اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

"شالي لودج وأدرار أملال" تجربة إيكولوجية متفردة بواحة سيوة تحتاج للتسجيل باليونسكو

 "شالي لودج وأدرار أملال" تجربة إيكولوجية متفردة بواحة سيوة تحتاج للتسجيل باليونسكو

كتب د. عبد الرحيم ريحان

تعد تجربة الفندق الإيكولوجى بسيوة تجربة نادرة تجذب أنظار العالم وتستحق التسجيل تراث عالمى باليونسكو.

المقصود بالفنادق البيئية أو الإيكولوجية هى منشئات سياحية تم تخطيطها و تنسيقها و تصميمها و بناءها لتنسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة أى تستخدم خامات طبيعية من البيئية من أحجار وأخشاب وغيرها و لا تزيد الارتفاعات حتى تحافظ على بانوراما الموقع وتكون بنفس شكل الجبل والبيئة حولها للمحافظة على الرؤية البصرية وجلال وجمال ورهبة المنطقة أى هى نتاج تفاعل بين الإنسان والبيئة.

ونعرض تجربة فندق شالي لودج وأدرار أملال بسيوة الذى صممه وأشرف على تصميمه المهندس عماد فريد والمهندس رامز عزمى وأعدا دراسة تحليلية علمية عن هذا التصميم الفريد نعرضها فى هذه السطور.

ويعتبر فندق شالي لودج وأدرارأملال من أبرز نماذج الفنادق التي تم مراعاة البعد البيئي في تصميمها وإنشائها و تم اختيار الفندق البيئي أدرار أملالكأحد أفضل النماذج العالمية في مشروعات البيئة والتنمية المتواصلة من قبل مؤتمر قمة الأرض الذي عقد في جوهانسبرج وسيتم تحليل هذا الفندق البيئي من أجل الوصول إلى معايير لتصميم المنشآت السياحية المتوافقة بيئيا في سيوه والتي تحقق مفهوم التنمية المتواصلة.

يقع فندق أدرار أملال حول الجبل الأبيض أو جبل جعفر بقرية تسمى المراقي تبعد عن سيوة 18 كم حيث كانت تقع منازل سيوية قديمة تحيط بالجبل وقد تم عمل ترميم كامل لتلك المنازل وعمل بعض التعديلات المعمارية بالإضافة إلى إضافة كافة العناصر المعمارية الفندقية التي تتيح استخدام الفندق بأعلى مستوى فندقي.

وتم تقسيم الفندق إلى عدة مناطق حيث تعطي الطابع المميز لسيوة، مبني لانتظار السيارات بالإضافة إلى عدد من المخازن وعدد 6 غرف للعاملين، ومبنى الاستقبال ويتكون من بهو الاستقبال ومسطح لغرف الإدارة وصالةمتعددة الأغراض، والمطعم وملحقاته، ومبنى البار ويتكون من مجموعة من المسطحات المغطاة و المكشوفة، والمباني المختلفة المكونة للغرف الفندقية للمشروع وتتكون من 32 غرفة موزعة على مجموعة من التجمعاتوهي قصر المشمش، دار جعف ، السكرية، شالي غادي، مبنى الحمام الصحي، بالإضافة إلى مبنى حمام السباحة والحديقة الملحقة به ومبني الحمام الصحي.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى تحليل الخصائص العامة لنسيج البناء حيث تم استخدام الأنماط المدمجة وذلك لحماية الغرف الفندقية من التعرض للظروف المناخية الخارجية واستخدام الفناء الداخلي وتوجيه الفتحات إليه مما ساعد على تقليل الاشعاع الشمسي الساقط على الواجهات المطلة على الفناء بالإضافة إلى استخدام الفناء الداخلي في الأنشطة المختلفة للسائح.

