اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أين عبد بنو إسرائيل العجل الذهبى؟ تعرف على ذلك فى حكايات التجلى الأعظم (21)

 أين عبد بنو إسرائيل العجل الذهبى؟ تعرف على ذلك فى حكايات التجلى الأعظم (21)




كتب د. عبد الرحيم ريحان


في إطار استكمال حلقات "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" منذ دخول يوسف الصديق وأهله آمنين إلى مصر ومسار نبى الله موسى بسيناء حتى الوصول إلى أعتاب المدينة المقدسة والذى نعرضها فى 25 حلقة نستكمل الحلقة الواحد والعشرون بعنوان " أين عبد بنو إسرائيل العجل الذهبى؟ "، وقد استعرضنا فى 20 حلقة سابقة دخول يوسف الصديق وأهله إلى مصر ومكان إقامة بنى إسرائيل في مصر.





 ومناقشة موقع ولادة نبى الله موسى وتربيته في بلاط أحد ملوك مصر وموقع بئر موسى في مدين حيث قابل الفتاتين وتزوج وعاش لمدة عشر سنوات والتجلى الأول عند شجرة العليقة الملتهبة وجبل موسى كقيمة روحية استثنائية بالوادى المقدس طوى والشروط الواجب توافرها في فرعون موسى وحقيقة فرعون موسى وهل تصدق أن حتشبسوت فرعون الخروج؟ 




" وإثبات بطلان الإدّعاء بأن إخناتون هو نبى الله موسى دينيًا وأثريًا وتاريخيًا" ومناشة فرضية رمسيس الثانى فرعونًا لموسى والكشف عن موقعين باسم وادى الراحة بسيناء، وهل كان مرنبتاح ابن رمسيس الثانى فرعونًا لموسى؟ وهل كان فرعون موسى ملكًا أم شخصًا بهذا الاسم؟ وهل سمح ملك مصر بخروج بنى إسرائيل وأين غرق فرعون؟ ومسار نبى الله موسى وشعبه بسيناء و"إيليم" حيث تفجرت لنبى الله موسى وشعبه 12 عين، وطعام بنى إسرائيل بسيناءوالتجلى ومناجاة موسى لربه ثلاث مرات تفرّدت بها مصر بموقع التجلى الأعظم والتجليات الربانية في عصى موسى انقلبت ثعبان وانفلق بها البحر وتفجرت المياه.




ذهب نبى الله موسى لميقات ربه لتلقى ألواح الشريعة، وترك أخاه هارون مع بني إسرائيل ووصاه بقيادة بنى إسرائيل من بعده، وهذا يعنى ذهابه فى مكان بعيد ربما لا يعود منه فترك وصيته "وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" الأعراف 142.



وكن نساء بنى إسرائيل في مصر يخدمن نساء آل فرعون وأخذن منهن بعض الحلى والذهب خلسة، وقد جاء فى سفر الخروج (ولما رفض فرعون كل الآيات التى رآها جهرة أمامه فأتى عليه أمر الله فأمد يدى وأضرب مصر بكل عجائبى التى أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم، وأعطى نعمة لهذا الشعب فى عيون المصريين فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين، بل تطلب كل إمرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين) سفر الخروج: الإصحاح الثالث الآيات 20-22، سفر الخروج الإصحاح الحادى عشر الآيات 2-3.



تعجّل نبى الله موسى ميعاد ربه واكتفى بتولية هارون قائدًا علي بنى إسرائيل وتركهم على عجل ليحضر إلى المناجاة قبل الإبّان الذى عيّنه الله له، اجتهادًا منه ورغبة فى تلقى الشريعة حسبما وعده الله قبل أن يحيط بنو إسرائيل بجبل الطور، ولم يراع فى ذلك إلّا السبق إلى ما فيه خير لنفسه ولقومه، لذلك لامه الله سبحانه وتعالى على أن غفل عن مراعاة ما يحفّ بذلك من ابتعاده عن قومه قبل أن يوصيهم الله بالمحافظة على العهد ويحذّرهم مكر من يتوسّم فيه مكرًا.



وقد أخبر نبى الله موسى قومه قبل ذهابه لميقات ربه أن غيبته عنهم لا تطول أكثر من ثلاثين يومًا مع مسافة الطريق إلى جبل الطور كما وعده ربه فى البداية، فلما أمر الله نبيه موسى أن يستأنف صيام عشرة أيام أخرى طالت غيبته عن قومه واستبطأه القوم فعبدوا العجل .



وقد حدثت فتنة عبادة العجل بسبب السامري، والسامري اسمه موسى السامري ولدته أمه في الصحراء وماتت فكفله جبريل ورباه، وكان جبريل عليه السلام يأتيه على حصان يحمل له ما يحتاج إليه من طعام وشراب، وكان موسى السامري يرى حصان جبريل، كلما مشى على الأرض وقع منه تراب فتخضر وتنبت الأرض بعد هذا التراب، وأيقن أن فى حافر الحصان سرًا فأخذ قبضة من أثر الحصان ووضعها في العجل المصنوع من الذهب فأخذ يحدث خوارًا كأنه حى.



