اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

هاني شنودة وقيمة مصر

 هاني شنودة وقيمة مصر




كتب - د . عبد الرحيم ريحان


عندما تكّرم دولة معينة، عربية أو غير عربية شخصية مصرية فإنها تكرم مصر فى صورة هذا الشخص، ولو لم تكن لمصر قيمتها وقامتها، لما أقبل أحد على تكريم أبنائها، وحين تختار بلد معينة تكريم شخصية مصرية فإن معايير الاختيار لهذا الشخص هى مدى تكريم الدولة وتقديرها لهذا الشخص، فهذا الشخص ذو مكانة فى بلده ولذلك تقدّره وتكرّمه كل الشعوب.



ولكن هناك مجموعات لا عمل لها سوى تسفيه أى قيمة وتقبيح أى جمال وإطفاء شموع أى ضياء، وهذا طبيعى، فهم خفافيش الظلام لا يعرفون قيمة النور ولذلك يبغضونه، هم طابور خامس ينسلوا فى الخفاء فى كل موقع دون أن تشعر بهم، ينشرون الطاقة السلبية بين كل المحيطين بهم، تعرف الواحد منهم عندما تتحدث معه وتشعر أن الأمور من سىء إلى أسوأ فالإنجازات لديه مسكنات، والسخرية من كل شىء هو شعاره، والغضب على وجه 24 ساعة فى اليوم، ولا يبتسم لك إلّا إذا كان فى حاجة إليك وابتسامة صفراء عابرة.



ونسوق أمثلة من هؤلاء فحين كرمت المملكة العربية السعودية الشقيقة ولشعبها وحكومتها وملكها وولى عهده كل الشكر والتقدير والامتنان، الموسيقار المصرى العالمى هانى شنودة، خرج هؤلاء ليعلنوا أن بلده لم تكرمه وكرّمته بلد أخرى، فكان رد الموسيقار الخلوق "أنا بقالى 60 سنة باتكرم داخل بلدى، وتكريمى من بلد شقيق مش معناه أبدًا إن بلدى هضمت حقى" وألجم برده القوى هؤلاء الإنهزاميين

وهناك مثل شعبى يقول "من نم لك نم عليك" فهؤلاء الانهزاميين الذين يشتكون لك من طوب الأرض وأنهم دائمًا مقهورين وضحية فلو قابلوا طوب الأرض لاشتكوك إليه"



وذات مرة كنت فى لجنة معاينة لقطع أثرية مضبوطة فى أحد الموانىء مع أحد الركاب لتقرير أثريتها أو غير ذلك وأقمنا بفندق 4 نجوم، الخدمة سيئة من كل النواحى الإقامة والمطعم والخدمات وقلنا يومين وهيعدوا، وأنا عن نفسى اشتريت أكلى من بره، وجلسنا مع مدير الفندق نتسامر مساءً فوجدناه يشتكى من شرطة السياحة ومن المحليات ومن الضرائب ومن طوب الأرض وأنه ضحية فى هذا المكان، فقلت له "بدل ما تضيع وقتك فى شكاوى وهمية شوف مشاكل فندقك أسوأ فندق فى المدينة لأنك لو استمريت على الحال ده سنة كمان هتقفله"



وهذا يؤكد أن هؤلاء الإنهزاميين فشلة فى حياتهم، فشلة فى أى عمل يسند إليهم، ويعوضون هذا الفشل بالعمل على إفساد أى نجاح بأى صورة.



تجدهم على وسائل التواصل الاجتماعى ينتقون لك كل ما ينغص عليك حياتك ويساهمون فى نشره، تجدهم فى المصالح الحكومية ينتشرون كالأفاعى لبث سمومهم، تجدهم فى المواصلات العامة وفى الأماكن العامة، تجدهم فى وسائل الإعلام ينشرون الأخبار الصفراء والشائعات.



وللأسف فهم كثيرون ويسعون لك بحجة خوفهم عليك، ومواجهتهم تتطلب قوة العزيمة والإيمان بما قسمه الله لنا، والرضا بالقضاء والقدر، والثقة بالنفس، وحسن اختيار الكلمات التى تلجمهم كما فعل الموسيقار العظيم هانى شنودة، وعدم رمى آذاننا لهم، فيقولون فى المثل الشعبى "الذن على الودان أمّر من السحر" واحذر من كثير الشكوى فهى أول علامة للانهزاميين.



وهناك اختبار معملى بسيط للتعرف على هؤلاء حتى نتجنبهم، فحين تستمع لشخص بحديث مباشر أو عبر الهاتف أو خلال وسائل التواصل الاجتماعى وتسود الأمور فى وجهك وتقول فى نفسك مفيش فايدة، فابتعد عن هذا الانهزامى فورًا وأقرأ الآية الكريمة "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ" سورة الزمر آية 53



لأن رحمة الله وسعت كل شىء وكل الناس، فكن دائمًا فى معية الله لتنال رحمته .

google-playkhamsatmostaqltradent