صمم الغلاف الخارجي للمبنى من مواد البناء المتاحة والملائمة للبيئة في سيوة من مادة بناء طينية تسمى بالكرشيف (كتل ملحية) ويتم ربط هذه الأحجار بنوع من الطفلة والتي تقوم بدور المونة وتتميز بمقاومة حرارية عالية تؤدي إلى التقليل من الانتقال الحراري بين الوسط الخارجي والداخلي، وفى الأسقف تم استخدام فلوق النخيل والناتج من هالك حدائق النخيل ويتم تقطيعه وتجهيزه ومعالجته بالملح لمنع الإصابة بالسوس والذي يؤدي لتلف الأسقف ثم تغطيتها بمونة طفلة يضاف إليها أوراق شجر الزيتون والتي تعمل كعازل، واستخدمت القباب التى بنيت بالطوب النى "الطوب اللبن" لتقليل الإشعاع الشمسي الساقط على الأسطح مع زيادة ارتفاعات الفراغات الداخلية وبالتالي تقليل الإحساس بالحرارة داخل الفراغ.

وبخصوص النوافذ فقد أخذت الاتجاه الشمالي "البحري" ويقابلها نوافذ في الاتجاه الجنوبي من أجل تحقيق التهوية المستمرة، وتم تصميم النوافذ منخفضة لإدخال الهواء في مستوى معيشة الإنسان ويضاف لذلك نوافذ علوية حيث تساعد على خروج الهواء الساخن ويتم غلق هذه النوافذ شتاءً بليف النخيل، وقد كسيت بعض الحوائط الداخلية بالحجر السيوى والحجر الرملي من مواد البناء المحلية

إعتمدت أسس تصميم عناصر تنسيق الموقع العام التى على دراسة شاملة لكافة النباتات والأشجار الصحراوية النادرة والمهددة بالانقراض المتواجدة في مصر وتم تجميع شتلات من كافة النباتات وأشجار النخيل وزراعتها بالموقع لتكون متحف طبيعي للنباتات والأشجار الصحراوية، وتم زراعة الحديقة الملحقة بالمشروع ومساحتها 9 فدان بكافة الخضروات والفواكه من زراعات عضوية بدون إضافات أو مواد كيميائية وتعتبر تلك الحديقة هي التي تغذي الفندق بكافة احتياجاته واستخدام العين الطبيعية المتواجدة في الموقع كحمام سباحة بعد كسوتها بالحجر الطبيعي المتواجد بالمنطقة.

كما استخدمت تقنيات لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة ومنها استخدام أخشاب الزيتون في عمل الشبابيك وجريد النخل في عمل الأثاث من أسرة وكراسي ومناضد مع الاستفادة بالأقمشة اليدوية والسجاد المحلي والتي تعطي للمكان الطابع المحلي وذلك بمشاركة الجماعات المحلية في عملية التصميم والتنفيذ للاستفادة من خبراتها، وقد تم تصميم وتنفيذ فكرة جديدة (طريقة طبيعية) للتخلص من الصرف الصحي تسمى الأرض الرطبة تعتمد على تجميع كافة المخلفات في الصرف الصحي ثم إلى خزان مغلق ومنها إلى أرض رطبة بمسطح لا يقل عن 40م طول، 20م عرض مقسم إلى عدة غرف بها تربة زلطية بداخلها مواسير بها ثقوب تنتهي إلى حديقة نباتات من نوع معين (البوص، اللوتس، البردي)

تضمنت دراسة المهندس عماد فريد والمهندس رامز عزمى توصيات بضرورة الاهتمام بالبيئة الصحراوية وتوفير المتطلبات اللازمة لراحة الإنسان بها سواءً كانت راحة فسيولوجية أو سيكولوجية، حيث يوصي البحث بصفة خاصة بتحسين الأداء البيئي للعمران السياحي بالمناطق الصحراوية والتي تعد أحد أهم محاور التنمية السياحية المستدامة بمصر، و ضرورة وضع سياسات عمرانية للتجمعات السياحية الصحراوية تتناسب مع الطبيعة الخاصة لكل منطقة من حيث الشكل والمضمون، و التوافق الكامل مع الخصائص الأيكولوجية للموقع وتوظيف عناصرها من أجل الاستفادة القصوى من هذه الخصائص في صياغة النسيج العمراني الأمثل، والتأكد من توفير وإمداد مواقع المشروعات السياحية الصحراوية بشبكات البنية الأساسية لإقامة عملية التنمية السياحية

