اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بالصور "الحريجي" يكشف عن أخطاء في ترميم معبد الأقصر وطريق الكباش ويقترح العلاج

 بالصور "الحريجي" يكشف عن أخطاء في ترميم معبد الأقصر وطريق الكباش ويقترح العلاج





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


نقدم في البداية شخصية لها باع طويل وفكر خارج الصندوق فى أعمال ترميم وصيانة الآثار

 وهو النحات العالمي مجدي الحريجي مقيم بمدينة أسوان وملازم لآثار أسوان والأقصر لمدة 45 عامًا، خبير فى النحت على الأحجار بأنواعها وعلى الخشب بأنواعه، درس الفنون الجميلة بجامعة المنيا وهو مرمم مصرى مبتكر لديه أفكار خارج الصندوق، شارك فى حملة اليونسكو عام 1960 لإنقاذ آثار النوبة وقدّم فكرة إنقاذ معبد فيلة بأسوان بعمل ستائر حديدة ولحام بالأرجون لعمل قفص حديدى حول المعبد أثناء وجوده فى البحيرة ما بين خزان أسوان والسد العالى وقدّمها للدكتور أحمد عثمان خبير اليونسكو فى ذلك الوقت وتم اعتمادها وتطبيقها.





ومن الجدير بالذكر أنه فى 8 مارس عام 1960 وجّه المدير العام لليونسكو فيتر ونيزى نداءً عالميًّا لإنقاذ آثار النوبة، وكانت بداية إسهام المنظمة في الحملة الدولية لإنقاذ هذه الآثار ومعبدى أبو سمبل من الانغمار بمياه النيل عند بناء سد أسوان، واستمرت الحملة 20 عامًا نُقل خلالها 22 معلمًا وأثرًا معماريًّا من مكانه.





وبصفته متواجد وملازم لآثار الأقصر وأسوان ومتابع لكل أعمال الترميم الجارية فهو يتحدث إلينا بالصورة والمعلومة من معبد الأقصر وطريق الكباش اليوم.



يشير النحات وخبير الترميم مجدى الحريجى إلى أخطاء فى أعمال الترميم التى تمت مؤخرًا بمعبد الأقصر وطريق الكباش والتى أدت إلى "تكريش" أى ميول فى حوائط معبد الأقصر تشكّل خطرًا على المعبد نفسه ويقترح تفكيك أجزاء من الحوائط وإعادتها إلى مكانها الصحيح بالطرق العلمية طبقًا لأحدث تقنيات فى عمليات الترميم.





وبخصوص طريق الكباش كما توضح الصور اليوم عبارة عن أحجار منخفضة ومرتفعة وغير مستوية لا تليق بقيمة هذا الأثر الفريد، أمّا الكباش نفسها فقد تم تركيبها بطريقة خاطئة بصب خرسانة عادية كقاعدة للكبش وتجليدها بالحجر بشكل غير ملائم وتظهر الآن أحجار مائلة وأخرى مرتفعة علاوة على وجود الحشائش ما بين الكباش مما يؤكد وجود المياه الجوفية غير أن الحشائش نفسها ضارة بالأثر وغير لائقة.



ويقترح مجدى الحريجى بخصوص طريق الكباش عمل صبة خرسانية أولًا لوجود المياه الجوفية ثم توضع فوقها الأحجار الرملية، وبخصوص الكباش يقترح عمل تربة ظلطية ولبشة خرسانية من أسمنت السويتر وهو نوع من الأسمنت مانع لتسرب المياه وعمل علبة خشبية يوضع بها حديد مسلح ثم يتم صب قاعدة الكبش بالخرسانة المسلحة بأسمنت السويتر ثم تتم عمليات التجليد لقاعدة الكبش من حجر الحتحات (الحجر الرملى) وهى نفس مادة تماثيل الكباش القديمة وبعدها يتم تركيب الكبش فوق القاعدة حتى نتفادى عدم حدوث أى تلفيات بالأثر مستقبلًا والنحات العالمى مجدى الحريجى لديه الاستعداد لتنفيذ هذه الأفكار.



ومن الجدير بالذكر أن طريق الكباش جسّد معانى الحب فى مصر القديمة حيث شيد معبد الأقصر للإله أمون رع والذى كان يحتفل بعيد زفافه إلى زوجته "موت "

 مرة كل عام فينتقل موكب الإله من معبد الكرنك بطريق النيل إلى معبد الأقصر وأطلق عليه طريق المواكب الكبرى حيث استخدمه ملوك مصر القديمة كطريقًا مقدسًا للمواكب الدينية كما في عيد الأوبت وهو بذلك أعظم سيناريو فى التاريخ يصوّر جماليات نهر النيل وبيئة طيبة القديمة.






ويعد مهرجان الأوبت أو الإبت احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من 2كم وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع وزوجته موت وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإبت وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.



وكانت تؤخذ تماثيل الإله فى الاحتفالات الأولى للأوبت عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصًا في طريقها ، وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس

ثم تعود المراكب المقدسة إلى الكرنك

 وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل أخت وهو موسم فيضان نهر النيل، كما كان يبحر قارب ملكي كذلك مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في ما يعرف بـ "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك وبالتالي تؤكيد أحقيته بالمُلك.



وكانت مدة الاحتفال عشرة أيام تترك خلالها قوارب المعبودات مقاصيرها بالكرنك فى الشهر الثاني من موسم الفيضان وتذهب إلى معبد الأقصر، ثم تعود إلى الكرنك بعد عشرة أيام، وقد اختلفت عدد أيام الاحتفال بهذا العيد، ففي الأسرة 18 كان الاحتفال به لمدة 11 يوم وفي الأسرة 19 كان 21 يوم وفي الأسرة 20 كان 27 يومًا.



وتبدأ المناظر بعيد الأوبت من الركن الشمالي الغربي من صالة الأعمدة بمعبد الكرنك وتنتهي في الركن الشمالي الشرقي حيث نجد توت-عنخ-آمون وهو يحرق البخور ويقدم القرابين والزهور لآمون والصور المقدسة للأرباب بعدها تحمل القوارب لتخرج من الصرح أو بوابة المعبد الذى بناه أمنحتب الثالث، "هو حاليًا الصرح الثالث لمعبد الكرنك" حتى تصل إلى شاطئ النهر حيث توضع على متن المراكب التى تجر بالحبال فى اتجاه الجنوب حتى تصل إلى معبد الأقصر يصاحبها حملة الأعلام وكبار الموظفين والجنود والموسيقيون من عازفى الطبول والأبواق والمغنيين والراقصين النوبيين.




وكان قادة العجلات الحربية والجنود والراقصون والموسيقيون وحملة القرابين والجزارون الذين يذبحون الثيران المقدمة كقرابين يستقبلون هذه الموكب العظيم فى معبد الأقصر حيث يحمل الكهنة القوارب ثانية ليمروا بها بين القرابين المكرسة والرقصات الأكروباتية والموسيقيين حتى يضعوها على قواعدها في داخل مقاصيرها.



وبناءً على ما سبق وحفاظًا على إرثنا الحضارى العظيم نناشد الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بتشكيل لجنة فنية من متخصصين فى الترميم المعمارى والترميم الدقيق وخبراء آثار من داخل المجلس ومن أساتذة الجامعات للوقوف على حقيقة ما عرضنا بالمعلومة والصورة ومشاركة النحات مجدى الحريجى فى اللجنة ونشر تقرير علمى بذلك للاطمئنان على معبد الأقصر وطريق الكباش وإجراءات الترميم والصيانة التى ستتم لحماية الأثر .


google-playkhamsatmostaqltradent