اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

القطط والثعابين والقرين في مصر القديمة

الصفحة الرئيسية

 القطط والثعابين والقرين في مصر القديمة






كتب - د . عبد الرحيم ريحان


للقطط الآن عند عوام الناس منزلة خاصة فهم يحسنون معاملتها ويتجنبون ضربها وهم يعتقدون أن الأرواح والجان يتلبسون أجسام هذه القطط ويظهرون بأشكالها وتفسير هذه الأفكار والمعتقدات الغامضة هو أن القطط كانت احدى معبودات المصريين القدماء يعبدونها باسم المعبودة

 ( باستت )

ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتورة مريم عاطف المتخصصة فى الآثار المصرية القديمة والتى توضح أن العوام من الناس كانوا يعتقدون أن لكل منزل ثعبانًا يحرسه فهذا الاعتقاد يرجع إلى أن المصريين القدماء كانوا يعبدون أحيانًا ثعبانًا كبيرًا يظنون فيه الخلود ويعتقدون أنه يسكن حقلًا أو غابة أو كهفًا أو جبلًا يقوم على حمايته ولدينا بالمتحف المصرى تمثال ثعبان وجد بمعبد أتريب (بنها الحالية) ووضع هناك لحمايته.



وتشير الدكتورة مريم عاطف إلى أن ما يوجد أحيانًا معلقًا على أبواب المنازل من تماسيح محنطة فما هى إلا بقية من بقايا عبادة هذه الحيوانات من العصر المصري القديم إذ كان التمساح معبودًا أطلقوا عليه" سوبك " كما يعتقد العوام الآن أن لكل شخص أختًا تحت الأرض أو قرينًا ولد معه فهذا الإعتقاد موروث عن المصريون القدماء الذين كانوا يعتقدون أن كل شخص له روح أو قرين أطلقو عليها " كا " ، وكانت هذه  " الكا " تعيش معه ، فإذا مات تبعته إلى المقبرة.





وتنوه إلى المدينة الأكثر إرتباطًا بالسحر في مصر القديمة وهى مدينة الأشمونين "هرموبوليس" وهي المدينة المقدسة التي يسكنها جحوتي (تحوت) رب علم السحر وكل العلوم ورب الكتابة والقلم وكانت "خمنو" مدينة الثامون من أهم المراكز الدينية في مصر القديمة ومن الآثار المتبقية فيها مقبرة "بادي أوزير" كاهن تحوت المطلع علي أسراره , نصوص مقبرة "بتوزيريس" قلب الانسان و تساعده على أن يحقق الغاية التى خلق من أجلها وأن يعثر فى أعماق قلبه على الحقيقة التى بدونها لا يجد الإنسان السعادة على الأرض على أحد جدران مقبرته سجل "بادي أوزير" هذه العبارات :-

" إحرص علي أن لا تحيد عن طريق المعبود ،فمن يلزم الطريق المستقيم يهيئه المعبود غبطة القلب والرضا ويبارك له في رزقه وفي عمره ،ويحظي بإحترام أهل بلدته ،ويتمتع بالحيوية ونضارة الشباب فيصير جسده كجسد صبي عفي ،ويبارك له الاله في ذريته ،ويري أطفاله يكبرون أمام عينه إلي أن يصيروا من النبلاء والأشراف في بلدتهم ،وتتبعه ذريته وتسير عبي خطاه وتحيي ذكراه جيلا بعد جيل ،وحين تنتهي حياته علي الأرض يذهب إلي الجبانة بعد أن يقوم أنوبيس بتحنيط جثمانه في بيت التحنيط حاملًا معه غبطة القلب.





وتوضح الدكتورة مريم عاطف أن قدماء المصريين كانوا يسعون من خلال الطقوس السحرية إلى تحقيق البركة و الصحة و طول العمر للأحياء وتزويد الموتى بالطعام فى العالم السفلى وحماية الأحياء من الموت بلدغة حية أو عقرب ومساعدة المتوفى على الدخول و الخروج من البوابة الشرقية للسماء (أى امتلاك القدرة على الطواف فى أنحاء الكون) ومساعدة الموتى على معرفة سكان الغرب (العالم السفلى) من الأجداد

 و الأسلاف .




وقد ارتبط الطب فى مصر القديمة بالسحر ومن إمتزاج الاثنين نشأ علم يمكن أن يُطلق عليه علم "الطب السحرى" مثال من الرقي السحرية: "أخرج ايها البرد يا من تكسر العظام وتحطم الجمجمة وتزعج الدماغ وتسبب ألم الفتحات السبع (أي العينان وفتحتا الأنف والأذنان والفم) في رؤوس اتباع "حورس" التي تتجه نحو" تحوت" هأنذا قد أتيت بالعلاج ضدك بالجرعة حتي لبن المرأة التي حملت طفلًا ذكرًا والصمغ المُعطر عساها أن تطردك لعلها تطردك للخروج وتدفعك خارجًا أخرج من الأرض"

وكان يتم اللجوء الى الساحر حين الرغبة فى التخلص من عدو وتوضح النصوص أن الساحر كان يعذب هذا الشخص بما يسلطه عليه من أحلام مزعجة وأشباح مرعبة وأصوات بل أن الساحر كان يُسلط عليه من الأمراض فتنتهك قواه وتهد بدنه وكان الساحر قادرًا على أن يجعل النساء يتركن أزواجهن ويتعلقن بمن يريد الساحر من رجال وان كانوا موضع كرهن من قبل وكان الساحر يطلب فى مثل هذه الأحوال لكى ينجح عمله أن يؤتى له بقليل من دم الشخص المطلوب أو قلامة من أظافره أو خصلة من شعره أو قطعة قماش من ثياب قد لبسها فاذا حصل الساحر على ما طلب صنع تمثال أو استعمل فى صنعه الأشياء التى أخذها فاذا تم له ذلك ألبس التمثال ملابس كالتى يرتديها الشخص نفسه حتى يشبهه تمام المشابهة ثم يبدأ فى أن يجرى على التمثال طائفة من الأعمال السحرية فكان إذا دق مسمارًا فى التمثال أصيب الشخص بمرض وإذا قرب التمثال من النار أصابت الشخص حمى خبيثة واذا طعن التمثال بسكين قتل الشخص أو جرح ويظل الساحر يزاول أعماله حتى يقضى على الشخص الذى يريده.



وقد ورد فى النصوص أن هذا النوع من السحر قد أُستعمل ضد الملك رمسيس الثالث ولكنه اكتشف الأمر فقبض على هؤلاء السحرة وصادر ما وجده لديهم من تماثيل الشمع التى صنعت بشكله كما جاء فى ورقة هاريس البردية السحرية وورقة تورين البردية القضائية وكل ما يوجد من غرام بالتمائم والتعاويذ والأحجبة  كحجاب الحب والكره والحفظ  والوقاية وآلاف التمائم التى تعلق فى رقاب الأطفال حتى تطول أعمارهم ويضم المتحف المصرى ت آلاف التمائم التى إستعملها المصريون القدماء.


google-playkhamsatmostaqltradent