كما تضمنت توصيات معمارية وتصميمية تشمل الاهتمام بأسس ومعايير تشكيل العمران وتصميم المنشآت السياحية من حيث استخدام مواد البناء المحلية متجددة المصادر ومنع استخدام الخامات التي تتطلب طاقة مكثفة وضارة بيئيا وتحقيق التهوية داخل فراغات وحدات الإقامة بالطرق الطبيعية عن طريق نسب ومقاسات الفتحات وأماكن تواجد مدخل الهواء ومخرجه من أجل الوصول إلى تحقيق الراحة الحرارية لمستخدم الفراغ، كما يلزم الحماية من الإشعاع الشمسي المباشر الساقط على الغلاف الخارجي للمبنى عن طريق المعالجات المعمارية المختلفة وتوجيه المباني بما يضمن تحقيق رؤية متميزة واستخدام مواد تشطيب وفرش فراغات وحدات الإقامة من مواد محلية بما يضفي طابع خاص للمنشآت السياحية، واستغلال العمالة المحلية والتي تتمتع بتراث وخبرة محلية وتصميمية وتنفيذية كبيرة وضرورة الدمج بين الأساليب التراثية للتعامل مع المناطق السياحية الصحراوية والتكنولوجيا المتوقعة مع البيئة بحيث تنبع الحلول التصميمية من الوسط الطبيعي المحيط وتداخله مع الخلفية الثقافية والاجتماعية العقائدية.

كما شملت توصيات خاصة بعناصر تنسيق الموقع العام ومنها استخدام النباتات من مزروعات تتماشى مع البيئة الطبيعية والمحلية الصحراوية بما يضمن استدامة الحياة لهذه النباتات ويساهم في ترشيد تكاليف الري والصيانة والمتابعة وتشجيع استخدام المواد المحلية والطبيعية في تصميم مفردات وعناصر تنسيق الموقع وبواسطة السكان المحليين.

بالإضافة إلى التوصيات الإنشائية وتشمل التعرف على أنسب طرق البناء للموقع أخذين في الاعتبار النواحي الطبيعية والبيئية والاقتصادية والثقافية واختيار أساليب إنشاء غير ملوثة للبيئة الطبيعة، وتوصيات تقنية باستخدام طرق وأساليب نظيفة في توليد الطاقة بالمشروعات السياحية (طاقة شمسية، طاقة الرياح.. إلخ ) وإعادة استخدام ماء الصرف بعد المعالجة في أعمال الري وتسميد التربة واتباع مبدأ إعادة الفرز والتدوير في إدارة المخلفات والالتزام بمبدأ الدورات المغلقة في العمليات الحيوية المشكّلة للأنشطة المختلفة داخل المنشآت السياحية وضرورة الاهتمام بإنشاء الفنادق البيئية والتي تحقق مفاهيم التنمية السياحية المستدامة.


و أناشد الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة بتسجيل الفندقين ضمن المباني التراثية بمصر ليخضع للحماية بموجب القانون رقم 144 لسنة 2006 والمباني التراثية هى المنشآت ذات الطراز المعماري المتميز أو المرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو التي تمثل حقبة تاريخية أو التي تعتبر مزارًا سياحيًا مهددًا بالاندثار من جراء التعدي عليها وإهمالها ويعد الفندقين من أهم المزارات السياحية فى مصر خاصة لكبار الشخصيات العالمية ومنهم رؤساء دول وبعد تسجيله تقدم وزارة الثقافة ملفًا لتسجيله تراث عالمى باليونسكو.


google-playkhamsatmostaqltradent