recent
أخبار ساخنة

نهب المسلات المصرية

 نهب المسلات المصرية





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


سميت المسلة بهذا الاسم لأنها تشبه إبرة الخياطة الطويلة السميكة وأطلق المصريون القدماء عليها اسم "تخن" أي الأصبع ذو الشعاع المضيء، والمسلة هي برج أو عمود حجري نحيف ذو أربعة جوانب وينتهي رأسه بشكل هرم صغير وكان يقيمها الملوك بمناسبة الاحتفال بمرور عدد معين من السنين علي حكمهم

وكانت تنحت من جحر الجرانيت الأسواني ولا تخلو أي مسلة مصرية قديمة من النقوش والكتابات الهيروغليفية والرسومات الدينية وكان يُكسى رأس المسلة الهرمي بصفائح من الذهب أو الفضة أو النحاس لتبدو متوهجة كقرص الشمس.



وتشير الباحثة الآثارية فاتن عرفات إلى أن مصر كان بها 100مسلة لم يتبق منها سوى 7مسلات فى أماكنها والباقي تم الإستيلاء عليه، ولا يُعرف ع وجه الدقة لماذا انتسبت اسم المسلات الي الملكة كليوباترا ولكن يعتقد أن التسميه جاءت فى العصر الروماني نتيجة لنشاط الملكة كليوباترا السياسي.



ومن الدول التي كان لها نصيب الأسد مسلاتنا هى إيطاليا وبها 13 مسلة مصرية قديمة، وكان الإمبراطور أغسطس أول من نقل مسلة مصرية إلى أوروبا وهى مسلة فيلامينيو الموجودة في ساحة بوبولوف بإيطاليا والتي نقلت من هليوبليس إلي روما، وقام الإمبراطور دوماتيان بنقل احدي مسلات رمسيس الثاني عام 88م والتي كانت موجودة في صان الحجر الي معبد ايزيس الذي أقيم على شاطئ نهر التيبز فى روما.





وفي عام 130م نقل الإمبراطور هادريان مسلة من هليوبوليس إلى روما، كما قام الإمبراطور كاليجولا بنقل أحدي مسلات رمسيس الثالث من عين شمس الي ميدان القديس بطرس فى روما، وقام قسطنطين الأكبر بنقل أكبر مسلة مصرية وجدها فى معبد آمون بالكرنك إلى روما وتم إقامتها في ميدان مكسيموس، ومسلة لاتيرانيس أطول وأفخم مسلة مصرية بإيطاليا بكاملها نصبت فى ساحة سان جوفانى فى لاتييرانو فى روما حيث يبلغ ارتفاعها 18.32م، ووزنها 230 طن.



ويؤكد المؤرخون أن مسلة روما آخر المسلات التي أقامها الملك سيتي الأول عام 1290ق.م. ومات قبل أن ينقشها وأكمل نقشها الملك رمسيس الثاني ونُقلت الي روما فى أواخر العصر الروماني وتوجد في ساحه بوبولو وهي ثاني مسلة بروما تحمل اسم ملكين بعد مسلة اللاتيران ومسلة ماتشوتيو التي بناها رمسيس الثاني موجودة في ساحه روتوندا في إيطاليا ونقلها البابا كليمنت التاسع خلف معبد بانثيون بروما، وأيضًا نقل الإمبراطور دقلديانوس مسلة مينوفيو من مدينة زاو المصرية الموجودة على الضفة الغربية لنهر النيل إلى روما فى ساحة سانتا ماريا ومسلة دوجالي التي بناها رمسيس الثاني الموجودة في حمامات ديكولتيان بإيطاليا، وتوجد 4 مسلات مصرية بفرنسا واثنين فى إسطنبول وواحدة ف نيويورك وواحدة فى لندن.



وتنوه الباحثة الآثارية فاتن عرفات إلى إهداءات أسرة محمد على لبعض المسلات المصرية، وكانت البداية فى عهد محمد علي باشا الذي قدم مسلة كيلوباترا هدية إلى بريطانيا تكريمًا لانتصارها على جيش نابليون بونابرت ووصلت المسلة إلى لندن في 21 يناير 1878م ووضع بجوارها أسدان مصريان على هيئة أبو الهول، كما أهدى محمد علي باشا إلى فرنسا مسلة رمسيس الثاني الموجودة في ميدان الكونكورد فى باريس ويقدر وزن المسله 250 طن، كما قدم الخديوي إسماعيل مسلة كيلوباترا هدية فى حفل افتتاح قناه السويس الموجودة أمام حديقة "سنترال بارك " بنيويورك ويبلغ وزنها 244 طن من الجرانيت.

google-playkhamsatmostaqltradentX