"التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" كتاب جديد يعرض مسار نبى الله موسى بسيناء
بقلم : د . عبد الرحيم ريحان
في إطار مشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى باليونسكو عام2002 طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية في مصر، صدر كتاب "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" لخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عن دار أوراق للنشر والتوزيع والذى يجسّد رحلة روحانية علمية أثرية تاريخية فى أحضان الوادى المقدس طوى .
الكتاب يرصد قصة التجلى الأعظم منذ دخول بنى إسرائيل إلى مصر وحتى وقوفهم على أبواب المدينة المقدسة ورفضهم الدخول، حيث يتضمن بنو إسرائيل في مصر ملقيًا الضوء على العبرانيين ومدلول "عبرو" و "بنو إسرائيل" ودخولهم إلى مصر وسكنهم في أرض جاشان (فى أطراف محافظة الشرقية) وفترة دخولهم وعلاقتهم بالهكسوس وحياة نبى الله يوسف في مصر ومناقشة ذلك.
ويعرض الكتاب مدن بررعمسيس، بيثوم وعلاقتها بتاريخ بنى إسرائيل، ثم تنتقل الرحلة إلى أرض مدين حيث الخروج الأول لنبى الله موسى منفردًا إلى أرض لا يعرفها لحكمة إلهية ليدرك معالم الطريق في خروجه الثانى مع بنى إسرائيل، ويؤكد الكتاب بعدة أدلة ولأول مرة أن مدين الذى تزوج منها نبى الله موسى إحدى بنات العبد الصالح شعيب وعاش بها ما بين ثماني إلى عشر سنوات تقع داخل محافظة جنوب سيناء حاليًا ما بين شرم الشيخ ودهب.
وتستمر الرحلة بحنين نبى الله موسى إلى وطنه الذى تربى فيه ورحيله من مدين في اتجاه مصر دون أن يدرك الطريق جيدًا فتاه في الصحراء ووجد هدايته عند شجرة العليقة المشتعلة لا النار تحرق الشجرة ولا مائية الشجرة وخضرتها تطفئ النار فظلت مشتعلة، وهى الشجرة الموجودة حاليًا بالوادى المقدس داخل دير سانت كاترين الذى ناجى عندها ربه وجاء الأمر الإلهى بهداية فرعون وخروج بنى إسرائيل من مصر عبر سيناء إلى الأرض المقدسة.
ينتقل السيناريو بعدها إلى قصر فرعون وحوار نبى الله موسى ويوم الزينة التي أعقبته آيات الله على فرعون وقومه، ليبدأ الخروج الثانى لنبى الله موسى مع قومه إلى سيناء ويناقش الكتاب كل أسماء الملوك المتهمة من المؤرخين والآثاريين والكتّاب بأنها فراعنة نبى الله موسى وهم أحمس، تحتمس الأول، حتشبسوت إخناتون، حور محب، سيتى الثانى رمسيس الثانى ومرنبتاح، كما يناقش الآراء التي ذكرت أن فرعون اسم شخص.
ويخرج بنو إسرائيل في رحلتهم مع بداية انطلاقهم من أرض جاشان وعبورهم مدن سكوت وإيثام ومجدل وبعل صفون وفم الحيروث مع رصد حقائق هذه المدن حتى الوصول إلى رأس خليج السويس موقع نجاتهم وغرق فرعون واستكمال الطريق عبر جنوب سيناء مع عرض الأدلة على اتخاذ هذا الطريق والوقوف بمحطات هذا الطريق والتي تبدأ بعيون موسى المنطقة المعروفة بهذا الاسم حتى الآن وما ذكر بالقرآن الكريم والتوراة ورصد ما تم بها من اعمال ترميم وتطوير حتى الان، حتى الوصول إلى منطقة القوم عبدة الأصنام عند معبد سرابيط الخادم حتى وصولهم إلى منطقة ساحلية طبقًا لنص القرآن موقع عبادة العجل الذهبى، وهى طبقًا لخط سير الرحلة وانتظامها موقع مدينة طور سيناء الحالية.
يرصد الكتاب حقيقة العجل الذهبى وجزاء عبادة العجل ولماذا يقع في منطقة ساحلية وليست المنطقة الشهيرة بوادى الراحة بسانت كاترين الموجود بها منظر نحت عجل في الجبل ثم اختيار سبعين رجلًا للاعتذار ومعجزة نتق الجبل فوق بنى إسرائيل ومعجزة دك الجبل وموقعها وتلقى نبى الله موسى لألواح الشريعة ومناقشة الموقع الحقيقى لجبل موسى وتفنيد الآراء التي ذكرت أنه خارج سيناء سواءً في جبل نافو في الأردن أوجبل كركوم في صحراء النقب بفلسطين وتأكيد أنه الجبل الحالي بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) والذى يرتاده ملايين الزوار والحجاج المسيحيون ويصعدون إلى قمته لرؤية أجمل منظر شروق في العالم.
ثم يستكمل نبى الله موسى وبنو إسرائيل رحلتهم عبر الشطر الشرقى من سيناء في اتجاه خليج العقبة حتى الوصول إلى أعتاب الأرض المقدسة الذى رفضوا دخولها رغم قدرتهم على الحرب والقتال وقالوا لموسى "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا" ولم يدخل أحدًا منهم الأرض المقدسة فقدّرعليهم البقاء فى برية سيناء أربعون عامًا حتى يفنى الجيل الذى نشأ فى الذل ويأتى الجيل الذى ولد وتربى فى سيناء ودخلوا الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف فتى موسى .