متاحف مصر وتنوعها مقياس لتحضرها
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
يعد هرم خوفو أول متحف للتراث الحضارى أقامه البشر بما يتضمنه من آثار معمارية وفكرية وعقائدية وأسرار الحياة طبقًا لما جاء فى كتاب "عالم المتاحف" لعصمت داوستاشى من إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث أن الهرم الأكبر لم يكن مجرد مقبرة لدفن الملك بل متحفًا يضم أهم ما توصل إليه الإنسان فى ذلك الوقت من معلومات.
وقد ابتكر المصريون القدماء متاحف لا يراها الناس فى زمانهم وهى مقابرهم المنحوتة فى عمق الصخر، كما ابتكر القدماء متاحف مدفونة فى ساحات معابدهم وهو ما يطلق عليه (الخبيئة) والتى تضم عشرات التماثيل الزائدة عن حاجة معابدهم كما تعتبر مقبرة توت عنخ آمون التى اكتشفت كاملة بأندر وأروع القطع من أشهر المتاحف القديمة وكذلك المتحف الملحق بمكتبة الإسكندرية القديمة
أفتتح المتحف المصرى بالتحرير فى 15 نوفمبر 1902 ويعتبر أقدم مبنى صمم وبنى ليكون متحفًا للآثار فى العالم وأن المراجع الأجنبية أغفلت ذكر التجربة المصرية التعليمية الرائدة للمتحف المصرى عندما نجح أحمد كمال باشا فى إقناع ماسبيرو ومجلس نظار المتحف بافتتاح مدرسة لتعليم أبناء المصريين اللغة القديمة والفن والتاريخ والآثار واللغة الفرنسية وافتتحت فى فبراير عام 1982
ويعد المقياس الحضارى لتقدم الدول هو عدد متاحفها ونوعيتها وتضم مصر كل أنواع المتاحف وتعتبر محافظة الجيزة وحدها أكبر محافظة فى العالم فى عدد المتاحف وتنوعها حيث تضم 23 متحفًا وتتنوع متاحف مصر من متاحف للتاريخ والآثار كالمتحف المصرى والإسلامى والقبطى واليونانى الرومانى وإيمحتب بسقارة ومركب الشمس بالأهرامات ومتحف الحضارة بالفسطاط ومتحف رشيد وطنطا وكفر الشيخ وبورسعيد والمنصورة وملوى والأقصر والنوبة ومتحف جزيرة فيلة ومتحف الغردقة ومتحف شرم الشيخ ومتاحف للفنون الجميلة والتطبيقية متل متحف محمود خليل ومتحف كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان ومتحف نماذج الآثار بجامعة 6 أكتوبر ومتاحف حربية كالمتحف الحربى وبانوراما 6 أكتوبر ومتحف دنشواى.
وهناك متاحف تعليمية كمتحف كلية الآثار بجامعة القاهرة ومتحف كلية الآثار بسوهاج ومتحف جامعة القاهرة ومتحف الفراشات بكلية العلوم الذى يضم أنواع عديدة من الحشرات ومتحف البردى ومتحف المراكب المصرية وبه نماذج للمراكب وتطورها عبر العصور ومتحف تاريخ مصر الحديث بالقرية الفرعونية ومتاحف قومية مثل متحف الشاعر أحمد شوقى ومتاحف خاصة مثل متحف الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات ومتحف صالح سليم ومتحف حديقة الحيوان والمتحف الزراعى بالدقى ومتحف الطفولة بالعجوزة ومتحف السينما بأستوديو مصر ومن المتاحف المتنوعة أيضاً متحف التراث الموسيقى بأكاديمية الفنون ومتحف نبيل درويش بالمريوطية بالهرم وهو خاص بصناعة الفخار والخزف ومتحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية ومتحف القناة بالسويس ومتحف الجمعية الجغرافية ومتحف الفنون الشعبية والسكة الحديد والأحياء المائية والمتحف الأولمبى باستاد القاهرة ومتحف معهد الصحراء
وعند تطوير المتاحف المصرية يجب أن يكون طبقًا لأحدث النظم العالمية لتصبح معاهد علمية وذلك بتطوير نظم العرض المتحفى بحيث تشمل كل فاترينة عرض قصة الأثر كاملة وخرائط توضيحية لموقع الكشف الأثرى وصورة للموقع وطريقة الكشف وشاشة عرض صغيرة داخل الفترينة تشرح مراحل العمل الأثرى لكشف هذا الأثر ورسم توضيحى لكيفية صناعة القطعة المعروضة وكيفية استعمالها والربط بين الماضى والحاضر بعمل ماكيت كامل لمشهد تصويرى للأثر المعروض سواءً كانت معركة حربية ، رحلة للعالم الآخر، مشاهد الجنة والنار والحساب فى العالم الآخر.
ففى المتحف الإسلامى يجب تصوير الحرف المختلفة وطرق الصناعة واستمرارية المنتج حتى الآن وقد شهد متحف الفن الإسلامى بالقاهرة تطورًا على مستوى عالمى بعد تطويره وفى المتحف القبطى يجب التعريف بطرق رسم الأيقونات والفنون القبطية وعرض مفردات من متعلقات الكنائس والمساجد بعمل ماكيتات كاملة من الخشب للمساجد والقلاع والقصور والأديرة والكنائس للتعرف على الطرز المعمارية والفنية بها وتزويد كل متحف بعدد من أجهزة الكمبيوتر تعمل باللمس لعرض أى معلومات خاصة بالقطع المعروضة وشاشات عرض كبيرة لعرض أفلام وثائقية عن مصر وأقطار العالم وتزويد المتاحف بخرائط تفصيلية للقاعات توزع مجانًا ضمن رسم الدخول مع شرح مختصر للمعروضات وتوفير الكتيبات السياحية عن الاكتشافات الأثرية والمناطق المستخرجة منها القطع المعروضة الخاصة بالمتحف نفسه، وتشهد مصر طفرة كبرى فى تطوير متاحفها طبقًا لأحدث التقنيات العالمية تم تطبيقها على سبيل المثال لا الحصر فى متحف الفن الإسلامى ومتحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ والمتحف المصرى الكبير المنتظر افتتاحه خلال أسابيع.