اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

رحلة إلى دهب حين تشرق الشمس على رمالها ترى فيها بريق الذهب

 رحلة إلى دهب حين تشرق الشمس على رمالها ترى فيها بريق الذهب





كتب د-عبد الرحيم ريحان


مدينة دهب بجنوب سيناء تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ، هى مدينة للثقافة والجمال تستوعب السياحة من كل الشرائح فهناك المخيمات السياحية والفنادق الفاخرة  ومطاعم للأسماك الطازجة و سيارات تاكسى مكيفة داخل المدينة و معهد للبرديات يستطيع الزائر أن يتعرف على طريقة صناعة البردى قبل شرائه ومواقع عديدة لبيع المنتجات السينائية بأنواعها المختلفة والمجوهرات والعطور وتجملت المنطقة السياحية بدهب بأنها أصبحت كلها ممشى حجرى جميل ليس على الشاطئ فقط بل المنطقة التى تحوى المحال التجارية وبالطبع منع دخول السيارات ليتجول الزوار فى حرية تامة

تحتضن المنطقة السياحية بدهب آثارًا خالدة  تشمل ميناء دهب البحرى على خليج العقبة الذى استخدمه الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثانى قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب واستخدمه الرومان كميناء وحصن عسكرى وعبره الحجاج المسيحيون قادمون من سانت كاترين متجهين إلى القدس الشريف والمبنى الخاص بالميناء تخطيطه مستطيل له سور خارجى وبوابة محاطة ببرجين دفاعيين من داخل السور، ويحوى 23 حجرة بالجزء الشمالى كمكاتب لخدمة حركة تسيير ونقل البضائع من وإلى الميناء والجزء الجنوبى يحوى 24 حجرة هى مخازن البضائع ويتوسط المبنى فنار لإرشاد السفن بالخليج ومحرقة كانت تحرق فيها الأخشاب المستخدمة للفنار، وعدد 12 حجرة بالجهة الغربية لمبيت بعض العاملين بالميناء



كشفت مواد بناء الأثر عن التفاعل بين الإنسان والبيئة من استخدام أحجار مرجانية متوفرة فى المناطق الساحلية المشرفة على البحر الأحمر وهى أحجار أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعوامل التعرية والأملاح كما استخدمت مونة من الطفلة البحرية التى تتكون من الرمل والحمرة ومركبات كلسية طينية تتواجد دائمًا قرب شاطئ البحر وأن المنطقة الأثرية بدهب يطلق عليها تل المشربة حيث كانت الجمال تأتى لتشرب من البحر عند هذه المنطقة ولم يعرف أحد سر هذا حتى اكتشف أهل سيناء وجود ماء عذب على الشاطئ نفسه تشرب منه الجمال فسميت المنطقة تل المشربة

عثر بالميناء على أوانى الحجاج المسيحيين الذى كان يستخدمها الحجاج وهم فى طريقهم إلى القدس عبر سيناء فى طريق الحج الشهير عبر سيناء  الذى يتضمن داخله طريق العائلة المقدسة حيث أعيد استخدام ميناء دهب فى الفترة البيزنطية من القرن الرابع إلى السادس الميلادى كحصن بيزنطى وكان يركب الحاج المسيحى مع الحاج المسلم نفس السفينة من ميناء القلزم (السويس) إلى ميناء الطور حين تحول طريق الحاج الإسلامى بسيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى منذ عام 1885م ومن ميناء الطور يتجه الحاج المسلم والمقدّس المسيحى لزيارة الأماكن المقدسة بمنطقة الجبل المقدس (دير سانت كاترين حاليًا) وترك الحجاج المسلمون كتاباتهم على محراب الجامع الفاطمى داخل الدير ثم يعود الحاج المسلم ليأخذ طريقه من ميناء الطور إلى ميناء جدة ويتجه الحاج المسيحى من دير سانت كاترين إلى القدس



تتناغم أشكال السياحة بدهب من سياحة ثقافية وسياحة شواطئ ذهبية الرمال تنعكس عليها أشعة الشمس فتعطى بريق الذهب لذلك أطلق عليها دهب وسياحة سفارى فى أودية بمناظر طبيعية خلاّبة ومنظر الغروب فى دهب له سحر خاص لا يتكرر إلا فى هذه المدينة هذا بالإضافة لنسمتها الرقيقة صيفًا ودفئها شتاءً وجمالها كمدينة تحتضن الخليج وتحتضن زوارها فلا تودعهم إلا وفى قلوبهم وعقولهم ذكراها


google-playkhamsatmostaqltradent