مدفأتي الباردة
بقلم م . ياسرمحمود - سوريا
مدفأتي الباردة
تؤنس أطفالي
بأننا في سلام
وتوقظ أحلامهم المتجمدة
بأن حياتنا جهاد
بين الحطام
لاتنهض يا ولدي من فراشك
خوفا عليك
من الزكام
الدواء في السفن الغارقة
على الأرصفة
بين شد وخصام
لعله يفك بعد ساعات
هيهات
هيهات إذا ماابتلعته
حيتان الظلام
لاتنهض يا ولدي
ألا ترى
كل شيء يباع ؟
حتى رغيف الخبز يُسرق منا
ليطعم من هم
على الحرير نيام
تدفئ برداء الصيف
لأن ثياب الشتاء
مبللة على الشرفات
والمطر زخام
وتخيل مدفأتي
جمرة ملتهبة
كتور يدي والأقدام
أيعقل أننا خلقنا
كبقية البشر
من لحم وعظام
وندعي بأننا في رغد
ولدينا أطفال
ضائعة بين الركام
لا تدعي بأنك ملاك
وغيرك على الحصير يتقلب
من كثر السقام
احترم أخاك الإنسان
واشعر به
في يوم زمهرير
ولا تغتر بغناك
فغدا تدور الأيام
سيبقى الحلال
ويذهب مع الريح
مال الحرام .