التقنيات العلمية في الكشف عن الأثار
كتب د. عبد الرحيم ريحان
التنقيب عن الآثار لا يحتكم للشكل العشوائى الذى يتم به الحفر خلسة والذى أدى إلى كوارث من تهريب الكثير من الآثار التى تباع فى المزادات العلنية بالخارج علاوة على الجرائم المرتبطة به من قتل بدعوى رصد دم للمقبرة من الدجالين أو كوارث سقوط الجدران والأسقف على القائمين بالحفر، وهذه الجرائم تؤدى أيضًا إلى تخريب الآثار وتدميرها وفقدانها للأبد سواءً كانت قطع أثرية أو مبانى أثرية
ولهذا نقدم تعريفًا للطرق العلمية المتبعة فى عمليات التنقيب والذى يملك أحقيتها المجلس الأعلى للآثار ومن يصرح له من بعثات أجنبية لجامعات ومؤسسات علمية معروفة على أن تكون الآثار المكتشفة كلها من حق الجانب المصرى ويحق للجانب الأجنبى النشر العلمى
وقد أصبح علم الأثار يعتمد علي العلوم الأخري والتخصصات التطبيقية في عمله الأكاديمي سواءً علميًا أو نظريًا ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتورة هدير عبيد مدرس علم المصريات
وتشير الدكتورة هدير عبيد إلى التقنيات المستخدمة في الكشف عن الأثار وهى:
تقنية الرادار مخترق للأرض G P R
يعملG P R عن طريق إرسال نبضة راديو عالية التردد إلى باطن الأرض، وعن طريق تحريك الهوائي عبر سطح الأرض في مقطع خطي أخذ العديد من المقاطع العرضية المتقاربة وتكديسها في مكعب في البرنامج الخاص بالرادار، يمكن إنشاء صور “شرائح زمنية” أفقية لنمط الانعكاسات على أعماق مختلفة، حيث سينعكس بعض النبض على أسطح طبقات مختلفة من المواد في الأرض مثل أسطح الجدران أو الأرضيات، مما بيسهل اكتشاف المدن الأثرية المدفونة تحت الارض
تقنية مسح الحساسية المغناطيسية
إن هذا النوع من المسح يخلق استجابة فعالة ويوفر قيمة مطلقة للتربة التي تم أخذ عينات منها، ويمكن أن يوفر بيانات إضافية مفيدة في تفسير مناطق واسعة من استخدام الأراضي
نظام GPS التفاضلي عالي الدقة
إن نظام GPS التفاضلي عالي الدقة قادر على توفير إحداثيات دقيقة تصل إلى حوالي 10 مم، ونتيجة لذلك، أصبح بإمكاننا الآن بناء مصفوفات مقطوعة يمكنها مسح المناظر الطبيعية الكبيرة بسرعة ودقة
تقنية ليدر
من أهم الأدوات الرئيسية التي تمكن علماء الآثار من اختصار الوقت اختصارًا لـ «الاستكشاف وتحديد المدى بالليزر». طُورت تقنية ليدر عام 1970، واستُخدمت في بعثة أبولو 15 لرسم خريطة لسطح القمر، وهي نوع من تقنية المسح بالليزر المحمولة جوًا، التي تُركب عادةً على طائرة دون طيار أو مروحية استخدم عالم الآثار داميان إيفانز «ليدر» لرسم خرائط لمدن العصور الوسطى المدفونة في غابات كمبوديا، إحدى هذه المدن على الأقل بحجم العاصمة بنوم بنه. سمحت هذه التقنية بسبر الغطاء النباتي الكثيف والحصول على صورة أوضح للمدن القديمة وثقافاتها
البصمات الجنائية تحدد مستخدمي الأدوات
العثور على الأدوات والحفائر ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه علماء الآثار، بل عليهم أيضًا معرفة استخدامات هذه الأدوات وإلى أي عصر تنتمي؟ ومن كان يستخدمها؟ أجاب باحثو معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية عن هذه التساؤلات إذ قالوا: «تسمح التكنولوجيا الحديثة بتحليل آثار مجتمعات تعود إلى 5 آلاف عام، وهي فترة زمنية يصعب فيها توفر أدلة الحمض النووي.
في حالة أدوات وتحف شاتلبيروني القديمة، استخدم العلماء تقنية «بصمة كتلة الببتيد»، إضافةً إلى التأريخ بالكربون المشع، لتحديد بقايا أشباه البشر. بذلك تمكن الباحثون من التحقق من أن الأدوات بالفعل قد طورها إنسان نياندرتال
التقنيات الفضائية
مع التطور العلمي الذي يشهده عصرنا الحالي وأصبح من الممكن البحث والتنقيب في الأماكن الأثرية دون الحاجة إلى السفر إلى هناك. أصبح من الممكن مثلًا دراسة الحضارة المصرية القديمة دون الحاجة إلى السفر إليها، للكشف عن المعالم القديمة الخفية ومواقع الدفن بالتقنيات الفضائية
الذكاء الاصطناعي
تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي علماء الآثار على فك رموز وكتابات لغات الشعوب القديمة التي كان من الصعب فك طلاسمها لم يعد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي AI مقصورًا في التعامل مع الكثير من مشاكل ومجالات العالم الحديث فحسب، بل ستلعب خوارزميات الذكاء الاصطناعي AI أيضا دورًا بارزًا في فك طلاسم وغموض حياة الحضارات والشعوب القديمة التي استوطنت الأرض منذ آلاف السنين ؛ فبحسب موقع digitaltrends.com ابتكر فريق بحثي مكون من علماء متخصصين في مجال علوم الكمبيوتر وتقنية الذكاء الاصطناعي يتبع لجامعة شيكاغو الأمريكية خوارزميات فائقة التطور تدعم تقنية الذكاء الاصطناعي لمساعدة علماء الآثار على فك طلاسم أحافير وألواح طينية أثرية يعود تاريخها إلى 2500 عام تخص الإمبراطورية الأخمينية في بلاد فارس
الربوتات
أستخدم الروبوت فى مشروع الكشف عن قبر الملكة نفرتيتى خلف جدران مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون فى غرب الأقصر، و"مشروع استكشاف الأهرامات وأسرارها" وقد جاء عدد 2 روبوت هدية من ألمانيا لوزارة الآثار فى عهد الدكتور ممدوح الدماطى وتم إقامة ورشة عمل لعدد من الآثاريين العاملين بالمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة بهدف تدريبهم على استخدام هذه الأجهزة وكيفية تطويعها بما يخدم العمل الأثري، كما تم تدريبهم على استخدام الجهازين عمليًا بمقبرة "تي بسقارة" والطريق الصاعد لهرم الملك "أوناس"
وتؤكد الدكتورة هدير عبيد أن لتكنولوجيا لعبت دورًا هامًا في الكشف عن أثار العالم القديم وكان للتقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي دورًا هامًا في سهولة التنقيب عن الآثار واختصار الجهد والوقت والمال، ولا تزال علوم الآثار تحتاج إلي العديد من الدراسات والكشف، ومع التطور التكنولوجي يمكننا في الستقبل التنبؤ ومعرفة ما كان يجري في الحضارات القديمة ويمكننا الدخول في حقبتهم الزمنية ومحاكاتهم عن طريق تقنية " الهولوجرام " وغيرها " وتستمر التكنولوجيا في إبهارنا .