منيرة ثابت أول صحفية نقابية
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
منيرة ثابت هي أول سيدة مصرية تحصل على شهادة الحقوق الفرنسية - أول مناضلة سياسية في مصر - أول صحفية نقابية - أول رئيس تحرير لمجلة سياسية
ساهمت في إنشاء نقابة الصحفيين المصرية.
وعن منيرة ثابت يشير المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى بأنها ولدت بالإسكندرية وتلقت منيرة ثابت تعليمها في مدرسة إيطالية بالقاهرة فتعلمت اللغة الإيطالية والإنجليزية وانتقلت بعد ذلك إلى مدرسة مصرية ابتدائية حكومية حيث حصلت على الثانوية العامة عام ١٩٢٤ لتلتحق بعدها بمدرسة الحقوق الفرنسية في مصر والتي كانت تمنح شهادة الـلـيسانس من باريس فكانت أول مصرية تحصل على هذه الشهادة.
وأثناء دراستها بمدرسة الحقوق وكانت تبلغ من العمر 17 عام ظهرت عليها بوادر الكتابة السياسية فكانت تنشر لها مقالات في جريدة الصباح تندد بالاستعمار وتنتقد دستور ٢٣ الذي أغفل حق المرأة في الانتخاب، ولفتت مقالتها نظر الحكومة وآثارت استيائها فتقدم وزير المعارف بطلب لناظر مدرسة الحقوق لإيقافها عن الكتابة إلّا أن الناظر اعترض على هذا الطلب ودعم موقف طالبته معللًا ذلك بأن مدرسته تسير على نهج مدرسة الحقوق بفرنسا والتي تكفل حق الكتابة لطلابها فتم الاعتراف بها من قبل الحكومة ككاتبة صحفية سياسية وهي في السابعة عشر من عمرها، وخلال دراستها للقانون في فرنسا، مثلت مصر في مؤتمر بكولونيا بألمانيا عام ١٩٢٨ لكونها أفضل صحفية في مصر حينئذ.
" تهمة لا أنفيها و شرف لا أدعيه"
ينوه المهندس ماجد الراهب إلى جملة جاءت على لسان منيرة ثابت " تهمة لا أنفيها و شرف لا أدعيه" أثناء التحقيق معها بتهمة سب وقذف صحفي ومهاجمة التدخل الأجنبي في مصر، الّا أن المحكمة عفتها لكونها دون السن القانونية من المساءلة القانونية باعتبارها حدث
وفي عام ١٩٢٦ قيدت بالنقابة الأهلية الأولى وحصلت على لقب عميدة الصحفيات المصريات وكانت بذلك أول صحفية نقابية بمصر، عملت لفترة محامية بالمحاكم المختلطة فقط حيث لم يسمح لها بالعمل فيما دون ذلك لكونها سيدة فتركت المحاماة واتجهت إلى الصحافة وفي العام نفسه أصدرت جريدة سياسية تدعى "الأمل" و أصدرت منها نسخة فرنسية تناولت الجريدة حقوق المرأة في مختلف المجالات منها حق المدّرسة في الاستمرار بعملها حتى بعد الزواج والإنجاب ونجحت في نيل هذا المطلب، كما نادت بالمساواة بين المرأة والرجل في الزواج
و الطلاق فيجب أن تكون المرأة ولية نفسها توقع على عقد الزواج على أن يكون لها الحق في طلب الخلع وألّا تكون حياتها الزوجية مرهونة بكلمة تخرج من فم الرجل وقتما يشاء.
نافست منيرة كبار صحفيي عصرها مثل فكري أباظة والدكتور عبد القادر حمزة الذي تزوجته لتتفرغ بعدها للمنزل ويتوقف إصدار جريدة الأمل، لكنها سرعان ما انفصلت عنه لتعاود عملها كصحفية في جريدة "الأهرام" بدعوة من رئيس تحريرها وقتئذٍ أنطون الجميل، ثم أصدرت جريدة الأمل من جديد كمجلة سياسية شهرية
ثم أوقفت رسميًّا بعد صدور قانون ١٩٦٠ الذي نقل ملكية الصحف إلى الاتحاد الاشتراكي؛ لتتوقف منيرة عن العمل.
وإلى جانب دورها الاجتماعي و السياسي كان لها دور وطني بارز عندما تطوعت للذود عن بلادها أثناء العدوان الثلاثي على مصر وتعرضت منيرة ثابت لأزمة صحية حيث فقدت بصرها وسافرت للعلاج على نفقة الدولة وبالفعل عاد إليها بصرها عام ١٩٦٤ و وافتها المنية في سبتمبر عام ١٩٦٧ فاسدل بذلك الستار على حياة حافلة بالحروب و الإنجازات الباقية حتى يومنا هذا.