من قلب الحدث، قلبٌ موجوع
بقلم: تسنيم الفنيني
كلمات متناثرة كشظايا قذيفة حطت على قطعة من الحديد فحولتها الى غربال،
قد لا يفهمها القارئ للوهلة الأولى ولكن إن أمعن النظر ودقق في فهم المقصود منه والمراد .
الحياة اختبارات قاسية من نجح في الاختبار فقد فاز فوزا عظيماً, وتعلم منها دروساً شتى وعبراً كثيرة .
الحروب علمتنا ايضا الكثير، فقد قالت لنا بلغتها أن السلام لا موطن له في حضرتها وأن الموت هو الحاضر في ضيافتها، والتشرد هو عنوان حملتها، والذّل هو سيّد الموقف في مستقبلها .
علمتنا أن الأر_بي_جي، القناصة، طائرة بدون طيار، قذيفة الهاون، الصاروخ، المدفع، الدبابة، .....الخ هي اسلحتها .
علمتنا أيضا أن المغفّلون و الخونة واصحاب المصالح هم قادتها , و أن الضعفاء والفقراء من النساء والرجال والاطفال هم ضحاياها .
وأن الشجر والحجر وغيرها من مقومات الحياة التي ستنعدم في وجودها هي وقودها بعد أن بلغت نارها اوج اشتعالها، واستعرت حتى اتلفت كل شيء جميل في ما كان يسمى وطن قبل اطلالتها.
يا للمساكين انتم الا تعرفون أن الرياح حين تهب في اوطان الحروب لا تجلب معها سوى بقايا الذكريات، و رماد الحنين هذا كل ما تبقّى من أطلال أوطاننا التي كنا نعيش فيها بسعادة.
نعم أوطاننا التي ترعرعنا في أحضانها اعواماً بأيامها ولياليها، بفرحها وحزنها، بحلوها ومرها، هذه الاوطان التي احتضنتنا كما تحتضن الأم وليدها فور ولادته .
لا أعلم ماذا سيقال بعد هذا سوى هل لي أن أرى وطني سعيداً بعد كل ما يعانيه من شقاء ؟
هل سينتعش ويسعد أبناء وطني بعد أن عاشوا عهداً من الزمان في كوخ البؤساء ؟
هل سيعي ويفهم هذا المواطن المغلوب على امره كل ما يقال من ترّهات وتفاهات الأحاديث التي يغرد بها المسؤولون في كل محفل ولا يطبقون منها شيء إلا
لأنفسهم وما عداها فهو هراء
وتطبيل بلا جدوى