التكنولوجيا الحديثة وأسرار الهرم الأكبر
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
أستخدمت التكنولوجيا الحديثة فى كشف أسرار الهرم الأكبر، ففى 22 مارس عام 1993 أعلنت وسائل الإعلام العالمية أن مهندسًا ألمانيًا مغمور يدعى رودولف غانتنبرنك المختص فى الروبوتات حقق أهم حدث أثرى فى ذلك العقد وهو اكتشاف باب داخلى سرى فى الهرم الأكبر، وكان مكلفًا من قبل معهد الآثار الألمانى بالقاهرة لحل مشكلة الرطوبة المتزايدة داخل الهرم وقد استطاع حلها بمطابقة معدلها الداخلى مع معدل رطوبة الجو الخارجى بوضع مروحتين فى كوتى حجرة الملك.
لكن فضوله العلمى دفعه إلى تصميم روبوت صغير أطلق عليه "يوبو أوت – 2" أى فاتح الطرق فى اللغة المصرية القديمة للكشف عن الممر الصغير الكائن داخل الكوة الجنوبية لحجرة الملكة والذى كان يعتقد أنه قصير المدى لا يمتد إلّا لبضعة أمتار، وكان علماء الآثار يعتقدون أن الكوة تمتد إلى بضعة أمتار فقط ولكن المفاجأة أن الروبوت استمر فى تقدمه وهو يبث الصور بواسطة الفيديو إلى مركز المراقبة إلى أن اصطدم بعتبة ثم تخطاها واستمر فى تقدمه إلى مسافة 65م ثم وقف أمام لوحة صغيرة مربعة طول الضلع 20سم ثبت عليها مقبضان من النحاس، وفى أسفل الجهة اليمنى من اللوحة ولعلها باب كسر صغير سمح لضوء الروبوت الكاشف أن يمر فيه مما أوحى بوجود فراغ وراءه وبالتالى غرفة.
تسرع رودولف غانتنبرنك فى الإعلان عن كشفه دون تنسيق مع سلطات الآثار المختصة كما هو متبع أدى إلى وقفه عن العمل وتم تكليف العالم المصرى الشهير فاروق الباز الذى كان يعمل بمعهد بوسطن للاستشعار عن بعد بالاستكمال وتصميم عدسة كاشفة على رأس ألياف بصرية لتمريرها وراء هذا الباب السرى الصغير للكشف عن ما يمكن أن يكون وراءه.
وقد أكد العلماء أن هذا الباب ظل موصدًا منذ بناء الهرم ورغم السرقات العديدة التى تعرّض لها الهرم إلّا أن الكوة التى تؤدى إلى هذا الباب ظلت مغلقة من الجهتين إلى حين اكتشافها عام 1872، وأدى اكتشاف رودولف غانتنبرنك إلى تصحيح الاعتبار بالنسبة لحجرة الملكة التى ظل علماء الآثار يعتبرونها حجرة ثانوية ومشروعًا غير مكتمل صرف النظر عنه حين بناؤه لاستبعاد أن يصمم أحد كوة معقدة هندسيًا بهذا الشكل وتخترق الهرم إلى مسافة قريبة من حائطه الخارجى بدون مبرر.
استنادًا إلى الطريقة المحكمة التى أخفى فيها الباب فمن الجائز أن ثمة شيئًا هامًا وأساسيًا يقف وراءه، حيث ذكر عالم المصريات آيفن إدواردز أنه من المحتمل وجود حجرة صغيرة بها تمثال خوفو واقفًا والبعض اعتقد ربما توجد مومياء خوفو نفسها التى لم يعثر عليها ولا يعتقد علماء الآثار أنها سرقت بعد دفنها مباشرة، وتوقع البعض أن المكان ربما يخفى كتاب المعرفة الذى قيل أن خوفو كتبه ويحمل أسرار الحضارة ومخططات الهرم ومن ألقاب خوفو "حورى نب رخو" أى رب المعرفة
وقد أهدى غانتنبرنك روبوت .
"يوبو أوت – 2" صاحب هذا الكشف إلى المتحف البريطانى، واعتقد الكثير من علماء الآثار فى هذا الوقت أنه من الجائز جدًا أن يكون داخل الهرم أكثر من نظام واحد للمرات وهذا ما تم اكتشافه أمس وكذلك غرفًا لا تقل حجمًا عن حجرة الملك، ويشيرون إلى رواية هيرودت "إن الكهنة المصريين أبلغوه بوجود غرف سفلية فى هضبة الجيزة التى تقوم عليها الأهرامات أقامها خوفو كمدافن وسط جزيرة تستمد ماؤها من النيل، ويعتقد عالم الآثار الفرنسى "أندريه بوشان" أن حجرة كهذه إن وجدت ينبغى أن تكون على عمق 90 قدم تحت البئر الحالية الموجودة بالهرم، وقد توصل إلى الاستنتاج نفسه العالم الدنماركى "هوبرت بولسن"
وفى عام 1992 قام المهندس الفرنسى جان كاريسيل وكان يشغل منصب رئيس الجمعية الفرنسية – المصرية بعملية استكشاف للبئر داخل الهرم ولم يستكمل لحدوث زلزال أكتوبر 1992، وقد استخدم وسائل استكشاف اختراقية كالرادار والذبذبات المغنطيسية الغير ضارة بالأثر، ورغم أن كارسيل يجزم بوجود شكل ما تحت قعر الممر إضافة إلى اختلال فى التكوين الكتلوى مما يوحى بوجود كرة قياس 1.4 ×1.4 م بجوار الحائط الغربى للمر الأفقى الموصل إلى البئر لكن النتائج غير حاسمة حتى الآن.
وفى ضوء ذلك، هل تكشف لنا الشهور أو السنين القادمة عن ممرات وحجرات أخرى بالهرم الأكبر وفقًا للإرهاصات العلمية لعلماء الآثار .