بالصور نكشف عن شروخ بجدران وأسقف معبد دندرة ناتج أخطاء الترميم
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
دندره قرية تابعة لمركز قنا في محافظة قنا وتبعد 55 كيلومتر شمال الأقصر، أشهر ما بها معبد هاتور أو معبد دندرة الذي بني فى العصر اليونانى الرومانى لعبادة الإلهة حاتحور آلهة الحب والجمال، بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي وأضيفت إليه مبانى فى العصر الرومانى واستغرق بناؤه 200 عام ويشتهر بالمناظر الفلكية على السقف، ومناظر الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة، علاوة على السراديب الشهيرة بالمعبد، مع وجود عدد 2 درج يؤديان إلى السطح مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية أثناء صعودهم حاملين تماثيل حتحور احتفالًا برأس السنة.
عرض واجهة المعبد 35 م وارتفاعها 12.5 م، يتصدرها أعمدة ضخمة متوجة برسومات لرؤوس حتحور" الأوجه الحتحورية"، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثانى الذى شيد فى عهد أغسطس والذى يحتوى على نقش بارز يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاثة أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعى الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عدد الأعمدة التى تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمودًا.
أمّا السراديب فالمقصود بها المواقع المخصصة للاحتفالات بالأعياد القديمة وتخرج منها تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلها التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة.
وبعد الدخول من البوابة الكبيرة للمعبد نجد صالة كبرى بدأ بناءها القيصر أغسطس وأنهى بناؤها القيصر نيرون وهي مرفوعة على 24 عامود في أربعة صفوف، ارتفاعها 27 م وطولها 43 م ثم ندخل إلى ثلاث صالات مختلفة الأحجام
وعدد 11غرفة من الغرف الجانبية الصغيرة ، يبلغ طول المعبد 81 م وعرضه 34 م، وقد بدأ في الكشف عن المعبد وترميمه عام 1875 يوهانز دومشين.
ومن خلال الصور يكشف لنا النحات العالمى وخبير الترميم مجدى الحريجى
عن شروخ بجدران المعبد أدت إلى ميول نتيجة المياه الجوفية ووجود معبد آخر أسفل المعبد كشفت عنه أعمال التنقيب وكذلك وجود تشققات فى الأسقف ناتج عن خطأ أحدث ترميم بالمعبد حيث استخدمت مادة لتنظيف السناج وهو السخام أو هباب الفحم وهو تعبير عام يشير إلى جسيمات الكربون الناتجة عن الاحتراق غير الكامل للهيدروكربونات.
أو النواتج الثانوية لقطران وبعد التنظيف قاموا برش المياه على الأسقف مما أدى إلى تشبع أحجار الأسقف بالمياه والمكونة من بلاطات الحجر الرملى مما أدى إلى حدوث التشققات الحالية.
وكذلك هناك أخطاء فى ترميم الأعمدة نتج عنها تآكل أجزاء من الأعمدة
ويقدم خبير الترميم مجدى الحريجى روشتة العلاج موضحًا أن البداية هى سحب المياه الجوفية ثم عمل ستائر حديدية حول المعبد لتثبيته ومعالجة الشروخ والتشققات بالحقن.
وبناءً على ما سبق وحفاظًا على إرثنا الحضارى العظيم نناشد الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بتشكيل لجنة فنية من متخصصين فى الترميم المعمارى والترميم الدقيق وخبراء آثار من داخل المجلس ومن أساتذة الجامعات للوقوف على حقيقة ما عرضنا بالمعلومة والصورة ومشاركة النحات مجدى الحريجى فى اللجنة والبدء فى معالجة شروخ وميول المعبد .