إن كان لابد من الإصلاح
إن كان لابد من الإصلاح
بقلم : عماد الدين محمد
أعلم أن ما بين سطوري قد لا يروق للكثيرين .
لكن ما هو دورنا إن لم نوجه النصح والإرشاد فيما يخص القضايا الهامة التي تأثر على مصير تلك الأمة ؟
إن كان لابد من الإصلاح فيحب علينا النظر لبعض الأمور التي تصرف فيها مبالغ طائلة لو تم توجيهات لمشاريع تخدم الوطن لكان أفضل وخصوصا أنها لا تعود علينا بالنفع .
- 700 ألف دولار تقريبا رواتب للمدربين الأجانب ومعاونيهم في مصر شهرياً.
والسؤال ماذا نجني من وراء هولاء لندفع لهم كل تلك الأجور ؟
وهل ساهمت كرة القدم في حل الأزمة الإقتصادية ؟
ماذا لو تم توفير تلك المبالغ ومنع جلب مدربين أجانب؟
أعتقد أن النتيجة الكروية ومن جهة نظري لن تختلف كثيراً بين مدرب مصري وأجنبي ولكن الأفضل توجيه تلك الدولارات لعمل شيء يفيد الوطن في ظل الأزمة الحالية وإرتفاع الأسعار ونقص في العملات الأجنبية .
من ناحية آخرى قطاع الإستراد لابد من توضيح حجم ما يتم إنفاقه من ملايين الدولارات على إستيراد سلع غير ضرورية يمكن تصنيعها هنا وتوفير تلك الملايين للصالح العام .
إن ما نعاني منه اليوم ناتج عن سوء التصرف وعدم القدرة على التوجيه السليم ووضع مصلحة قلة منتفعة على مصلحة أمة وهذا ما دفع أصحاب المصالح وكالعادة لإستغلال تلك الظروف والعبث بقوت المواطن البسيط من خلال إصطناع الأزمات والتلاعب بالأسعار فى ظل غياب الرقابة والحساب من الأجهزة الرقابة المعنية وإني أرى الفساد فيها حين أجوب في شوارع الأحياء لأجد غلقا تاما للمحال والسبب حملة للتموين قد تم تسريب موعدها قبل نزولها .
وأجد الحل فى تحرير محاضر وغرامة مالية كبيرة وحكم بالحبس لكل صاحب نشاط أغلق محله اثناء الحملة لتفادي كشف التلاعب ومحاسبة كل مقصر وفاسد فى تلك الأجهزة الرقابية .
والعجيب أن مصر التي كان يقال عنها بلدا زراعيا.
مصر التي تنعم بالأرض الخصبة ونهر النيل أصبحت تستورد السلع الغذائية والحبوب وغيرها مما هو ضروي .
لذا لابد لنا من وقفة لنراجع حساباتنا وننظر أي طريق نسلك لنصل بالإكتفاء الذاتي من السلع الغذائية وكل ما هو ضروري .
لقد وصل الإستغلال للمواطن البسيط على جميع المستويات من التجار وأصحاب المصالح ومستغلي الأزمات بل ومفتعليها وكل شيء عندهم بسبب إرتفاع سعر الدولار وكأننا ليس لدينا أي ثروات زراعية وصناعية وأننا نستورد كل شيء .
لقد آن الآون أن نستفيق وتكون لقمتنا من صنع أيادينا فلا قامت أمة تعتمد على غيرها في غذائها وكل ما هو ضروري للحياة .
وإن كانت آلية مصر ٢٠٣٠ لا يندرج فيها الإكتفاء الذاتي وترشيد الإنفاق على جميع القطاعات فلن نتقدم سوى فى عالمنا الافتراضي وتصريحات الإعلام المضلل وتصريحات بعض المسؤولين البعيدة كل البعد عن أرض الواقع .
لابد من الضرب بأيد من حديد على كل من تسول له نفسه إستغلال المواطن البسيط والعبث بقوت يومه مهما كان
ونشر حملات التوعية وحملات الرقابة المستمرة ومراقبة الأسواق والمحال من خلال أجهزة الدولة و الرقابة المختلفة وعليها أن تبسط يديها على كل بقاع المحروسة .
وإن كنت أطالب بمعاقبة تلك الفئة الضالة ممن يستغلون ويفتغلون الأزمات أطالب بأقصى العقوبة لكل مقصر ومتهاون فى كافة الأجهزة الرقابية التي هي عين الوطن الساهرة على مصلحة المواطن والوطن .
دعونا نزرع أرضنا ونصنع كل ما هو ضروري دعونا لا نعتمد على غيرنا في متطلباتنا الأساسية نبني المصانع ونحصد ما تزرع أيدي الشرفاء من هذا الوطن حتى تعود مصر التي في خاطري وفى دمي كما كانت أيام مجدها ورخائها .
واذكر عندما كنت طفلا صغير يلهو في بيت جده لقد كنت أرى خيرات أرض جدي تملأ بيت العائلة بالخير الوفير ، لقد عانينا جميعا من جراء تمدين الريف المصري الذي أصبح ينتظر رغيف العيش فى المخابز ويشتري الخضروات والفاكهة من الأسواق بعد أن كان يحصدها من أرضه وتفيض منه ، لقد جاعت مصر عندما هُدم مخبز جدتي المصنوع من الطوب اللبن وهجر أخي أرضه وبورها ليبني بيتا أصبح خرابا لا بركة فيه .