زيادة الجرائم ... كيف نعود لصفاء المجتمع ونقائه؟
كتب - سميرالدسوقي
شهدت مصر في الأيام الماضية عديدا من جرائم القتل البشعة، بل وزادت الجرائم في المجتمع بشكل ملفت للنظر في الفترة الأخيرة وبطرق وحشية تخالف صفاء وسماحة المجتمع المصري .
فما هي أسباب هذه الزيادة؟
وكيف يمكن العمل على تلك المشكلة؟
الجريمة في أي مجتمع ترتبط بظروف المجتمع نفسه، وارتفاع معدلاتها يرتبط بشكل كبير بالظروف الاقتصادية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد نتيجة عوامل عديدة، منها :
" الفقر والقهر والظلم الأسرى والمجتمعي
وهناك أيضا عدة عوامل أخرى مثل:
الإدمان، والتربية غير السوية تساهم في تنشئة أفراد غير أسوياء، ويعاني المجتمع من سلوكياتهم المضطربة التي تظهر بشكل كبير في سلوكياتهم والجرائم التي يركبونها" ؛ لذا فزيادة معدل الجرائم في المجتمع المصري ترتبط بظروفه وخصائصه وكذلك المتغيرات التي حدثت به ، ومن أهم تلك الأسباب، هو ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين، فالمجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط
أو التفريط فإما تشدد واهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين.
كما أن هناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في التربية ؛ فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الآباء في التربية وانشغالهم بالحياة المادية ومحاولة توفير متطلبات الحياة وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء، كما أن أخطاء التربية تقود إلى جيل منحرف ، بالإضافة إلى غياب دور المدرسة في التوجيه والإرشاد، وثقافة المجتمع التي تشجع على العنف والجريمة والموروثات الثقافية الخاطئة، فتلك الجرائم تحكمها عادات وتقاليد خاطئة وتدفع ثمنها المجني عليها وليس الجاني.
وكذلك "جرائم الثأر"، فمازالت هي ظاهرة تحصد الأرواح - وإن كانت بدأت في الانحسار- وذلك بسبب عادات وتقاليد موروثة ، بالإضافة إلى الإدمان فالمخدرات تزيد من معدل الرغبة لدى المتعاطي في القتل والسرقة وارتكاب الجرائم، وتدمر طريقة حكمه على الأمور، كما أن الإدمان يعد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة،،،، وكذلك البطالة والفقر والضغوط الاقتصادية التي تلعب دوراً أساسياً في زيادة معدلات الجريمة والجهل، فكلما ارتقى المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع قلت معدلات الجريمة، بينما انتشار الجهل وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.
وكذلك العنف في الدراما من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى العنف وارتكاب الجرائم، مع غياب العدل والتعرض للظلم والقهر والعنف، بالإضافة إلى الخلافات الأسرية المتعلقة أحياناً بالميراث ، وكذلك الطلاق الذي يؤدي إلى انهيار الأسرة وضياع الأبناء، ويترتب عليه العديد من المشاكل
كالتسرب من التعليم وأطفال الشوارع
وتشوهات نفسية للأبناء ومن ثم زيادة معدلات الجريمة ، فانهيار المجتمع يبدأ من انهيار الأسرة ، لذلك يجب أن تتضافر جميع الجهود للقضاء على الجريمة.
إذن كيف نعود إلى نقاء وصفاء مجتمعنا المصري ، وننشر السلام والأمن النفسي داخل ومع بقية أفراده؟
أقول - والله أعلم - : إنه لابد من تصحيح المفاهيم الدينية التي شوهها المتسلفة والإخوان ، ثم نشر روح السماحة والرحمة، وقبول الآخر في المجتمع، وكذلك العمل على نسف جميع العادات والتقاليد المتوارثة التي تخالف صحيح الدين وتخالف الإنسانية والرحمة والعدل
ويجب أن يكون للمدرسة دور في التوجيه والإرشاد وتقديم القدوة للطلبة، ومن الضروري تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباءً وأمهاتٍ قادرين على تنشئة جيل سوي وتوعيتهم بأسس التربية الصحيحة.
هذا بالإضافة إلى العمل على القضاء على البطالة والفقر وتحسين مستوى المعيشة والقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع وإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى، مع الارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي للمجتمع، مع تفعيل دور الرقابة على الإعلام والدراما وما يقدم من خلالهم تفعيل القوانين وتطبيقها على المجتمع دون استثناء، وتشريع قوانين تحمي المرأة والأطفال من العنف الأسري.