كيف يمكن تحقيق الإكتفاء الذاتي للأسر الفقيرة وتحويلها لأسر منتجة
كيف يمكن تحقيق الإكتفاء الذاتي
للأسر الفقيرة وتحويلها لأسر منتجة
بقلم : أشرف أيوب سيدهم
بداية أشكر صحيفة دايلى برس مصر
على إتاحة الفرصة لطرح هذا الموضوع على صفحاتها للنقاش مع أصحاب الرأي والخبرة ، من أجل أن نخرج بحزمة من الإقتراحات والأفكار التي تساهم في تحقيق الهدف الذي نسعى إليه ، وتسعى إليه حكومتنا الرشيدة للقضاء على الفقر والإرتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين.
إنني ومن خلال علاقاتي بالعديد من الجمعيات الخيرية لاحظت أن الحلول التي تتبناها تلك الجمعيات لا تعدو كونها حلول وقتية توفر للمحتاج الحد الأدنى من المعيشة مع بقائه طول العمر أسيراً للفقر ، بل ربما يورث هذا الفقر لأبنائه فتنشأُ بدل الأسرة أسر فقيرة كثيرة.
إننا لا نريد أن يبقى الفقير فقيراً طول العمر بل يجب أن ينصب تفكيرنا على تحويل هذا الفقير إلى شخص منتج يكتفي ذاتياً ويكفي أسرته ويكون عضواً فعالاً في المجتمع ، ولا نريد من خلال المساعدات المساهمة في تنمية الفقر بل نسعى لتحويل الأسر المتلقية للدعم إلى أسر منتجة وتحويل الأسر المستحقة للزكاة إلى أسر دافعة للزكاة.
كما لا يخفى على الجميع؛ هناك الآن دعم للأسر الفقيرة لكي تصبح أسر منتجة من خلال القروض التي تقدمها بعض الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية ، وتسهيل الإجراءات من أجل تشجيع تلك الأسر المنتجة على العمل .
كيف نحقق الإكتفاء الذاتي هناك مجموعة من الأسس والقواعد التى يجب اعتمادها من طرف الدولة الراغبة في تحقيق الإكتفاء الذاتي الوطني من هذه الأسس بناء اقتصاد مستقل غير مدين ولا يعتمد على سياسات المنح والمساعدات الخارجية، إن قدرة الاقتصاد على النمو والتطور بعيدا عن الديون الخارجية هو مؤشر قوي على قوة الاقتصاد واستقلاليته ، ومن بين الأسس التي تساعد على تحقيق الإكتفاء الذاتي أيضا ما يعرف بسياسة “التنويع” وهي قدرة الدولة على توزيع مصادر الدخل من القطاعات الأكثر انتاجا نحو القطاعات الأقل انتاجا من أجل دعم هذه الأخيرة ومساعدتها على التحسين في أدائها للمساهمة في تحقيق أهداف النمو الاقتصادي. إن الاختلال الذي يسببه عدم اتباع استراتيجية “التنويع” يسبب خللا في اقتصاد الدولة ينتهي بما يعرف ب “Dutch Disease ” وهو أحد الاختلالات التي تصيب الاقتصاد وتنهكه. كما تشمل الأسس التي يقوم عليها بناء الإكتفاء الذاتي القدرة على الاستفادة من الموارد الطبيعية للدولة وذلك من خلال سياسات تشغيل فعالة وقوية إضافة إلى تدفق الاستثمارات في المشاريع التي تعتمد تشغيل الموارد الطبيعية خاصة الأراضي الزراعية.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن بناء العنصر البشري وتكوينه وتزويده بالتقنيات الحديثة يعتبر عنصرا مهما في سياسة الإكتفاء الذاتي فالدور التكاملي بين المصادر البشرية والمصادر الطبيعية هو ما يشكل القوة القادرة على تحقيق أهداف السياسات التنموية وفي طليعتها سياسة الإكتفاء الذاتي. وهكذا فإن العقلانية في تسيير الموارد الطبيعية والبشرية يخلق اقتصادا قويا ومتماسكا وقادرا على الانتاج وتحقيق الاستقلاية للدول.
المقال تم نشرة بعدد الجريدة لشهر مارس ٢٠٢٣
ولكن هناك العديد من النقاط التي نريد مناقشتها حول هذا الموضوع :
١- هل تعتقد أن استمرار الجمعيات الخيرية في تقديم المعونات الشهرية للأسر المحتاجة يسهم في تنمية واستمرار الفقر ؟
٢- هل البرامج والمشاريع المتاحة حالياً للأسر المنتجة فعالة ويمكن أن تدر دخلاً للأسرة يحقق لها الإكتفاء الذاتي ؟
٣- ما نسبة إقبال الأسر الفقيرة على الانخراط في هذه البرامج والمشاريع وما سبب إحجام الأسر التي لم تشارك ؟
٤- هل تعتقد أن التركيز على التعليم والإهتمام بالمستوى التعليمي لأبناء وبنات الأسر المحتاجة لكي يحصلوا على الوظائف في المستقبل هو الحل الأمثل للإرتقاء بالمستوى المعيشي للأسرة ككل؟
٥- ماذا عن أفراد الأسر الذين فاتهم قطار التعليم ؟ .. كيف يمكن مساعدتهم على اكتساب مهنة أو فرصة عمل تجاري ؟
٦- هل لديك أي إقتراح جديد أو فكرة مبتكرة يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلة ؟ نرجوا أن تتكرم علينا بطرحها مشكوراً.
مع خالص الشكر والامتنان لكل من سيشارك بفكرة أو رأي أو ملاحظة حول هذا الموضوع ، سائلين الله أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير ، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.