اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

القديس بولا الطيبى وانطلاق الرهبنة للعالم من الأقصر

 القديس بولا الطيبى وانطلاق الرهبنة للعالم من الأقصر





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


دراسة أثرية للدكتور أحمد حسن محمد المدير بوزارة السياحة والآثار عن المسيحية فى الأقصر تؤكد أن ظاهرة الزهد قد أخذت في الانتشار فى نهاية القرن الثالث الميلادى مبتدئة بالهروب إلى الصحراء.



ويشير الدكتور أحمد حسن إلى أن القديس بولا "الطيبى" نسبة إلى طيبة "الأقصر" المتوفى عام 341م كان أول ناسك مسيحى بطيبة ثم كانت بداية ظهور الرهبنة الباخومية، هذا النوع من الرهبنة الذى يرجع الفضل فيه إلى القديس باخوميوس فى جنوب الصعيد بالقرب من مدينة الأقصر الحالية، وكان باخوميوس معاصرًا للقديس أنتوى يصغره بسنين عديدة وُلد فى مدينة طيبة ومنه انتشرت الرهبنة الباخومية فى مصر العليا، وفى مصر كلها فى الفترة من النصف الثانى للقرن الثالث حتى منتصف القرن الرابع الميلاديين وكان الرهبان يعيشون فى "تابينيس" و "دندرة "، وكانت سلسلة من الأديرة تمتد على الضفة الغربية لنهر النيل بين "نجده" و "قمولا "، بينما كان الرهبان يسكنون المقابر والمعابد العديدة على ضفتى النهر فى الأقصر.





ويوضح الدكتور أحمد حسن أن الكرسى الأسقفى للأقصر يعد من أقدم الكراسى الأسقفية التى كانت قائمة فى الصعيد ويرجع إلى أوائل القرن الرابع الميلادى

 وإن كنا لا نعرف تاريخ نشأته على وجه التحديد، إلا أنه من المؤكد وجود أسقف بها من رسالة البابا أثناسيوس الرسولى (20) فى عيد الفصح لعام 339م، ثم تتوالى معرفة أسماء بعض أساقفته، والشواهد التاريخية تؤكد أن الكرسى الأسقفى للأقصر ظل قائمًا حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى بعد الفتح الإسلامى لمصر.





وذكر اسم الأقصر فى أخبار أحد أساقفتها الحاضر فى مجمع أفسس431م فى النص القبطى، وجاء اسمها فى بعض مخطوطات السلم (المعجم) الذى وضعه ابن كبر قسيس الكنيسة المعلقة بمصر (توفى 1324م)، فى جدول لأسماء الكراسى الأسقفية فيذكر اسمها القبطى والعربى: الأقصرين والأقصر، وفى الكشف الذى وضعه الرحالة الإنجليزى بوكوك فى 1743م لأسماء الكراسى الأسقفية فى مصر، ذكر فيها اسمها باليونانية وبالعربية أقصر.





ومن الآباء القديسين من أبناء مدينة طيبة الأنبا بفنوتيوس أسقف طيبة بين نحو 303 – 335م، والأنبا فيلو أسقف طيبة المتنيح فى 339م، والأنبا فيلو أسقف طيبة الذى كرز فى 339م المتنيح فى 356م والأنبا هرون أسقف طيبة فى عام 363م، وقد وجد اسمه مدوناً على أعمدة الأخمينو بالكرنك. والأنبا بينتوميس أسقف طيبة فى القرن الرابع، وأنيسيوس أسقف طيبة فى عام 431م، كان ضمن أربعين أسقفًا من مصر حضروا مع البابا كيرلس الأول فى مجمع أفسس المسكونى الثالث فى عام 431م، وبتروس أسقف طيبة فى القرن 6/7 الميلادىين، وأنطونيوس أسقف طيبة فى أوائل القرن السابع الميلادى كان معاصرًا لأنبا بسنتيوس أسقف قفط 

(599- 632م)، وأنبا بسرائيل أسقف قوص (القرن السابع الميلادي) ، وأبا بسامون، وأبا خريستودولوس، وأبا سين

وذُكرت أسماء هولاء الأساقفة فى آثار من منطقة طيبة وأبا نيقوديموس أسقف طيبة (بين عامى 986 و995م)، وجاء اسم هذا الأب الأسقف فى عدة مخطوطات قبطية بالمتحف البريطانى الأول وهناك العديد من الأساقفة الرهبان فى طيبة بعد القرن العاشر الميلادى.





ومن المحقق أن الأقصر كانت أسقفية فى القرن الحادى عشر الميلادى، حيث حضر أسقفها الأنبا مرقورة مجمع عام 1068م ويعتبر مسيحيو الأقصر هم سكانها الأصليون الذين ينحدرون من أصول قديمة، وقد كانوا أكثرية فى هذه المدينة يقيمون حول المناطق الأثرية لمعبد الأقصر والكرنك والدير البحرى، وقد أسلَمَ الكثيرُ منهم فى أوائل الفتح الإسلامى  لمصر وفى زمن الشيخ أبى الحجاج الأقصرى.


google-playkhamsatmostaqltradent