حين عودة نبى الله موسى لام هارون فاعتذر بأنه عمل كل ما فى استطاعته ولو قام بقتال من ارتد لكان ذلك سببًا لفرقة، ولام نبى الله موسى بنى إسرائيل أشد اللوم وألقى الألواح التى كتبها الله له ويقال أنها كسرت، وقال للسامرى اذهب فإن الله عاقبك بأن تقول فى حياتك لا مساس وهو عقاب بدنى بحيث يتألم السامرى من مس أى إنسان له، فكان إذا لقى إنسانًا وخشى أن يمسه يقول لا مساس، وأمّا الآخرة فسيحاسبه الله على ما فعله وأخبره أن هذا العجل الذى ظل عليه عاكفًا سيحرّقه وينسفه فى ماء البحر مما يؤكد أن عبادة العجل كانت فى موقع يشرف على مياه، وهو موقع طور سيناء حاليًا والطريق الذى اتخذه موسى للقاء ربه هو وادى حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس، أمّا نحت العجل فى وادى الراحة بسانت كاترين فهو شكل خيالى كسائر المنحوتات بجبال سيناء ولا علاقة له بعبادة العجل وكان وادى الراحة بسانت كاترين حاليًا هو وادى الراحة الأول الذى استراح عنده أسرة نبى الله موسى فى رحلته عائدًا من مدين سيناء وهى ما بين شرم الشيخ ودهب ويحتمل أنها نبق أو رأس محمد كما سبق ذكره بالأدلة المادية، أمّا وادى الراحة الثانى فهو فى موقع طور سيناء الحالية التى تشرف على خليج السويس وهو الموقع الذى ترك فيه نبى الله موسى شعبه ليتلقى ألواح الشريعة فى الوادى المقدس طوى" منطقة سانت كاترين حاليًا"



وأن الله تعالى أوحى إلى موسى أن توبة بنى إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم بأن يقتل كل إنسان من يقابله من قريب أو أخ أو نحو ذلك حتى عفا الله عنهم بعد أن قتلوا من أنفسهم عددًا كبيرًا

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" سورة البقرة آية 54



والآية الكريمة التي نحن بصددها هي تقريع من موسى عليه السلام لقومه الذين نجاهم الله من آل فرعون وأهلك عدوهم فاتخذوا العجل إلهًا، ومتى حدث ذلك؟ في الوقت الذي كان موسى فيه قد ذهب لميقات ربه ليأتي بالمنهج، وقد كان من الممكن أن يأخذهم الله بهذا الذنب ويهلكهم كما حدث بالنسبة للأمم السابقة، أمّا وقد شرع الله لهم أن يتوبوا. فهذا فضل من الله وعفو، ثم يقول الحق تبارك وتعالى.



وعن سبب اختيار سبعين رجلًا للاعتذار عن عبادة العجل فقد أشارت الآية الكريمة "وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ" الأعراف 155

وقالوا في علة السبعين إن من اتبعوا موسى كانوا أسباطًا، فأخذ من كل سبط عددًا من الرجال ليكون كل الأسباط ممثلين في الميقات

 وهل الميقات هذا هو الميقات الأول؟ لا؛ لأن الميقات الأول كان لكلام موسى مع الله والميقات الثاني هو للاعتذار عن عبادة العجل.





ولماذا أخذتهم الرجفة؟ لأنهم لم يقاوموا الذين عبدو العجل المقاومة الملائمة، وأراد الله أن يعطي لهم لمحة من عذابه، والرجفة هي الزلزلة الشديدة التي تهز المرجوف وتخيفه وحين أخذتهم الرجفة قال موسى: "رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ".



أوضح نبى الله موسى: لقد أحضرتهم من قومهم. وأهلوهم يعرفون أن السبعين رجلًا قد جاءوا معي، فإن أهلكتهم يا رب فقد يظن أهلهم أننى أحضرتهم ليموتوا وأسلمتهم إلى الهلاك، ولو كنت مميتهم يا رب وشاءت مشيئتك ذلك لأمتّهم من قبل هذه المسألة وأنا معهم أيضًا، يضيف القرآن الكريم على لسان نبى الله موسى والقوم معًا "أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ"



ومن هذا نؤكد أن موقع عبادة العجل كان بمنطقة رأس راية الحالية 8كم من مدينة طور سيناء وأن النحت فى واجهة الجبل قرب دير سانت كاترين الذى يشبه منظر العجل ويعتقد البعض أنه العجل الذى عبده بنو اسرائيل فهو نحت طبيعى شأن كل المنحوتات بجبال سيناء وأن الحقائق الدينية تشير إلى أن عبادة العجل الذهبى كانت قرب بحر وليست منطقة جبلية حيث قام نبى الله موسى بحرق هذا العجل عند عودته ونسفه فى البحر كما جاء فى سورة طه "وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا"طه 97.


google-playkhamsatmostaqltradent