بين القطع الأثرية على ما يسمى بـ"جسيمات كونية" وهي شوائب من حُبيبات صغيرة من البلاتين الذي يذوب عند درجة حرارة 1800 درجة مئوية والإيريديوم، الذي تبلغ درجة انصهاره 2500 درجة مئوية تقريبًا، ولا يمكن أن يتشكّل أي شيء من هذا النوع أثناء ثوران بركان أو زلزال أو حريق ناجم عن العمليات العسكرية ورجحوا أن سبب ما حدث، كما يعتقد العلماء، هي كتلة بحجم نيزك "تونجوسكا" قطرها 50-60 م طارت في الغلاف الجوي للأرض بسرعة 61 ألف كيلومتر في الساعة، وانفجرت على ارتفاع نحو 4 كيلومترات، وكان الانفجار أقوى بمقدار ألف مرة من القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما.





ومن هنا رجح العلماء أن تكون هذه المنطقة فى الأردن قد تعرضت لصاعقة من السماء وأن من سكنوها هم قوم لوط الذين تعرضوا وفقًا للقرآن الكريم لغضب من الله جعل عاليها سافلها وهوما اكتشفه عالم الآثار ستيفن كولينز بأن المدينة ذات منطقتين عليا وسفلى كما جاءت فى سورة هود آية 82 " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ" والحجارة من سجيل قالوا حجارة من طين طبخت بنار جهنم .



فكان العقاب الذى قاما به الملاكين بضرب جميع رجال المدينة وهى سدوم وعمورة وطلب من لوط وأهله الخروج منها 

(امْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتا وَنَارا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ)

 (تكوين 19: 24).


google-playkhamsatmostaqltradent