اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

رحلة إلى طور سيناء

 رحلة إلى طور سيناء





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


طور سيناء مدينة واعدة سياحيًا تمتلك مقومات سياحية عديدة خاصة بالسياحة الدينية لكل الأديان فهى الموقع الذى استراح فيه بنو إسرائيل أمام وادى حبران انتظارًا لنبى الله موسى حين غاب عنهم 40 يومًا لتلقى ألواح الشريعة وهى ملتقى الحجاج المسيحيون والحجاج المسلمون عبر ميناء الطور القديم من العصر المملوكى وهى المدينة التى التجأ إليها المتوحدين الأوائل منذ القرن الرابع الميلادى ونشأت منها مراحل الرهبنة الثلاث المعروفة وهى مسرح التعايش بين المسلمين والمسيحيين بمنطقة تل الكيلانى وهى المدينة المسجل على صخورها بجبل الناقوس الحضارات التى تعاقبت على أرض سيناء الأنباط والبيزنطيون وكتابات الحجاج المسيحيون والتجار المسلمون وتضم حصن إسلامى بتل راية جنوب المدينة كما تضم حمام موسى ذو العيون الكبريتية.





وكانت تعرف الطور قديمًا باسم رايثو حتى القرن الخامس عشر الميلادى وبها آثار مسيحية تشمل قلايا للمتوحدين الأوائل بوادى الأعوج ودير الوادى الذى يقع بقرية الوادى 5كم شمال الطور من عصر الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن حيث أن دير سانت كاترين أضيفت عليه عدة تجديدات وتخطيط دير الوادى بطور سيناء مستطيل92 م طولاً 53م عرضًا وبه أربعة كنائس ومعصرة زيتون وعدد 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للحجاج المسيحيين، وقد توافد الحجاج المسيحيون على سيناء من كل بقاع العالم وهم آمنون مطمئنون فى ظل التسامح الإسلامى الذى سارت عليه الحكومات الإسلامية.





يبعد جبل الناقوس 13كم شمال غرب المدينة 10كم شمال جبل حمام موسى وهو وثيقة من نقوش صخرية استغله الحجاج المسيحيون والقوافل التجارية العربية كمكان للراحة والتزود بالطعام وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسمائهم وأدعيتهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل وتجاورت النقوش المسيحية باللغة العربية مع النقوش العربية بالخط الكوفى على نفس الصخرة لعبورهم سويًا فى أمان لهذه الطرق فتجاورت الآيات القرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام وطلب المغفرة والرحمة مع الأدعية المسيحية وطلب الغفران.





والجبل نقشت عليه أسماء عائلات مسيحية كانت تقطن الطور بمنطقة تل الكيلانى وكانت منازلهم متجاورة مع منازل المسلمين كما تشمل الطور الميناء القديم من العصر المملوكى الذى ساهم فى خدمة التجارة بين الشرق والغرب وخدمة الحجاج المسلمين بعد أن تحول درب الحج المصرى القديم من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م وكذلك الحجاج المسيحيون وكان بالطور محجر صحى للحجاج يقع على شاطئ خليج السويس على بعد 640م جنوبى الطور يشمل أربع مستشفيات وآبار مياه و أماكن إقامة الحجاج.





ويضم الطور جامع الكيلانى القديم الذى قام ببنائه عامل بناء مسيحى هو بنيوتى جريجورى الذى ولد عام 1840 ومات عام 1940م كما تحوى الطور منازل تعتبر طرازًا فريدًا من المبانى حيث بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية بتل الكيلانى عام 1826م واستخدمت لسكن عمال ميناء الطور الحديث والصيادين وأسرهم وكذلك الأسر المسيحية التى كانت تعمل بالميناء مع المسلمين كما استخدم بعضها قناصل للدول الأوربية، ويوجد بجنوب الطور مركزًا لرهبان دير سانت كاترين وهو دير القديس جاورجيوس بتل الكيلانى الملاصق لميناء الطور القديم ومنازل الكيلانى ويشمل كنيسة واستراحة للرهبان وزوار الدير وقد بنيت الكنيسة على اسم مارجرجس عام 1875 ولرهبان دير سانت كاترين منزل وسط حديقة من النخيل وأشجار الفاكهة بجوار حمام موسى الذى يبعد 2كم شمال دير القديس جاورجيوس. 

google-playkhamsatmostaqltradent