بئر يحيى بطور سيناء حكايات وأسرار
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
يقع بئر يحيى بقرية الوادى بطور سيناء وهو ذو أهمية سياحية كبرى رغم أنه غير مسجل كأثر ولا يخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.
نبى الله يحيى بن زكريا عليهما السلام ذكر فى القرآن الكريم فى سورة آل عمران آية 39 ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ وناجى نبى الله زكريا ربه أن يرزقه ولدًا بعد أن طعن في السن وكانت زوجته عاقرًا وكما ذُكر في القرآن الكريم وهبه الله يحيى بالرغم من عقم زوجته وكبرها في السن.
وهناك حكايات متداولة من أهل سيناء خاصة المحيطين بالبئر من أن نبي الله يحيى كان يمر بجيشه بقرية الوادي وتحديدًا في مكان البئر وشعروا بعطش شديد فقاموا بحفر البئر، ويشرب أهل المنطقة من البئر لعذوبة مياهه ومع الزمن تدهور حاله.
ورغم احترامنا للروايات المتداولة من أهل المنطقة فإنه لا يوجد دليل من القرآن الكريم أو التوراة على صحة هذه الأقوال
ولكن البئر ذات قيمة تراثية لارتباطه بأهل المنطقة ولوقوعه داخل مدينة رايثو " الطور القديمة" وهى أقدم مدينة نشأت بها الرهبنة بأطوارها الثلاثة على مستوى العالم والتى تضم وادى الأعوج ودير الوادى المجاور للبئر وهى منطقة مباركة حيث لجأ إليها المتوحدين الأوائل بسيناء هروبًا من الاضطهاد الرومانى ثم عشقوا هدوء وجمال المنطقة فاستمروا بها.
وكان لى شرف تقديم مشروع متكامل إلى المجلس الأعلى للآثار لتطوير المواقع الأثرية بطور سيناء، ويمكن أن يشمل التطوير بئر يحيى رغم أنه غير مسجل كأثر ولكن بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء يمكن إصلاح حال البئر وتوفير صنابير مياه للشرب منه لبركة المكان وقدسيته لجميع الأديان وتجميل المنطقة من حوله وإنشاء منتجع سياحى بها خاصة بأنه يقع بمنطقة تتميز بالحدائق الجميلة، وبذلك سيتحول هذا المكان إلى منتجع ينشده عاشقى السياحة الروحانية من سياحة الرهبنة فى العالم بعد ترميم وتطوير دير الوادى المجاور للبئر طبقًا للمشروع الذى تقدمت به والسياحة النباتية وسط هذه الحدائق الخلاّبة وسياحة مجتمع البادية بطور سيناء بمفرداتها المختلفة، ويمكن أن يساهم أهل المنطقة فى هذا التطوير الذى يصب فى صالح تجميل المنطقة وتنشيطها وتنميتها سياحيًا.