اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

السودان ما بين مناجم الذهب والقوى العالمية كتب : وائل عباس

الصفحة الرئيسية
السودان ما بين مناجم الذهب والقوى العالمية







كتب : وائل عباس


قد يبدو الأمر ما بين المتابعين للشأن السوداني ومحللي الأحداث السياسية أنه أمر اعتيادي  ما تمر دولة السودان منذ استقلالها وليس بالأمر العارض .


وأنه لا يعدو مجرد أنقلاب على السلطة الحاكمة يأتى بأحدى چنرالات المؤسسة العسكرية ويطيح بالآخر ، نظام يعتقل برجاله ليأتى على سدة الحكم رجال أخرون ويتسيد نظام جديد .



لكن الأمر هنا فيه أختلاف وتفرد أنه انقلاب من نوع أخر ،حتى توقيت حدوثه كان أشبه بالمفاجئة حتى على الذين أعلنوا التمرد وبدأوا بالحرب وهم قوات 
" التمرد السريع " بقيادة " حميدتى " كأن الحرب لها غرفة عمليات خارج السودان ، هى من تصدر الأوامر وتحدد ساعة الصفر  وإلا لما أخذت الحرب هذا المنحنى فحتى الآن لم تحسم أى الجهتين الحرب لصالحها  بل ربما يفشل هذا التمرد ويتم سحقه .



أنها القوى العالمية المتصارعة حاليا  والتى تتلاعب بالدول والشعوب كقطع الشطرنج من أجل تسيد النفوذ العالمي والمصالح الأقتصادية  والتي تريد تشتيت الأنتباه العالمي عن الحرب الدائرة في أوكرانيا ، بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الغربى لأسقاط الروس وأضعافهم وكان القربان هو الشعب الأوكراني وأرضه ولكن القيادة الروسية كانت عصية صلبة وتلاعبت بهم ، فلم تؤثر فيهم العقوبات الأقتصادية ولا الحظر على صادرات النفط ولا تجميد الأرصدة  وقامت بأستنزافهم في تلك الحرب  وقامت بالرد على رقعة الشطرنج العالمي بتحالف وتقارب بينها وبين الصين من ناحية وبينها وبين الدول العربية والخليج على وجه الخصوص بقيادة المملكة السعودية من ناحية أخرى ثم أرادت أن تقطع الطريق على الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر بأتخاذ قواعد لها هناك  وهذا ما ترفضه مصر كما رفضت القيادة السودانية ذلك حرصا على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومصر فأراد الروس فرض سياسة الأمر الواقع وتشتيت الأنتباه العالمي والتحالف الأنجلوأمريكي الغربى بالتحديد في عدة ساحات معارك ومن هنا صدرت الأوامر لقائد مرتزقة الدعم السريع
 " حميدتى " بالبدء في تنفيذ انقلاب خاطف على السلطة والمؤسسة العسكرية السودانية وقد كان .



ومن المعروف أن " حميدتى " هو رجل روسيا في المنطقة وله تعاون وثيق مع قوات " فاغنر " الروسية العاملة في أفريقيا وهو المتحكم في مناجم الذهب في السودان حيث تقوم الميليشيات بالتعاون مع الروس في استخراج الذهب وتصديره إلى ميناء " اللاذقية " السوري ثم يعاد تصديره إلى روسيا .



وقد يستنكر البعض تحليلى على هذا النحو  وقد يستشهد بمغازلة مستشار " حميدتى " للإسرائيليين 
وعرض إسرائيل استضافة مباحثات سلام بين الطرفين  ولكن هذه المغازلة لا تعدو أكثر من طمأنة للمعسكر الغربي حتى لا تنحاز للبرهان وتقوم بأجهاض الأنقلاب ليس إلا .




ولكن ما يجب أن يكون شغلنا الشاغل حاليا هو المصالح المصرية ، فالسودان هى العمق الأمني للدولة المصرية  وبوابة العبور لتدمير سد النهضة الحبشى  والشعب السوداني اقرب الشعوب العربية إلى الشعب المصري .




 نثق في القيادة المصرية التب اعلم جيدا أنها تتواجد على أرض الواقع ترصد وتتوقع وتتعقب أطماع الطامعين وتقف بالمرصاد لكل من يحاول الأقتراب من أمننا القومي .



وأخيرا أسئل الله العلي القدير أن يحفظ مصر وشعبها وينعم بالأستقرار على السودان ويقي شعبه شر الفتن .
google-playkhamsatmostaqltradent