قميص يوسف
بقلم : المهندس ياسر محمود - سوريا
جميع الورود تفرح بألوانها الزاهية
وتعشق ألحان الصباح
في كل ركن وزاوية
وتعشق حدائق المدن المترفة بالبخور
وأصوات السيارات الفارهة
وتلون الغيوم بدخان الزعتر والمنثور
مغرمة بالأبراج الشاهقة
وألوان إشارات المرور
إلا وردتي تسكن في بيتها المهجور
وتنظر إلى أضواء الشوارع
من ثقب بابها المسحور
وتطل من زجاج شرفتها المكسور
لترى المطر الأسود
كبف بجرف
أوراق الخريف المتراكمة
منذ شهور
تشتهي ألا يأتي المساء
ففي ظلمة الليل لا تجد عود ثقاب
لتضيء شمعتها
او تشعل لها (بابور)
تدفن في فراشها أحلام الشباب
وتستبقظ على صوت بائع الحليب
ولبن العصفور
طواحين الهواء تبحث عن الريح
وحجارتها أصبحت تماثيلا
في المتاحف
أو أسوارا للقصور
أحلامها معلقة على جدار بئر
في الصحراء
ولا تعرف بأنه
أنقذ يوسف من الجب
عسى قميصه يرجع لنا البصر
وتفتح أبواب النور
وتعود مواسم القمح
والعنبر والدحنون
لأن بساتين الشوك لم يعد يجنى منها
سوى حطب
التنور .