اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتبة / منال خليل - تكتب " إلى ذوي الأجنحة البيضاء ، شكراً "

الصفحة الرئيسية

 

" إلى ذوي الأجنحة البيضاء ، شكراً  "






بقلم الكاتبة / منال خليل 


-  رقه القلب والنفس والقدرة على التعاطف مع الغير هي النعمة الأعظم على الإطلاق 

فمن حظى بها فهو إنسان نبيل الخُلق رحيم بمن حوله واهل بيته .. ويؤتمن في الصحبة والرِفقة. 


- وأسوء مايصيب الإنسان أن يكون قاسي القلب ومتحجر المشاعر وإن كان ذو صوت خفيض ناعم .

دون فعل طيب وهين لين المعاملات 

قال تعالى :

 ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ )  

- أتعرض هنا " للشعور بالحزن والتعبير عنه " والذي قد يصيب الإنسان لأي من الأسباب التى قد يبتليه بها الله لحكمة ما .. وعدم إحترام بعض من البشر حول المبتلين لهذا الحزن او التنمر عليهم .

وكذلك ماهى علاقة الحزن بارتداء اللون الأبيض

 أو بعض المجوهرات أو عدم ارتداء السواد والنواح  بالرغم من إن ثياب الإحرام بيضاء .. والكفن أبيض !!

 - وما هى علاقة الحزن بأن يمارس طبيعتة الخاصة  وان يكون نظيف مهندم .. مبتسم تأدباً بوجه الآخرين متى استطاع ذلك ؟

- ومن نحن حتى نصدر الأحكام ونزايد على من هو الأكثر تعاسة أو الأكثر حزناً من عدمه .. ومن مؤمن أو العكس ؟

هل نحن جميعا أصبحنا فقهاء في الدين وكاشفي نوايا الغير ؟؟

- لا تحكموا بالمظاهر .

فكم من بشر عاشوا وماتوا لا يعلم ما بهم أحد وهم الآن في الجنة لهم معراج وشفاعة .

- فالحزن من طبيعة البشر، لم يكن يوماً محرماً في الشرائع السماوية.

كما هو السعادة وحب الفرح والضحك والإبتهاج.

- ولكن هل يتعارض الشعور بالحزن مع الصبر والرضا والتسليم بقضاء الله وقدره؟ ؟

- فإن الحزن شعور لابد أن ينتاب الإنسان السوي كالألم عند المرض أوالغضب ، بل هو أيضاً كالجوع والعطش.


- لا يحب الله العبد ان يحزن ولكن لا يحاسب على ما يفوق طاقة العبد أن يتحمله 

ولكن يؤجرون عليه ويكفر به من سيئاتهم.


ولهذا قال رسولنا صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة : "ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه"


- إذا الحزن ليس بقاصر او دليل عن ضعف الإيمان أو الكفر بباقي النعم او عدم الصبر على الإبتلاء  بل هو خاص جدا بمدى رهافة الحس والأنسانية  فلا غضاضة في التعبير عن الحزن .


   الأنبياء  الصديقون تعرضوا للحزن لأسباب مختلفة وحزن أيضا الصالحين، قبل وبعد سيدنا يعقوب عليه السلام 

ولعل في قول الله تعالى عن سيدنا يعقوب عليه السلام جواباً على ما نتطرق إليه : "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" يوسف 84


- وهناك أيضاً الكثير من المنافقين حولنا الذين يسعدهم وقوع الإبتلاءات بالغير ووقوعهم في الحزن .

 وقال الله تعالى فيهم : "إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ" التوبة 50

 وقال : "إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" آل عمران 120

- لا تعيبوا ولا تستهينوا بحزن البشر وضعفهم الإنساني ... بل مدوا لهم يد العون واجبروا الخواطر .. وإن لم تريدوا او لم تستطيعون.. 

فلا تجرحوهم بظن السوء فيهم 

فالله يعلم وأنتم لا تعلمون 

-  قال الله تعالى فيما يخص الشعور بالحزن

 و عن أهل الجنة:

 "وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ"   فاطر:34

 " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ" الأنعام:33 


 كما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: 

"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ" المائدة:41 

 - وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: 

قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً حين قتل القراء، فما رأيت رسول الله  حزن حزنا قط أشد منه قال الله تعالى عن نبيه وصديق  الأمة: 

"إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" التوبة:40

 - وقال للمؤمنين: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" آل عمران139 ..

- وأخيرا لا حرج علينا في الحزن عند شدة الألم 

او الفقد والبكاء .


  النبي ﷺ لما مات ابنه إبراهيم : العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون .


- لا تصدروا الأحكام ولا تزايدوا على حزن وضعف المبتلي  .. إن لم نكون سند جميل لبعضنا البعض .


أو فلنبتعد بسلام ، وترفقوا بأنفسكم قليلاً قبل غيركم ولا تأمنوا، فنوائب الدنيا تدور وإيَّاك أنْ تَشمَت فليس بينك وبين المُبْتَلَى،

سوى رَحمَة الله .

google-playkhamsatmostaqltradent