ذكرياتي الخاصة عن عودة طابا، ثلاث ثمار دوم طابا عمرها 34 عام
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
الحمد لله إننى شاهد عيان على عودة طابا وتابعت مراحلها عن كثب وعاصرت القضية أنا أعمل مفتشًا للآثار بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وأروى لكل المصريين قصص الحب والبطولة والمثابرة لتكون وتضحيات كل من ساهموا فى عودة طابا
كنت أمر بالسلك الشائك الذى يفصل بين طابا التى تم استلامها والبقعة المتنازع عليها بطابا والتى تبلغ مساحتها 1020متر مربع والتى تضم شجر الدوم وفندق سونستا فى ذلك الوقت والذى تحول اسمه إلى هيلتون طابا الآن وكنت وقتها مفتشًا للآثار بجزيرة فرعون بطابا وأمر بين يوم وآخر حين الذهاب لشراء مستلزمات تفتيش آثار طابا اليومية من المحلات بطابا التى تبعد عن جزيرة فرعون 5كم
وكنت كل مرة أزرف الدمع حين مشاهدتى لطابا المحتلة وشجر الدوم السيناوى الذى يؤكد سيادة مصر على طابا وهو يظلل على من يغتصبون الأرض ويستغلون ثرواتها ويستمتعون بجمالها وظل أشجارها.
وحلمت بأن أعيش يوم استرداد طابا لأجلس تحت ظل شجر الدوم وهى تحت السيادة المصرية حتى جاء يوم 19 مارس 1989 واحتفالية رفع العلم المصرى على طابا ودخلت إلى منطقة شجر الدوم لأستظل بظلها المصرى ولم تكتف هذه الشجرة الخالدة بأن تظللنى بل شاركتنى فرحتى بالنصر وأهدتنى ثلاث ثمرات تساقطت بجانبى أحتفظ بهما منذ 34 عامًا لأحكى من خلالهما لكل شعب مصر قصص البطولة ومعنى الانتماء والحب لهذا الوطن الذى تجسّد فى أروع صوره فيمن ضحوا بأرواحهم وبأجزاء من أجسادهم حتى تم النصر فى أكتوبر المجيد وبمن استكملوا المسيرة بعقولهم وعلمهم وفكرهم ومثابرتهم وتصميمهم على عودة الحق حتى عادت طابا للسيادة المصرية.
وأطالب بتسجيل أسماء أبطال هذه الملحمة فى ذاكرة مصر بحروف من نور وعلى رأسهم المؤرخ يونان لبيب رزق صاحب كتاب (طابا قضية العصر)
واللواء بحرى محسن حمدى
رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة
وكل أبطال الملحمة وتدريس هذه الملحمة لطلبة الثانوية العامة.
وتقع أشجار الدوم لمن يرغب فى زيارة طابا بالقرب من ساحة العلم بالمدينة على شاطئ خليج العقبة، وطالب الحاكم الإسرائيلي في ذلك الوقت أن يشتري عددًا من هذه الأشجار بمبالغ مالية كبيرة من الشيخ مسمح كبيش شيخ قبيلة الأحيوات بالمنطقة، ولكن الشيخ رفض قائلًا :
"إن أشجار الدوم ليس ملك لبدو سيناء فقط ولكنها ملك لجميع المصريين".
وللشيخ إبراهيم سالم جبلي شيخ مشايخ سيناء أقوال مشهورة (إن البدو يتوارثون الأشجار جيل وراء جيل، ومن بينها أشجار الدوم التي توجد في مدينة طابا، والتي توارثها أبناء قبيلة الأحيوات من الأجداد ومعروف أن كل قبيلة تمتلك أشجار نخيل أو دوم أو زيتون يجري توزيعها على الورثة، وكل وريث يعرف عدد الأشجار التي يمتلكها.
وأن الهدف من شراء الجانب الإسرائيلي لهذه الأشجار هو أن تكون الأشجار ملكه وتصبح دليل أمام محكمة العدل الدولية على أحقيتهم لامتلاك هذه المنطقة ويطالبوا بأحقيتهم في المنطقة كونها مملوكة لهم بعقود مثبته من أهالي المنطقة.
كما ذكر نعوم بك شقير فى كتاب تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيها (والدوم: وهو نادر فيها، وقد كان منه ثلاث أشجار على عين طابا، فحُرقت واحدة وكُسرت أخرى، ولم يبقَ إلَّا دومة واحدة ولعلها الدومة الوحيدة في الجزيرة كلها)ويقصد شبه جزيرة سيناء.
ويعد نخيل الدوم من النخيل المعمرة لآلاف السنين ويأخذ سنوات طويلة حتى يثمر تتعدى ثلاثة عقود ويتحمل درجة الحرارة العالية وقلة المياه لأن جذوره تمتد فى أعماق الأرض لأكثر من 1000 متر بحثًا عن المياه الجوفية.
ونخلة الدوم متفرعة تفرعًا ثنائى الشعبة ويصل ارتفاعها من 15 إلى 20م وينتهى كل فرع بحزمة من الأوراق مستديمة الخضرة بديعة المنظر والدوم غنى بفيتامين أ – ب وبه عناصر مضادة للأكسدة ويساعد فى علاج الربو وتضخم البروستاتا وإنبات الشعر وخفض نسبة الكوليسترول فى الدم وإبطاء نمو الخلايا السرطانية وينقع ثمار الدوم فى الماء لمدة لأكثر من 6 ساعات ويتم تقليبه من وقت لآخر ثم يسخن على النار ولا يغلى لتعقيمه وقشرته تؤكل وغير ضارة .