"الأيقونات فى دير سانت كاترين" كتاب جديد للدكتورة نعمات حسونة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
صدر عن عين حورس للطباعة والنشر والترجمة كتاب "الأيقونات فى دير سانت كاترين" كتاب جديد للدكتورة نعمات حسين حسونة يتضمن دراسة فنية أثرية لأيقونات دير سانت كاترين عن رسالة دكتوراه حصلت عليها من كلية السياحة والفنادق بالإسماعيلية أشرف عليها الدكتورة هبة الله محمد فتحى أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بقسم الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بالإسماعيلية والدكتور خالد شوقى البسيونى أستاذ الآثار المصرية بقسم الإرشاد السياحى بالكلية وناقشها الدكتورة مفيدة حسن الوشاحى أستاذ الآثار المصرية والإرشاد السياحى بالكلية وخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار.
ويعد اختيارها لأيقونات دير سانت كاترين من الأهمية الكبرى باعتبارها من أهم مقتنيات دير سانت كاترين أشهر أديرة العالم التى تشمل الأيقونات والمخطوطات والأوانى الكنسية وهى خطوة جيدة حيث أن معظم الدراسات البحثية السابقة فى الأيقونات اقتصرت على الأيقونات القبطية فى وادى النيل، ولم تدرس أيقونات دير سانت كاترين بالشكل الكافى منذ دراسات وايتزمان التى نشرت عام 1966
ويأتي هذا الكتاب فى وقت تتوجه فيه أنظار العالم إلى مجمع الأديان بسانت كاترين انتظارًا لافتتاح أعظم مشروع قومى فى تاريخ المنطقة وهو "مشروع التجلى الأعظم" الذى أطلق صيحته فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوليو 2020 ومن وقتها وتعمل كل الجهات المعنية على إنجاز هذا المشروع العظيم الذى طال انتظاره لتحويل هذه البقعة المقدسة إلى ملتقى للأديان والحضارت والثقافات ومنبع للسلام إلى كل بلدان العالم، وسيدخل هذا الكتاب بالطبع ضمن خطة الترويج والتشيط السياحى للمشروع حيث أن المشروع يشمل دراسات أثرية وتاريخية ومعمارية وبيئية وكلها تصب فى صالح الترويج محليًا وإقليميًا ودوليًا للمشروع.
كما يتناول الكتاب فنون الأيقونات داخل موقع مسجل تراث عالمى باليونسكو عام 2002 وتساهم الدراسات فى هذا المجال فى المحافظة على المعايير التى سجل عليها الممتلك تراث عالمى استثنائى.
وقد توصلت الباحثة إلى نتائج هامة عن نشأة الرهبنة فى مصر وتصديرها إلى الحبشة وإيرلند، كما عرضت الباحثة تاريخ أقدم خرائط رسمت للدير، وألقت الضوء على أسباب الإتقان فى رسم الأيقونات البيزنطية مقارنة بالأيقونات القبطية وهى رعاية الدولة للفن بينما نشأ الفن القبطى برعاية الشعب، ولم يتأثر الفن القبطى بالفن البيزنطى بل تلاقى الأسلوبين لقربه من نمط الفن المصرى القديم، وقد اتخذ الفن البيزنطى فى الأيقونات أسلوب التمبرا وهو أسلوب مصرى أصيل بجانب تأثره بطريقة بورتريهات الفيوم، فالفن القبطي همزة الوصل مع الفن المصري القديم واستمرارًا له.
ومن خلال تتبع الباحثة لتاريخ وأسلوب وطريقة رسم الأيقونة والألوان والهالة حول الشخصيات الدينية، أكدت أن الأيقونات تم صنعها فى البداية داخل الأديرة لأن الرهبان هم أول من قاموا برسم تلك الأيقونات، ومن مصر بدأت حركة الرهبنة والديرية فبذلك تكون مصر هى الوطن المنشأ لفن الأيقونة وأن الأيقونات البيزنطية وغيرها استلهمتها من أقباط مصر، خاصة أنه لم يتم العثورعلى تلك النماذج السابقة للإقتباس منها.
وقد أكدت أن مقبرة كوم الشقافة بالإسكندرية المعروفة بالكتاكومب"طراز رومانى لدفن الموتى لاسيما العسكريين" خلت من أية رسومات متعلقة بالنشأة الأولى لفن الأيقونات أو النقش المسيحى الدينى بداخلها، إنما استخدمها أهالى الإسكندرية معتنقى الدين المسيحى فى تلك الفترة للاحتماء بداخلها من بطش الرومان خاصةً فترة حكم الإمبراطور كاركالا(211-217م).
كما قامت الباحثة بتحليل أسباب لجوء الرهبان إلى سيناء والتى تمثل علاوة على توافر مصادر المياه ومواد البناء التبرك بالأماكن المقدسة من مسار نبى الله موسى كما رصدت الباحثة معالم الفن البيزنطى فى بلاد اليونان والفن البيزنطى فى الشرق وسمات كل فن وألقت الضوء على المدرسة الكريتية فى فن رسم الأيقونات والتى نتج عنها العديد من أيقونات دير سانت كاترين.
وفي النهاية فهو كتاب هام يقدم معلومات شيقة ومشبعة فى التاريخ والآثار والفنون لمنطقة هامة لها قيمتها الروحية والأثرية على مستوى العالم بأسلوب شيق بسيط يصل للقارىء بسهولة ويسر، فهو وجبة فكرية دسمة تشوق القارىء لزيارة منطقة سانت كاترين والاستمتاع بروحانية وجمال كل مفردات الوادى المقدس.