الملاذ الآمن بعيداً عن الدولار تماماً
بقلم أ.مؤمنات اللحام
سنة ١٩٤٤ الامريكان أعلنوا للعالم في إتفاقية إسمها (بورتون) أنها تملك غطاء من الذهب في خزائنها لكل دولار يتم طباعته . وأعلنت أمام العالم أن من يملك 35 دولار يستطيع استبدالها بأوقيه من الذهب من البنك المركزي الأمريكي وامريكا تضمن له ذلك.
وبعدها كل دول العالم وقعت في الفخ وبدأت في استخدام الدولار كوسيط أسهل من الذهب في التبادل التجاري . وكل الدول ملأت خزائنها بالدولار كمصدر آمن للحفاظ على قيمه المال. حيث يمكن تحويلها لذهب في أي وقت.
وبعدها سنه ١٩٧١ الرئيس الأمريكي نيكسون أعلن عن تعويم الدولار وطرحه للمضاربه في الأسواق كأي سلعه و أن أمريكا لن تسبتدل الدولارات بالذهب.. و برّر نيكسون قراره بأن الدولار يكتسب قيمته من قوة الاقتصاد الأمريكي.
ولم تستطع أي دوله الإعتراض لأن هذه الدول ملأت خزائنا بمليارات الدولارات ومجرد سقوط الدولار. مليارات الدولارات التي في خزائنها ستبقى مجرد ورق مطبوع بلا قيمة والكل سكت على ذلك.
تخيل إلى الآن أمريكا تقوم بطباعة الأوراق بدون غطاء من الذهب وتشتري فيها ثروات الشعوب.
وبعد إعلان نيكسون،
السياسه الامريكيه كانت شديده الحرص على الحفاظ على أن يكون التبادل التجاري بين الدول بالدولار و هذا السبب الرئيسي لقوته و اعتماده كعمله رسمية عالمية . و لكي يبقى الدولار عملة عالمية استخدمت امريكا كافه الطرق سواء بالترغيب. كما هنري كسينجر طلب من السعوديه ودول النفط في الشرق الأوسط عدم قبول بيع النفط بغير بالدولار مقابل الحمايه بقواعد عسكريه.
أو بالترهيب مثل إحتلال أمريكا للعراق الذي كان سببه الأول والأخير أن صدام أعلن بيع النفط العراقي بالدينار وليس بالدولار . و حجة إمتلاك العراق أسلحة نووية كان كذب و مبرر لفعلتهم ليس أكثر.
فكانت الإطاحة بصدام وجعله عبرة لغيره ضرورة وجودية لأمريكا.
و استمرت السياسه الامريكيه في معاقبة كل من تجرأ على طرح فكره التبادل التجاري بغير الدولار الى اليوم..
الآن الوضع بدأ يتغير بسبب الحرب الاوكرانيه . وامريكا تحارب بكل قوتها لإيقاف التعاون مع الروس وقبول التبادل التجاري معهم بالروبل . الذي حصل مع عمر خان رئيس الحكومه الباكستانيه ومحاوله عزله كان لنفس السبب. وهو أنه كان أول من يوافق على التبادل التجاري مع روسيا بالروبل بدلا من الدولار. فكان من اللازم أن يعاقبوه بالعزل من منصبه و إفشال الأمر بكل الطرق.
السفير الأمريكي اعترض وبسبب الضغوط الامريكيه اجتمع البرلمان لحجب الثقة عن حكومة عمر خان ولكن الأمر فشل بحلّ الرئيس الباكستاني للبرلمان وبقاء حكومه عمر خان وبدأت باكستان التبادل التجاري مع روسيا بالروبل
و هكذا ستبدأ باكستان تتخلص من سطوه الدولار.
وفي كثير من الدول الافريقيه المطحونة فقر و غير آبهة و مهتمة للعقوبات لأنهم أساساً يعانون و يعيشون الآلام . بدأو بدارسة التبادل التجاري بالعملة المحلية ومنتظرين النتيجة ياترى هل سينجح الأمر في باكستان وكيف سيواجه الباكستانيين العقوبات الامريكيه؟. السفير النيجيري في موسكو يقول في تصريحات إن بلاده تدرس التبادل مع روسيا بالعمله الوطنيه
وبعد الذي حصل بإعلان المجر قبول التبادل التجاري مع روسيا بالروبل أو عملتها الوطنيه
بدأ العِقد بالتساقط حبة تلو الأخرى من يد الامريكان.
لما روسيا أعلنت وقف التعامل بالدولار و أن أي تبادل تجاري بينها وبين أي بلد سيكون بالروبل أو بعمله البلد الآخر خسر الدولار جزء كبير جداً من العالم وهو روسيا. والبقيه تأتي.
أعتقد خلال الأيام القليله القادمه ألمانيا وبعض دول وسط اوربا ستوافق مُرغمه على استيراد الغاز الروسي بالروبل. لأنهم يعتمدون عليه بشكل كبير. وإذا أعلنت الصين التبادل باليوان ستكون ضربه قاضيه للدولار لأن الصين أكبر الدول المصدره وللي بتعتمد على منتجاتها كثير من الدول . و أول دوله هددتها أمريكا من تعاونها مع روسيا كانت الصين.
سقوط الدولار من مصلحه كل الدول على المدى البعيد خاصه التي تعتمد على الاستيراد
ومن مصلحتها التخلص من الدولارات التي عندها تدريجياً وبعدها تبدأ بالتعامل بعملتها المحليه أو عمله البلد المصدر ومن مصلحه الشعوب سقوط الدولار. تخيل ان الدولار يبقى ب٥ ليرات
يعني أشياء كتيير ستنخفض
انخفاض في أسعار كافة السلع المستوردة مثل السيارات، قطع الغيار، الملابس، القمح، الخ ..كل ماهو مستورد سواء كان سلع جاهزه أو مواد خام.
الآن بعض الدول بدأت بالتعامل بعملتها في التبادل التجاري مع روسيا
و انخفاض سعر الدولار أصبح مسأله وقت وخاصه وجود دول معاديه لأمريكا مثل كوريا الشماليه وايران والصين العدو الاقتصادي الأول لأمريكا ستسعي وتبذل كل جهدها لسقوط الدولار.
لذلك يبقى الذهب الملاذ الآمن و يليه الأصول الثابتة و بالتحديد العقارات .