اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

رحلة إلى عيون موسى ومشروع علمي لكشف معالم مسار نبي الله موسى

 رحلة إلى عيون موسى ومشروع علمي لكشف معالم مسار نبي الله موسى





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


هناك 12 عين ماء تقع على بعد 35كم من نفق أحمد حمدى نكشف عن أسرارها وهل هى العيون الحقيقية التى تفجرت لنبى الله موسى ذكرت هذه العيون فى القرآن الكريم فى سورة البقرة آية  60{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } وقد جاء فى القرآن الكريم تعبيرين عن العيون فمرة جاءت (انبجست) ومرة (انفجرت) وذلك لأن الانبجاس يحدث أولًا ثم يتبعه الانفجار ثانيًا، فالانبجاس أن يأتى الماء قطرة قطرة ثم يأتى الانفجار وتتدفق المياه الكثيرة وبذلك فإن الضربة واحدة من عصا واحدة وكان المفترض أن تحدث هذه الضربة عينًا واحدة تنبع منها المياه، لكن الحق أرادها اثنتى عشرة عينًا بعدد عائلات بنى إسرائيل 12 سبط

وذكر فى التوراة فى سفر الخروج الإصحاح الخامس عشر " ثم ارتحل موسى بإسرائيل من بحر سوف وخرجوا إلى برية شور فساروا ثلاثة أيام فى البرية ولم يجدوا ماء"  وفى سفر الخروج، الإصحاح الخامس عشر – سفر العدد إصحاح 27 "ثم ارتحلوا إلى مارة ثم جاءوا إلى إيليم وكان هناك إثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء " .





بئر " مر" موقعها حاليًا شمال شرق عيون موسى بمقدار 11كم وماؤها غير صالح للشرب وتقع جنوب سفح جبل بهذا الاسم أمّا إيليم فموقعها منطقة عيون موسى الحالية ويتضح من هذا أن هناك 12 عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى 35كم من نفق أحمد حمدى وذلك بعد نفاذ كل المياه المحمولة من بداية الرحلة  وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لإبن من أبناء نبى الله يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12 وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة.



وتؤكد الأدلة التاريخية والدراسات الحديثة أن عيون موسى الحالية التى تم تطويرها وافتتح مرحلتها الأولى وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى هى العيون الحقيقية وأن الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أكدت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.





وما تم تطويره سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء ما زالت بقاياها بالموقع حتى الآن كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.



والمفاجأة الكبرى التى أكدت بما لا يدعو للشك أن هذه هى عيون نبى الله موسى الحقيقية وهى تحليل مياه العيون عن طريق إخصائى الترميم أحمد كمال عبد اللطيف مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء والمشرف على مشروع ترميم وتطوير منطقة آثار عيون موسى السابق تؤكد صحة ما توصل إليه الدكتور عبد الرحيم ريحان فى دراسته لرحلة خروج بنى إسرائيل حيث أكد أنه لو تم إثبات أن مياه هذه العيون صالحة للشرب فهذا يعنى أنها عيون موسى الحقيقية وذلك لأن العيون أقيمت عليها آبار فى فترات تاريخية تالية وهى الموجودة حتى الآن وقد تم التعرف على نوعية الأحجار المستخدمة فى بناء الآبار عبر العصور التاريخية المختلفة وهى الأحجار الرسوبية أو المرجانية التى تحتوى على مركبات الكالسيوم ومخلفات الطرح البحرى من مخلفات مرجانية وقواقع وغيرها وهى أحجار شديدة الصلابة وغير منتظمة الحدود الخارجية وتعرضت هذه الآبار للإهمال فتأثرت المياه والتى كانت تستخدم للشرب حتى عام 1538م أيام تجار البندقية.





وأثناء عملية الترميم بعد تنظيف الآبار حتى الوصول للمياه الجوفية بعمق يتراواح من 6 إلى 8متر وارتفاع المياه الجوفية نفسها من 60 إلى 70سم قام أحمد كمال عبد اللطيف بتحليل عينة من المياه الجوفية من أحد الآبار بمركز بحوث وصيانة الآثار بقطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار والذى أكد أن المياه عذبة وتصلح للاستخدام الآدمى والزراعى وغيرها وقد كان أهل المنطقة يستخدمون هذه المياه قبل مشروع الترميم للشرب.



وقد أعلن عن مشروع علمى أثرى عام 2013 بين الدكتور عبد الرحيم ريحان والدكتور صفى الدين متولى، المتخصص فى الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعارعن بعد ونظم المعلومات الجغرافية بمركز بحوث الصحراء وحاليًا نائب رئيس المركز للكشف عن كل عيون موسى باستخدام صور الأقمار الصناعية وكذلك الكشف عن الجبال المقدسة جبل موسى وجبل التجلى وموقع تيه بنى إسرائيل بسيناء لأربعين عامًا بتكلفة إجمالية تبلغ مليون دولار عام 2013 ويستغرق تنفيذه 12 شهرًا.



وسيتم استخدام صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل "سبوت الفرنسى وكويك بيرد الأمريكى"

 واستخدام قياسات الجاذبية لتحديد نوع الدك على جبل التجلى ومؤشرات تواجد التراكيب الجيولوجية كدلائل للقوى الربانية، التى أثرت على الجبل واستخدام قياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى.



يهدف المشروع إلى تحديد الأطر العلمية والتقنية للإجابة على العديد من التساؤلات، وهى تحديد أماكن باقى عيون موسى حيث ذكرت فى القرآن الكريم 12 عينًا، ومن المفترض أن كل عين ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم.





كما سيتم من خلال المشروع العلمى تحديد مكان الوادى المقدس طوى والدلائل العلمية لذلك، إلى جانب الكشف عن آثار لرحلة نبى الله موسى داخل الوادى واختلافات البنية التحتية والفوقية لهذا الوادى وأن الرؤية العلمية للمشروع ستؤكد دلائل تجلى الله سبحانه وتعالى للجبل وتحديد مكان نبى الله موسى عندما رأى النار وتحديد مكانها وتحديد مكان الجبل الذى تم دكه بأمره سبحانه وتعالى ومعنى الدك وعلاماته.



كما سيتضمن المشروع تحديد موقع تيه بنى إسرائيل 40 عامًا، وخط سيرهم وكيف عاشوا خلال تلك الفترة بسيناء ودلائل وآثار هذه الحياة والكشف عن طعامهم ومصادر المياه والظروف المناخية، كما سيتم تحديد مكان بدء الرحلة من وادى الجرف أم وادى فيران 

أم وادى الشيخ ومكان انتهائها، وقبر النبى هارون والحاجة لدراسة استكشافية للمنطقة المحيطة به.



ونعيد طرح المشروع فى إطار مشروع التجلى الأعظم التى تقوم علي تنفيذه الدولة حاليًا كمشروع قومى لإحياء مجمع الأديان بمنطقة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى باليونسكو منذ عام 2002


google-playkhamsatmostaqltradent