النقود المتداولة في مصر القديمة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
رصدت الباحثة الآثارية سهيلة عمر الرملى فى دراسة حركة التجارة الواسعة الداخلية والخارجية بمصر القديمة بينها و بين بلاد الرافدين وفلسطين وسوريا، ولأن الحاجة أم الاختراغ اخترع المصريون نقودًا نحاسية وذهبية للتجارة بجانب نظام المقايضة وهذا يؤكد عدم الاعتماد على نظام المقايضة فقط كما انتشر عن الحضارة المصرية.
وتوضح سهيلة عمر الرملى أن علماء الآثار دللوا على وجود نقود بمصر القديمة ومنهم العالم الإنجليزى بترى الذى ذكر وجود للتعامل بمعيار من العملة النحاسية فى عصر الدولة الوسطى وذكر برستد أن العملة سكت من النحاس والذهب فى مصر القديمة كما وصف عالم الآثار ماسبيرو منظرًا في سوق لاحظ فيه أن بعض الناس يحملون صناديق صغيرة تحتوي على سلع مجهولة ويعتقد أن بها قطع من المعدن كانت تستعمل عملة للمبادلة إذ يقول بعد أن فحص المناظر بدقة وبالاختصار أظن الصندوق يحتوي على معدن مشغول على هيئة مجوهرات صغيرة أو على شكل سبائك معروف وزنها وهذه هي الوسيلة الوحيدة لتفسير وجود هذا الصندوق في ثلاثة مناظر هى قيمة لشراء المنتجات.
وتشير وثيقة "ويل" التي كتبها كل من العالمين شاسيناه وفايل إلى الكثير عن استخدام النقود فى عصر الدولة القديمة وهى خاصة بعقد بيع بيت يرجع إلى عهد الملك خوفو، وتمثل وثيقة "ويل" عقد بيع بين الكاتب (تنتي) الذي كان يبيع بيتًا وبين الكاهن (كمابو) الشاري منه
و نص العقد هو : يقول كمابو:
"لقد اشتريت هذا البيت في مقابل مكافأة للكاتب «تنتي» وقد أعطيته عشرة «شعت وهي كما يأتي: قطعة أثاث (؟) من خشب «أنى» قيمته ثلاثة شعت وسرير من خشب الأرز من أجود صنف قيمته أربعة شعت وقطعة أثاث من خشب الجميز قيمتها ثلاثة شعت ثم يقول «تنتي»
(يعيش امللك) سأعطي ما هو حق لأنك قمت بالدفع بطريق التحويل، وستكون مرتاحًا من البيت ثم ختم في إدارة بلدة «خبوت خوفو» أمام شاهد تابعين لإدارة «تنتي» ولطائفة كهنة «كمابو» الشاهد «محي» وعامل بالجبانة (سبني) وإني
و«وني عنخ حور» كهنة جنازيون"
ولفظة «شعت» هنا مقصود بها المال اذا هذا دليل قاطع على معرفة المصريين بالنقود و كانت (شعت) هى عملة حقلية الشكل كما ورد شكلها فى جدراية للملكة حتشبسوت عند شرائها للعاج و البخور أثناء رحلة لبلاد بونت.